صدى الشعب – كتب جهاد الفار
تابعنا جميعًا بفخر كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم أمام البرلمان الأوروبي، حيث كان الحضور لافتًا، والاستقبال حارًا، مما يعكس مكانة سيدنا الكبيرة وثقل الأردن في المحافل الدولية.
منذ اللحظة الأولى للكلمة، ظهر جليًا أن جلالة الملك لا يحمل فقط همّ وطنه، بل يحمل صوت أمة كاملة، وصوت الإنسانية في زمن يسوده العنف والتشظي. تحدث بثقة القائد وبهدوء رجل السلام، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة ليس فقط أزمة إنسانية، بل فشلٌ أخلاقي عالمي يجب التصدي له بكل وضوح وجرأة.
في كلمته، دعا جلالته إلى ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود أو عراقيل. شدد على أن فصل الضفة الغربية عن غزة هو أمر مرفوض، وأن الحل الجذري لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
لم تكن كلمة الملك مجرد خطاب سياسي، بل كانت رسالة أخلاقية وإنسانية موجهة إلى ضمير العالم، دعوة إلى إنقاذ ما تبقى من العدالة والكرامة، وإعادة إحياء الأمل لدى الشعوب المتألمة. تحدث عن فلسطين، عن الأطفال والنساء تحت القصف، عن التهجير والتجويع، عن غياب العدالة وسط صمت دولي مخجل.
لكن رغم سوداوية المشهد، لم يفقد جلالة الملك إيمانه بالسلام. دعا إلى تحالف دولي يقوده أصحاب القرار العالمي، يضع حدًا لهذا الصراع المستمر، وينقذ الأجيال القادمة من تكرار المأساة. لم تكن دعوته سياسية فقط، بل نابعة من قيم الأردن التي تأسست على احترام الإنسان وكرامته.
أمام البرلمان الأوروبي، تحدث الملك باسم العرب جميعًا، باسم كل إنسان يؤمن بالعدل، ليقول للعالم: آن الأوان أن يصمت السلاح، وأن يسمع صوت الإنسانية.
جهود جلالته لم تكن لحظية. منذ سنوات وهو يقود مبادرات السلام، ويطلق التحذيرات من انفجار الأوضاع في غياب الحل العادل. كما عمل على إيصال المساعدات إلى غزة من خلال شراكات إنسانية دولية، وعقد مؤتمرات عاجلة لتأمين دعم فاعل وسريع. لم يكتف بالكلمات، بل تحرك بالأفعال، وكان أول من يطلق النداءات لإغاثة الضحايا.
هذا هو سيدنا، رجل الدولة ورجل الإنسانية، صوت الحكمة وسط ضجيج العالم، ودائمًا في الصفوف الأولى حين يحتاجه العالم للدفاع عن الحق والسلام.