صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
قالت المدربة الفلكية دلال خالد اللالا، من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن دورة المهارات الفلكية تمثل تجربة تعليمية شاملة تهدف إلى تمكين المشاركين من فهم علم الفلك من منظور عملي ومهاري، مشيرة إلى أن هذه الدورة تُعد بوابة أولى لمن يرغب في دخول هذا المجال الواسع.
وأضافت اللالا، في حديث خاص لـ”صدى الشعب”، أن الدورة تغطي محاور متعددة مثل التعرف على النجوم والكوكبات، واستخدام الأدوات الفلكية البسيطة، وقراءة الخرائط السماوية، إلى جانب فهم الظواهر الفلكية مثل المواسم والكسوف والخسوف، بالإضافة إلى مهارات الرصد الليلي سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب.
وأشارت إلى أن كل محور من محاور الدورة يمكن أن يُشكل بحد ذاته دورة مستقلة، نظرًا لغناه بالمعلومات وتعدد جوانبه التطبيقية.
و بينت اللالا أن هذا العلم لا يقتصر على دراسة الأجرام السماوية، بل يُعد وسيلة لفهم الزمان والمكان، إذ ارتبطت به التقاويم والمواسم الزراعية، وساهم في تنمية التفكير العلمي والمنطقي.
وأوضحت اللالا ،انه من خلال القمر، صُنعت أول التقاويم، نظرًا لاختلاف نسبة إضاءته وتغيّر أوقات شروقه وغروبه يوميًا، مما سهل على الإنسان القديم حساب الزمن.
كما رأت أن علم الفلك يعيد الإنسان للتأمل في خلق الله، ويعزز ارتباطه بالكون من حوله.
وتطرقت اللالا إلى التأثير النفسي والمعرفي لعلم الفلك، مؤكدة أن التأمل في السماء يزرع الانبهار في النفس البشرية، ويُوقظ روح التساؤل والاكتشاف.
وأكدت إن الرصد الفلكي لا يمنح فقط مهارات تقنية، بل يسهم في تهذيب السلوك وتعزيز مهارات التركيز واتخاذ القرار، من خلال تدريب العقل على الربط بين الظواهر وتحليلها علميًا.
وفيما يتعلق بالمحتوى المهاري للدورة، أوضحت اللالا أن المشاركين يتعلمون مجموعة من المهارات الأساسية التي تؤهلهم ليصبحوا راصدين فلكيين هواة أو باحثين في المجال.
وتشمل الدورة مقدمة تاريخية حول تطور علم الفلك، وشرحًا مبسطًا للمجموعة الشمسية، إضافة إلى مهارات قراءة السماء وتحديد الكوكبات والاتجاهات خلال الفصول. كما يتم التطرق إلى الظواهر الفلكية التي يمكن تمييزها بالعين المجردة، وفهم المبادئ الأساسية لحركة الأجرام السماوية، وحتى بعض الحسابات الفلكية السهلة التي يمكن تطبيقها عمليًا.
كما شددت اللالا على أن الدورة تتناول الأبراج من منظور فلكي علمي بحت، وليس من باب التنجيم، مبينة أن الصفات البشرية مشتركة بين الناس وتبرز لأسباب متنوعة كالعمر والخبرة والمحيط.
كما لفتت إلى أن عدد الأبراج الفلكية الحقيقي هو 13 برجًا، وليس 12، وأن فترات مكوث الشمس في كل برج غير متساوية، وهو ما يُغفله علم التنجيم الشائع.
وأشارت اللالا إلى أنها هذه الدورة الأولى من نوعها في الوطن العربي التي تقدم علم الفلك بمنهج تطبيقي ومهاري موجه لمحبي الفلك من مختلف الخلفيات.
وأوضحت أن الدورة تُقدم عبر منصة الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ويُمنح المشاركون فيها شهادات رسمية.
كما تعتمد الدورة على أسلوب تفاعلي يُراعي روح الشباب، ويهدف إلى تمكين المتدرب ليُصبح ناقلًا للمعرفة الفلكية في مجتمعه.
وبينت اللالا أن الدورة موجهة بشكل خاص للشباب في الجامعات ومن هم في بداية مسيرتهم مع الفلك، مؤكدة أن الدورة لا تتطلب أي خلفية علمية مسبقة أو تخصص معين، إذ إن كل التخصصات يمكن أن تخدم علم الفلك. وأضافت أن الدورة مصممة لتكون مدخلًا ملهمًا وسلسًا لأي شخص يملك الشغف.
وختمت اللالا حديثها بالتأكيد على أن علم الفلك يُساعد الشخص على فهم نفسه قبل أن يمنحه أجوبة عن الكون، إذ يُدرّبه على التأمل والملاحظة والصبر والربط بين الظواهر.
وأشارت إلى أن هذه الصفات تنعكس إيجابًا على حياته العملية والشخصية، وتجعله أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مبنية على تفكير نقدي ووعي عميق






