بقلم: سعد فهد العشوش
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني الى أرض الوطن قبل أيام، بعد أن قام بجولة زار خلالها كل من الولايات المتحدة الامريكية وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بهدف توحيد موقف عالمي يضفي الى وقف العدوان على غزة والذي هو مفتاح السلام في المنطقة، وبدون ذلك فإن دائرة الصراع مرشحة الى التوسع على مستوى المنطقة والاقليم.
لا شك بأن الجولة الملكية التي قام بها جلالة الملك مؤخرا، والتي جاءت في وقتها المناسب، اكتسبت أهمية بالغة كونها تتزامن مع أحداث هامة تجري على الساحة الإقليمية بشكل عام وعلى الأراضي الفلسطينية بشكل خاص، والتي سيكون لها تداعياتها .
لقد تحدث جلالة الملك أمام الرئيس الأمريكي وأركان الإدارة الامريكية ومجلسي الشيوخ والكونغرس بما لم يتحدث به قائد من قبل، حول ما يجري في غزة، حيث دعا الى وقف الحرب فورا، وضرورة حماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية واستدامتها.
ولم تنتهي جولة جلالة الملك بلقاء الرئيس جو بايدن، بل شملت أيضا محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ورئيس الوزراء الكندي والرئيس الفرنسي والمستشار الألماني، لأن الدبلوماسية الأردنية تحركت منذ اليوم الأول للحرب على غزة، وكان لجلالته موقفه المتقدم على غيره من قادة العالم.
لا شك بأن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك وما تتضمنه من لقاءات مع قادة الدول العالمية ، انما هي تمثل ضمير الأمة وتعبر عن موقف الأردن الثابت شعبيا ورسميا وجشد التأييد لوقف شلال الدم في عزة والذي يشكل تهديدا للمنطقة بأكملها.
المجتمع الدولي معني بالاستماع الى ما يطرحه وما ينادي به جلالة الملك لانه نابع من رغبة اردنية وعربية وإسلامية واضحة وصريحة بوقف الحرب على غزة ومنع عملية التهجير القسري، وانه لا سلام ولا استقرار دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.