صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
ثمّن الشيخ عبد الكريم الحويّان المواقف الثابتة والواضحة والمشرّفة للمملكة والملك تجاه القضيّة الفلسطينيّة والعدوان على غزّة، مشيداً برؤية جلالته العميقة وإنحيازه تجاه القضيّة الفلسطينيّة العادلة.
وشدد على أهمية جهود جلالة الملك وحرصه على استمرار الجهد الإغاثي والإنساني الذي يقوم به الأردن من خلال المستشفيات العسكرية الميدانيّة بخاصة في غزّة، التي يتم تزويدها بشكل مستمر بالمواد اللازمة، بالتوازي مع الضغط الذي مارسه الأردن من أجل فتح المعابر أمام المساعدات بشكل دائم وكاف، وضمان تدفق المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة التي يقدمها الأردن للأهل في قطاع غزّة، عدا عن الإنزالات الجوية التي تنفذها القوات المسلّحة الأردنيّة لضمان سرعة وصول المساعدات إلى أهالي القطاع.
وحول تصريحات نتنياهو قال الشيخ الحويّان خلال حديثه لـ(صدى الشعب) إنّ التصريحات الاستفزازية التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما أسماه بـ”إسرائيل الكبرى”، والتي زعم أنها تشمل أراضي فلسطين وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، مجرد أوهام، ومحاولة مكشوفة وبائسة للنيل من السيادة الوطنية الأردنية، وانتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية.
وأكّد الشيخ الحويّان في مقابلة صحفيّة مع صحيفة الشعب، إنّ هذه المزاعم تمثل تهديداً مباشراً للأمن الوطني، ولكنّها لن تنال من منعة الأردن وسيادته، إذ تقف على رأسه قيادة هاشمية حكيمة، أسست دولة ذات سيادة راسخة، وتمتلك جيشا قويا يحميها، وشعبا يعرف كيف يرد على التهديد بالفعل قبل القول.
وقال إن كل شبر من تراب الأردن خط أحمر، وإن أي مشروع لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين سيواجه بالرفض التام من قبل عمال الأردن كافة، وأبناء المجتمع الأردني.
ولفت إلى أنّ مواقف الأردن بقيادته الهاشمية، ثابتة وراسخة، في مواجهة كل المشاريع التوسعية، وقد عبر عنها جلالة الملك مرارا وتكرارا، برفض أية مشاريع وخطط لفرض حلول على حساب الأردن أو تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو تعكس العقلية العدوانية التوسعية للمشروع الصهيوني منذ نشأته، وأنها تهدف لإحياء أطماعه في المنطقة، مؤكداً أن الشعب الأردني قيادةً وجيشاً وشعباً لن يسمح بأي مساس بسيادته أو بأمنه القومي.
وبين أن الانسجام بين الموقف الشعبي والرسمي في الأردن يشكل صمام أمان للأمن القومي، وأن أي محاولة لفرض واقع جديد على حساب الأردن أو فلسطين سيتحطم على صخرة الإرادة الوطنية التي لا يمكن اختراقها، مؤكدا أن الأردنيون كانوا ولا يزالوا على الدوام في خندق الوطن وخلف قيادتهم الهاشمية.
وأضاف أنّ نتنياهو وفي تصريح يعرّي جوهر المشروع الصهيوني، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتباطه العميق برؤية “إسرائيل الكبرى”، محددا بذلك ملامح عقيدة توسعية ممتدة منذ نشأة الحركة الصهيونية، تتجاوز حدود الدولة المعترف بها دوليا، وتفتح شهية الاستيطان والضم على حساب أراضٍ عربية وفلسطينية.
لم يكن هذا التصريح زلة لسان أو استفزازا عابرا، بل إفصاحا متعمدا عن مشروع أيديولوجي راسخ ظل حاضرا في الفكر والسياسة الإسرائيلية، يتجدد كلما سنحت الظروف الإقليمية والدولية.
واستعرض الشيخ الحويّان توقيت إعلان نتنياهو عن حلمه بـ”إسرائيل الكبرى”، والجذور التاريخية والفكرية لهذا المفهوم منذ بواكير الصهيونية التصحيحية، وصولًا إلى ظهوره الصريح مجددًا في خطابه الأخير. وأضاف أنّ هذا التصريح يبين خلفيته الأيديولوجية وحساباته السياسية الراهنة.
كما يناقش ردود الفعل الإقليمية والدولية والدلالات القانونية والسياسية المترتبة عليه، ويؤكّد مدى الحاجة إلى وحدة الصف في مواجهة مشروع استعماري يعلن نفسه بلا مواربة.
وأشار إلى أنّ تصريحات بنيامين نتنياهو المؤيدة لرؤية “إسرائيل الكبرى” صدرت في ظرف سياسي وأمني بالغ الاحتقان، حيث استغل أجواء ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لتبرير حرب إبادة في غزّة؛ وهو ما أدى إلى صدور إدانات قويّة من الأردن، والسعودية، وقطر، ومصر إضافة إلى العديد من الدول العربيّة الشقيقة والصديقة، حملت لهجة تحذيرية من تداعيات هذا النهج التوسعي على أمن المنطقة وسيادتها.
وثمن ردود الفعل الأردنيّة والعربيّة إضافة إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة والتي عبرت عن رفضها المساس بحقوق الفلسطينيين، وتمسكها بحل الدولتين، لكن بلهجة أكثر دبلوماسية.
وأشار إلى أنّ تصريحات نتنياهو كانت استفزازا خطيرا، وتجسّد الطبيعة الاستعمارية للمشروع الصهيوني.
ولفت الشيخ الحويّان إلى الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي لم تصدر تصريحات حادة، مكتفيَين بالتعبير عن “القلق” في الكواليس، وكأنّ الأمر شأن داخلي إسرائيلي أو زلة لسان لا تستحق التصعيد.
وأضاف أنّ هذا الصمت يعكس ازدواجية معايير فاضحة، إذ من الصعب تصور أن يمر تصريح مماثل من مسؤول غربي عن ضم أراضٍ من دولة حليفة، دون ردود فعل غاضبة وعقوبات محتملة.
وأكّد أنّ تصريحات نتنياهو ليست مجرد كلام عابر، بل إعلانا أيديولوجيا عن رفض كامل فكرةَ الدولة الفلسطينية المستقلة، وإقرار بنية التوسع على حساب أراضٍ عربية، ما يقوض أي أساس للتعايش أو التسوية.
وحول دور العشائر الأردنيّة قال الشيخ الحويّان إنّ العشائر لعبت في التاريخ الاسلامي دوراً مهماً باعتبارها مؤسسة اجتماعية تقدم المساعدة والرعاية للمحتاجين من أبناء العشيرة، اضافة الى دورها الأمني في ارجاع الحق إلى أصحابه، ومنع أبناء العشيرة من ظلم الآخرين.
كما دعا الشباب إلى الاهتمام بالوطن وأن لا ينسوا أن الوطن بدأ بالأجداد والآباء وهم – الشباب- الورثة وعليهم المساهمة بأمنه واستقراره”.
كما انتقد محاولات البعض التفريق بين أبناء الوطن على قاعدة فكر أو دين أو عرق، لافتاً إلى أن الأردن كان هو المعبر الوحيد لتنقل العشائر بين منطقة الجزيرة العربية وبلاد الشام، يقيمون فيه فترة من الزمن ثم يكملون مسيرهم.






