صدى الشعب – كتبت النائب د.بيان المحسيري
خطورة المرحلة القادمة والمعطيات والظروف والأحداث المحلية والإقليمية والعالمية المحيطة في الأردن تشكل امتحان حقيقي لمنظومة التحديث السياسي التي أطلقتها الدولة وتبنتها الحكومة…
وتستدعي إرادة حقيقية لحفظ وحماية المصلحة العامة وذلك بضمان مشاركة حقيقية للشعب بإدارة المرحلة من خلال تجنب إقصاء من اختارته الأغلبية الشعبية لتمثيلها على المستوى السياسي لإتخاذ القرارات التي تتناسب وتتسق مع توجهاتهم وتعكس تصوراتهم ومواقفهم ورؤيتهم وتمثيلهم في إدارة المرحلة القادمة…
خاصة بعد أن استجاب الشعب وبادر للمشاركة بالانتخاب وترك العزوف في محاولة منه لإستعادة الثقة بجدوى العملية الانتخابية والديمقراطية ومجلس النواب…
وأبسط ما يمكن عمله إزاء ذلك هو احترام الإرادة الشعبية بعدم التدخل لمنع وصول الكتلة الأكبر التي اختارتها الغالبية الكبرى من المواطنين للمشاركة بإدارة العمل النيابي ورئاسة مجلس نواب الشعب…
وعدم التدخل للتأثير في قرار النواب وتوجيههم نحو اختيارات لا تعكس الإرادة الشعبية في صناديق الانتخابات…
لأن إيصال الناس لليأس من القدرة على التغيير والمشاركة والتأثير بصنع القرارات العامة بالطرق الإصلاحية السلمية لا يخدم المصلحة العامة.
فاقصاء الكتلة الأكبر الممثلة للغالبية هو إقصاء حقيقي لإرادة غالبية الناخبين واستئثار بالقرار السياسي ويعيق النجاح في إدارة المرحلة القادمة ويتجافى مع الحكمة اللازمة لمواجهة التحديات الواقعة على الأردن…
واجب كل نائب اليوم تحمل مسؤولياته امام الله والمجتمع والناس التي اختارته لتمثيلها بامتلاك القوة والتزام الأمانة عند انتخاب رئيس مجلس النواب تحت القبة…
المرحلة القادمة أخطر من أن تدار بالحسابات الشخصية او الولاءات المتناقضة مع المصلحة العامة… والتلاعب بهذه المساحة سيكون له تداعيات خطيرة على الجميع وسينعكس سلباً على كافة المكونات…
نواب المجلس العشرين قيد الإنطلاق، يوم غدٍ الإثنين سيكونون أمام استحقاق انتخابي مهم وخطير في انتخاب رئاسة مجلس النواب وتحقيق تمثيل حقيقي للإرادة الشعبية.
نسأل الله أن يوفق الجميع لوعي المرحلة وإدراك أبعادها والسداد في القرارات بأن نكون على مستوى الحدث ومتطلبات الحالة السياسية في الأردن والمنطقة والعالم…
والله ولي التوفيق وهو القادر عليه…