صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
أكدت نور الروضان، مديرة المشاريع في صدى بودكاست لـ ” صدى الشعب ” ، إن البودكاست يُعد أحد أبرز أشكال المحتوى الصوتي الرقمي المنتشر عبر الإنترنت، حيث يمكن الرجوع إليه في أي وقت عند الحاجة، بخلاف الإذاعات التقليدية التي تُبث عبر موجات FM أو AM، والتي غالبًا ما تنتهي فائدتها بانتهاء البث أو خروج الموجة عن التغطية.
وأوضحت الروضان أن البودكاست يتميز بكونه محتوى صوتي يركز عادةً على موضوع معين، سواء من خلال حديث فردي أو حوار بين شخصين أو أكثر، مما يميّزه عن الإذاعات التقليدية التي تفرض على المستمع جدولًا زمنيًا محددًا.
وأضافت أن من أهم ما يميز البودكاست هو إمكانية الاستماع إليه في أي وقت ومن أي مكان، وهو ما جعله أكثر جاذبية للجمهور، خصوصًا مع تطور التكنولوجيا وتغير عادات الاستماع لدى الناس.
وبحسب الروضان، فإن التغيرات التقنية ساهمت في تراجع الاذاعة التقليدية، خاصة مع المشاكل التي تصاحبها مثل انقطاع البث أو ضعف التغطية، في حين أصبح العالم اليوم بحاجة إلى محتوى صوتي متاح دائمًا، وهو ما ساعد في انتشار البودكاست بشكل سريع وواسع.
ومن جهة أخرى، أشارت الروضان إلى أن حرية اختيار المستمع للموضوع الذي يرغب بسماعه تُعد من أبرز عوامل انتشار البودكاست، على عكس الإذاعة التي تفرض على المستمع محتوى معينًا في وقت محدد.
كما بيّنت أن السوق السعودي يُعتبر أكبر سوق للبودكاست في الوطن العربي، ويعود ذلك إلى طبيعة المنطقة الجغرافية التي تجعل الناس يمضون وقتًا طويلًا في السيارات، وبالتالي يصبح البودكاست رفيقهم الأساسي خلال تنقلاتهم.
أما ثاني أكبر سوق للبودكاست، فهو السوق المصري، وذلك نظرًا للكثافة السكانية العالية، تليها دولة المغرب العربي التي تسجل أيضًا نسبة استماع مرتفعة للبودكاست.
وأوضحت الروضان أن البودكاست يتمتع بقدرة كبيرة على إيصال المعرفة، إذ يغوص في تفاصيل الموضوعات المطروحة، سواء كانت تعليمية أو إخبارية، وعادةً ما يستضيف متخصصين في تلك المواضيع، مما يتيح للمستمعين الوصول إلى معلومات دقيقة وصحيحة من أكثر من وجهة نظر.
كما نوّهت إلى أن البودكاست يركّز على مواضيع محددة، مثل الصحة النفسية، الصحة الإنجابية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المواضيع المعاصرة التي تهم فئات متنوعة من الناس.
ولفتت إلى أن المستمعين أصبحوا يفضلون متابعة برامج البودكاست، لأنها تتيح لهم القيام بأعمال أخرى بالتزامن مع الاستماع، سواء كانوا في السيارة أو في المنزل، كربات البيوت مثلًا أثناء أداء اعمالهن.
وعن أكثر المواضيع رواجًا في عالم البودكاست، أكدت الروضان أن البرامج الحوارية التي تتناول قصص حياة الأشخاص وتفاصيل تجاربهم، إضافة إلى برامج الجريمة، هي من بين الأكثر استماعًا، وذلك لأن الإنسان بطبيعته يميل إلى هذا النوع من المواضيع.
كما أن البودكاستات التعليمية التي تتناول موضوعات علمية تلقى رواجًا واسعًا.
وختمت الروضان حديثها بالتأكيد على أن البودكاست لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن المؤشرات تدل على أنه في طريقه للنمو بشكل أكبر خلال السنوات القادمة، وربما يؤدي إلى تراجع كبير في الإذاعة التقليدية.
كما أشارت إلى أن المؤسسات التعليمية قد تكون من أكثر الجهات استفادة من البودكاست، نظرًا لتكلفته المنخفضة مقارنةً بوسائل التعليم الأخرى، إذ يمكن إيصال المحتوى التعليمي عبر تسجيلات صوتية دون الحاجة إلى قاعات أو تجهيزات معقدة.
وأكدت أن الطلاب والمتعلمين يستطيعون الاستفادة من البودكاست في أوقات فراغهم أو أثناء القيام بأنشطة أخرى، لأنه لا يتطلب تشغيل جميع الحواس، بل يعتمد فقط على حاسة السمع، وهنا تكمن قوة هذا النوع من المحتوى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن حفظ حلقات البودكاست والرجوع إليها في أي وقت لاحق، مما يعزز فائدتها التعليمية والمعرفية.






