صدى الشعب –
نظمت جمعية الشفافية الأردنية ندوة اليوم السبت في غرفة صناعة عمان بعنوان” البطالة وسبل مواجهتها” تحدث فيها رئيس الجمعية الدكتور ممدوح العبادي، ورئيس غرفة صناعة عمان المهندس فتحي الجغبير، وممثل السياحة في جمعية رجال الأعمال ميشيل نزال وأدار الندوة الزميل مجيد عصفور، رئيس تحرير صحيفة الرأي الأسبق.
وقال المهندس الجغبير، إن البطالة ومتلازمتها الفقر تعتبر من المشاكل الرئيسية التي تواجه الأردن، والتي أشار جلالة الملك في أكثر من مناسبة إلى ضرورة مواجهتها والحد منها، ولعل إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي، التي تستهدف توفير مليون فرصة عمل جديدة للأردنيين خلال العقد القادم، أكبر دليل على الخطر المتنامي لهذه المشكلة على صعيد الأمن المجتمعي.
وأضاف، انه ورغم أنه لا يوجد حل سحري لمشكلة البطالة، فإن القطاع الصناعي، يفخر بتشغيل أكثر من 250 ألف عامل وعاملة أردنية يعيلون أكثر من مليون مواطن، ويشكلون 22% من إجمالي القوى العاملة في القطاعات الاقتصادية، وما زال القطاع قادرا على توفير المزيد من فرص العمل، خصوصًا إذا أتيحت له الفرصة لزيادة صادراته إلى الأسواق التقليدية من جهة، وإلى الأسواق غير التقليدية والواعدة من جهة أخرى.
وأشار إلى أن إطلاق غرفة صناعة عمان وحدة تعزيز التشغيل في القطاع الصناعي والتي تم تأسيسها بالتعاون بين غرفة صناعة عمان والـوكالة الألمانية للتعاون الدولي “GIZ” ، والتي يؤمل أن تسهم في الربط بين الباحثين عن عمل والمصانع الأردنية التي لديها فرص للتشغيل، سيسهم في التخفيف من البطالة وفي ذات الوقت يوفر متطلبات المصانع من العمالة المؤهلة والمدربة في مختلف التخصصات الفنية والإدارية.
وبين، بأن الكثير من المصانع الأردنية تعاني من نقص حاد في العمالة الماهرة والمدربة، بسبب وجود خلل في سوق العمل أفرزته مخرجات التعليم وخصوصا التعليم المهني، لافتًا إلى عدد من النقاط التي تشكل رؤية القطاع الصناعي تجاه زيادة تشغيل الأردنيين في القطاع الصناعي ومنها:
تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني من خلال تطوير البنية التحتية الحالية والعمل على إنشاء مراكز وأكاديميات للتميز للتعليم والتدريب المهني، وتطوير آليات الشراكة المؤسسية مع القطاع الصناعي بما يتضمن إشراك مندوبين عن القطاع الخاص بتطوير السياسات والاستراتيجيات لقطاع التعليم والتدريب المهني، واعداد المناهج وفقا للاحتياجات المتطورة والمتخصصة لمختلف التخصصات المهنية والصناعية, وتخطيط وتنظيم حملات توعوية فعالة لنشر ثقافة العمل المهني وتطوير برامج توفر دعما فنيا وماليا لزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة في القطاع الصناعي، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مجال إنشاء مراكز التدريب المهني والكليات التقنية خاصة في مجال التخصصات الصناعية .
بدوره، قال ميشيل نزال، إن الأردن وجهة سياحية مشهورة ومتنوعة تتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية ومعالمها الطبيعية الساحرة، وحيث تعد السياحة من القطاعات الحيوية في الاقتصاد الأردني، وتسهم بشكل كبير في توليد الإيرادات وتوفير فرص العمل.
وقدم بعض المعلومات حول السياحة في الأردن، ومنها البتراء المدينة المنحوتة في الصخور، وتعتبر من أبرز المعالم السياحية وتستقطب آلاف الزوار سنويًا لاستكشاف معابدها ومنازلها والمسارات السياحية مثل الخزنة الأثرية والشراع الملكي والدير الأديب.
وأشار إلى منطقة البحر الميت، وهي واحدة من أعلى البحيرات الملحية في العالم وتعتبر نقطة سياحية رئيسية ويأتي الزوار إليها للاستمتاع بخصائص المياه المالحة ومستحضرات العناية بالبشرة، ويقدم العديد من الفنادق والمنتجعات خدمات العافية والاسترخاء، كذلك وادي رم التي تقع في جنوب الأردن وتعتبر منطقة صحراوية خلابة وجذابة وتتميز بتضاريسه الصخرية الجميلة وتشكيلاته الطبيعية الفريدة.
وبين، إن عمان عاصمة الأردن توفر مزيجًا من التراث العريق والحضارة الحديثة، ويمكن للزوار استكشاف الأماكن التاريخية، مثل البلد القديمة والمدينة الرومانية وقلعة عمان، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمطاعم والمقاهي والتسوق في الأسواق التقليدية والمراكز التجارية الحديثة.
وبالنسبة للحضارة والثقافة، قال إن الأردن يحتضن العديد من المواقع التاريخية والثقافية المهمة مثل قلعة الكرك، وقلعة العجلون، ومدينة جرش الرومانية. كما يتمتع الأردن بتنوع ثقافي كبير ويحتضن مجموعة من الأعياد والمهرجانات التي تعكس التراث والهوية الأردنية.
وأوضح، بأن السياحة في الأردن تساهم بتوفير فرص العمل في القطاع الفندقي والضيافة والسياحة الثقافية والرحلات والترفيه والنقل والخدمات المرتبطة بها، ويعتبر السياح الوافدون مصدرًا هامًا للعملة الصعبة وزيادة الإيرادات للبلاد، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاستثمار في البنية التحتية السياحية
وأكد، بأن السياحة تلعب دورًا هامًا في الاقتصاد بشكل عام، وتسهم ب تعزيز النمو الاقتصادي وتوليد الوظائف وزيادة الإيرادات، ويُعد قطاع السياحة من أكبر مصادر التوظيف في العديد من البلدان، ويتطلب القطاع وجود فنادق ومطاعم ووكالات سفر ومرشدين سياحيين وسائقين وغيرهم من العاملين. بالتالي، يعمل قطاع السياحة على توفير فرص عمل للعديد من الأفراد وتقديم دخل مستدام لهم.
من جهته، قال الدكتور العبادي، إن جمعية الشفافية الأردنية اهتمت بطرح مختلف الملفات والقضايا التي تهم الوطن والمواطن، مبينًا بأن “البطالة” أقل وصف في التحدث عنها دوما هو”قنبلة موقوتة” لأنها قنبلة فعلية تفخخ ثم تفجر المجتمع وتهدد منعته وإستقراره إذا لم تستدرك.
وأشار إلى انه قرأ تقريراً بين أن نسبة الجامعيات الإناث العاطلات عن العمل بلغت 79,42 % من الخريجات ، فلنتصوَّر أن (ثمانية) من كل (عشرة) خريجات جامعيات من يجلسن في بيوتهن بانتظار العريس ولا يأتي ، لأنه يفضل من تعمل لتتعاون معه على شظف العيش في هذه الدنيا .
وتأسيسا على المنطلق، حول هذه الأرقام المرعبة من البطالة في تقارير البنك الدولي وغيرها ، نرى لزاماَ علينا جميعاً دولة ومواطنين أن ندق ناقوس الخطر والقيام بحالة طوارئ حتى لو تطلب الأمر فرض الأحكام العرفية ، والبدء بمحاربة البطالة فالإنفجارات عندما تحصل تلتهم اليابس قبل الأخضر وعلينا إعلان الحرب بلا هوادة على من يعيق الحلول الجذرية.
وبين، المؤشرات الإقتصادية الإستراتيجية في العشر سنوات الأخيرة ، تظهر، بأن العجز بعد المنح عام 2010 ……. مليار واحد و2022 ……. مليار ونصف ويتراوح العجز في السنوات العشر الماضية بين مليار و2 مليار ,بينما الدين العام : 2010 ..12 مليار، 2022 .. 36 مليار، أي تضاعفت ثلاثة مرات، وبالنسبة لمعدلات البطالة:2014 …12%
2022 … 23 %.
وبالنسبة للنفقات الرأسمالية الشحيحة في موازنات الدولة ، والتي لا تتعدى 2% من النفقات الرأسمالية في الموازنة التي تذهب إلى المشاريع الجديدة في هذه السنة في أحسن حالاتها:775 مليون نفقات مستمرة، 500 مليون نفقات قيد التنفيذ
262 مليون مشاريع جديدة، بينما النفقات الرأسمالية وهي المولد الحقيقي لفرص العمل عكس النفقات الجارية والتي هي نفقات متكررة لا تولد فرص عمل جديدة بالمعنى الإقتصادي، والأيدي العاملة غير الأردنية حيث تغيب العدالة عن المنافسة في سوق العمل بين العمالة الوطنية وتلك الوافدة وحيث نسبة الوافدين عمالا ومهاجرين تعادل 30% من السكان وهي نسبة تدلل على إختلال.
وتطرق إلى المعالجات المقترحة، ومنها في التعليم، آن أوان وضع خطط طويلة الأمد تعلي من شأن القياس العلمي لفرص التعليم بضوء فرص العمل والإحتياجات وتوقف مسار التوسع الشعبوي في هياكل التعليم لإرضاء المجتمع ثم تنتبه للإنتشار العشوائي للكليات والجامعات الخاصة ولفتح الباب على مصراعيه للتسجيل الموازي في الجامعات الحكومية على حساب الكفاءة العلمية.
أشار العبادي إلى انه ولسوء الحظ، فأن شراكة رأس المال مع كبار رجالات التربية هي التي فتحت الباب على مصراعيه لإغراق السوق من الخريجين لينضموا الى صفوف البطالة .
وفي محور الأيدي العاملة غير الأردنية، بين بأن عدد السكان الأردنيين 6.5 مليون، عدد السكان في الأردن 10 مليون
بمعنى أن 35 % من السكان في الأردن الذين لا يحملون الجنسية الأردنية .
وأهم هذه المجموعة هم الأخوة السوريين ، الذين استقبلناهم على الرحب والسعة عندما كانت بلادهم غير مستقرة ، والآن وبعد أن هدأت الأحوال العامة هناك، وخصوصاً أن 99% من اللاجئين السوريين في بلادنا هم من الجنوب السوري ،
والمنطقة الآمنة 100% .
وأضاف، أنه وأمام كل تلك التحديات يجب على الدولة اتخاذ القرارات التالية : أردنة العمل: كما قامت السعودية بسعودة العمل والأولوية للعامل الأردني في كل مجال ، ومعاملة متساوية مع أي عامل بتسجيله في وزارة العمل سورياً كان أو غير سوري، وبعد عودة العرب إلى سوريا في اجتماع الجامعة العربية الأخير، يجب أن تشكل لجنة أردنية سورية مشتركة وفوراً للإنتهاء من الهجرة السورية لأشقائنا .
وتابع، وفي المجال الإقتصادي في العالم هو : زراعي ، صناعي ، خدمات، وبعض الدول عندها الإمكانات الثلاثة كدولة كبرى مثل أمريكا أما في الأردن فالمجال الزراعي والصناعي رغم الصعوبات التي يواجهها هذين القطاعين الهاميين جدا والتي تفرض حكما دعمها وخصوصاً الصناعة ، بتخفيض فاتورة المحروقات عليها.
وبخصوص السياحة، قال هناك ثلاثة أنواع : الترفيهية والآثار والسياحة الدينية، منوهاً أن الإهتمام بموقع المغطس سياحيا كان منتجا وفعالا خصوصا في جذب الزوار المسيحيين وبعض المشكلات لا تزال موجودة ويمكن تجاوزها بتطوير العمل وتجاهل التردد والحسابات ليصبح المغطس مزارا وطنيا وعالميا، مشيراً إلى انه وعندما يتعلق الأمر ب”السياحة الدينية- الإسلامية” يبدو أن الهواجس الكلاسيكية المعلبة لاتزال تتصدر حسابات الإشتباك والقرار وعبر هذا المنبر ندعو وفورا للاستثمار فيما حبانا ألله به من مواقع وآثار ومقامات وأضرحة لها قيمة عند شرائح واسعة من المسلمين.
وبالنسبة للسياحة العلاجية، قال قبل عدة سنوات أخذت الحكومة قراراً بوضع كل من العراق واليمن وليبيا والسودان ،وهي الدول التي ياتي منها 80 % من السياحة العلاجية صنفت على انها جنسيات مقيده بمعنى انه يجب على المواطن في تلك الدول الفيزا من بلادها قبل القدوم الى الاردن وكانت ليبيا طرابلس وبنغازي واليمن صنعاء وعدن والعراق بغداد واربيل من هنا تراجع في السنة التي بعد هذا القرار تراجع الدخل السياحي العلاجي في الاردن من 1500 مليون الى 900 مليون دولار …. اي خسرنا في تلك السنة 600 مليون دينار، نتيجة هذا القرار الخاطئ .
ونوه إلى أنه واليوم وبعد تباشير الخير بدأت الدولة باعادة النظر بدعم السياحة العلاجية من هنا فانني انصح الدولة برفع الجنسيات المقيده لتلك الدول فورا وارسال وفود تسويقية من هيئة تنشيط السياحة واصحاب المستشفيات الخاصة وأصحاب المصلحة الحقيقية في السياحة العلاجية ، وأرى بأن يكون هاتان المؤسستان هما المسؤولتان عن عملية السياحة العلاجية وان استعادة الوضع القائم قبل قرار الجنسيات المقيدة يحتاج الى جهدا كبير .
وختم العبادي حديثه بقوله، مليون فرصة عمل في العشر سنوات المقبلة ، واستثمار بعشرة مليارات خلال العشر سنوات المقبلة، هو هدف رومانسي بامتياز .
ودار حوار موسع شارك فيه الحضور، حول أهم القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعنى بالشأن الوطني، مشيدين بجهود جمعية الشفافية الأردنية بعقد مثل هذه الندوات ومنها حول البطالة وسبل مواجهتها.
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/111-4-1024x768.jpg)