صدى الشعب – إيمان النعسان
صعّد الاحتلال الإسرائيليّ من جرائمه وانتهاكاته بحق النساء الفلسطينيات، واتخذت جرائمه وانتهاكاته مستويات عدة بحقّهنّ ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن الزج بالنساء الفلسطينيات في السجون بتهمة مقاومة الاحتلال دفاعاً عن القضية الفلسطينية، فحقوق النساء تنتهك بشكل يومي ضمن خطة إسرائيلية مدروسة وممنهجة .
وتواجه الأسيرات الفلسطينيات ظروفًا صعبة، تبدأ منذ اللحظات الأولى لعمليات الاعتقال والتي عادة ما تكون في ساعات الفجر الأولى وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السّجون وإبعادهّن عن أبنائهن وبناتهّن لمدّة طويلة.
وتردّي الأوضاع المعيشية في سجن الدامون القابع على جبل الكرمل في الداخل الفلسطيني المحتل الذي تمارس فيه إدارة مصلحة السجون سياسات تعسفية وغير قانونية بحقهن، لردعهن عن السعي الحثيث لتحصيل الحقوق والمطالب، وارتفعت وتيرة التضييقات بعد نجاح ستة أسرى في انتزاع حريتهم من سجن جلبوع .
وتُشير كافة المعطيات التي كشفت عنها هيئة الأسرى إلى أن الأشكال والأساليب التي يتبعها الاحتلال عند اعتقال المرأة الفلسطينية لا تختلف عنها عند اعتقال الرجال، وكذلك ظروف الاحتجاز الصعبة.
سجن دامون إلى متى سيستمر هذا الألم
الظلم والاستبداد والقمع بحق الأسيرات الفلسطينيات، يبدأ بخطوات، منها الاعتداء عليهن بالضرب والشتم وفرض الغرامات المالية ومحاولة كسر إرادة الفلسطينيين وأسرهم باستهداف الأمّهات الفلسطينيات، حيث يستخدمهن الاحتلال للنيل من أبنائهن وسلب حقهن بالزيارة.
الأسيرات الفلسطينيات يواجهن ظروفًا حياتية صعبة في سجن “الدامون” منها وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، وظروف العزل السيئة للغاية ولا تتوفر فيها الخصوصية، حيث كاميرات المراقبة عالية الحساسية، لذلك لا تستطيع الأسيرات القيام حتى بنظافة أجسادهن ومنها الاستحمام طوال أيام العزل، وقطع التيار الكهربائي المتكرر عليهنّ، وسياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم للأسيرات المريضات وخاصة الأمراض المزمنة، أمراض القلب والسكر والضغط، والأمراض النفسية جراء ظروف السجن القاهرة، وسياسة العزل الانفرادي .
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن سياسة الاعتقال الإداري طالت الأطفال، والنساء، وكبار السن، والمرضى، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين بين صفوف الأطفال ستة أطفال، بينما بلغت أوامر الاعتقال منذ مطلع العام الجاري أكثر من 860 أمرًا، مع التأكيد على أن غالبية المعتقلين الإداريين، هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال.
وتستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي قانونًا يتيح لها احتجاز الفلسطينيين دون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وستة تكون قابلة للتجديد بزعم وجود ملف سري للمعتقل.
كما وتفرض سلطات الاحتلال سياسة العزل كعقوبة بحق الأسرى تمتد لشهور، وتُعتبر هذه السياسة أداة للتعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الزيارات أو التواصل مع المعتقلين، بالإضافة إلى حرمانه من الطعام الجيد أو توفير المستلزمات، مثل الأغطية والملابس، ويُستخدم هذا الأسلوب كوسيلة لكسر صمود الأسرى، سواء في التحقيق، أو خلال تواجدهم في المعتقل.
يشار إلى أن عدد المعتقلين الإداريين، هو الأعلى منذ 20 عامًا، حيث بلغ عدد الأسرى بسجون الاحتلال نحو 4900 فلسطيني، أكثر من 700 منهم يعانون من الأمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة”، وأن 24 منهم على الأقل من بين المعتقلين مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.