محمود الفطافطة
يواصل الأردن بقيادة جلالة الملك الجهود وعلى كافة المستويات الدولية لحشد الدعم للجم وحشية الاحتلال المتواصلة لليوم الـ 134 على غزة وأدت لارتقاء 28775 شهيداً و 68552 إصابة، وارتكب عشرات المجازر بحق عوائل القطاع والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، بينما لازال العدد الهائل من الضحايا تحت الركام، وتمنع قوات الاحتلال طواقم الاسعاف من الوصل اليهم.
ويشدد الأردن التحذير من تداعيات العدوان الغاشم على غزة، واستمرار إسرائيل في ارتكاب جرائم الحرب والابادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وانتهاك القانون الدولي دون رادع وتحدي الاحتلال لإرادة المجتمع الدولي وخرق كل المعايير الإنسانية والقانونية والأخلاقية، حيث يدفع الاحتلال المنطقة برمتها نحو المزيد من الصراع والتوتر والحروب من خلال الاستمرار في العدوان الغاشم ومحاولته فتح جبهات جديدة وجر الغرب إليها لإطالة عمر الحكومة الإسرائيلية، وتنفيذ الأجندات العنصرية المتطرفة لوزراء الاحتلال المتطرفين الذين ينادون علناً بارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وانكار حقه في الحياة على ترابه الوطني.
عجز المجتمع الدولي عن لجم التطرف الإسرائيلي ووقف جرائم الحرب البشعة بحق المدنيين العزل في غزة أتاح للحكومة الإسرائيلية الإمعان في عدوانها وتعريض أمن المنطقة برمتها للخطر، وأصبح المجتمع الدولي أمام مفترق إنساني، فإما أن يتحمل مسؤوليته ويوقف العدوان والغطرسة والوحششية ويحمي الأبرياء وصدقيته وأمن المنطقة، وإما أن يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزراء التطرف والكراهية والعنصرية في حكومته بجر المنطقة إلى أتون حرب إقليمية ستهدد الأمن والسلم الدوليين.
كما ويحذر الأردن من خطورة تداعيات الهجوم المحتمل على رفح جنوبي غزة، مشدداً على منع أي خطوات من شأنها تهجير الفلسطينيين، وضرورة تكثيف الجهود للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والعمل على إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية ينهي دوامة العنف في المنطقة ودعوة المجتمع الدولي للتحرك بشكل فوري لمضاعفة حجم المساعدات وضمان إيصالها للقطاع بشكل دائم وكاف، للتخفيف من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي هناك وضرورة مواصلة دعم الأونروا، لتمكينها من القيام بدورها الإغاثي الحيوي ضمن تكليفها الأممي.
ويجدد الأردن موقفه الثابت على رفضه لأية محاولات من شأنها أن تؤدي لتهجير السكان عن أراضيهم داخليا أو خارجيا، معتبرا أن هذا الأمر يجب أن يرفضه العالم ويدينه، حيث أن الحلول العسكرية والأمنية لن تحقق السلام، لكن السبيل الوحيد لذلك، هو بناء أفق سياسي على أساس حل الدولتين والتأكيد على ضرورة إطلاق عملية سياسية جدية تفضي لتحقيق السلام العادل والشامل، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ويبقى القول، بأن الموقف الأردني تجاه الحرب على غزة، ثابت ومشرف ملكيًا وحكوميًا وشعبيًا، حيث تواصل المملكة جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم الأشقاء هناك، ناهيك عن التناغم بين الموقفين الرسمي والشعبي تجاه الحرب، إذ يعبر المواطنون عن غضبهم تجاه الحرب المستعرة على غزة..وتواصل الأردن ارسال خبزه وقمحه ويعالج الأشقاء وتقديم كل سبل المساعدات للتحفيف عنهم ودعم صمودهم.