صدى الشعب – فايز الشاقلدي
*النائب عطية يدعو لبذل كافة المساعي لحل الأزمة السودانية
*الرواحنة يجب أن يكون هناك حكومة مدنية لقيادة الدولة
وسط حالة من الرعب والفزع لم تفلح كل النداءات والرجاءات والوساطات في وقفها استمرت طوال يوم السبت، الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في يوم وصف بالأسود في تاريخ السودان، أحال العاصمة إلى مدينة أشباح يسكنها الرعب وتغطيها سحب الدخان السوداء ودوي طلقات المدفعية الثقيلة، تزامناً مع اشتباكات مماثلة في كل من مروي وعدد من عواصم الولايات السودانية الأخرى.
وشنّ الجيش السوداني ضربات جوية على معسكر لقوات الدعم السريع شبه العسكرية بالقرب من العاصمة في محاولة لإعادة تأكيد السيطرة على البلاد، صباح الأحد، وذلك بعد أن أسفرت اشتباكات عن مقتل العشرات من العسكريين و56 مدنياً على الأقل.
ويأتي ذلك بعد أيام شهدت توترًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية تتمتع بنفوذ كبير، ما أثار المخاوف من حدوث مواجهة.
ومن ناحية أخرى، أكد عضو البرلمان العربي النائب خليل عطية، استعداد جامعة الدول العربية لبذل كافة المساعي من أجل معاونة جمهورية السودان على إنهاء هذه الأزمة بشكل قابل للاستدامة، ومما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني .
وطالب عطية من خلال رده على استفسارات “صدى الشعب” بضرورة الوقوف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين، مؤكدًا أهمية العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية.
كما أعربت النائب أسماء الرواحنة، عن أسفها الشديد لما شهدته الساحة السودانية من اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.
ومن جهتها، طالبت الرواحنه، أن يكون هناك حكومة مدنية ديمقراطية لقيادة الدولة إلى الطريق الصحيح، وأوضحت أن التطورات المتلاحقة في السودان تقتضي عقد اجتماعات للتشاور لبحث سبل نزع فتيل الأزمة الراهنة
كما وأكدت على ضرورة الالتزام بالحوار واستئناف العملية السياسية لحل الأزمة بما يحقق الاستقرار ويصون مصالح كافة الأطراف حقنا للدماء، والتوصل إلى حل توافقي يحقق الاستقرار والأمن للبلاد ، مشددة على احترام الاعتبارات الخاصة بالقانون الدولي ولا سيما مبدأ سيادة الدول.
أما عن دور مجلس النواب الأردني، سيسعى لإنهاء الصراع بين الأطراف المتحاربة، والعمل على التهدئة بين الطرفين ،موضحة أن السودان، هم أشقاء ويجب حل الأزمة الحالية، داعية إلى ضبط النفس وتجنب الفتن
ومن خلال قراءة المشهد ، فإن معارك الكر والفر بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع “، لليوم الرابع، في مناطق إستراتيجية متفرقة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، فيما تشير القراءة الأولية لحرب السودان إلى أن المعركة الأكثر أهمية واحتداماً تلك التي تدور حول مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة، والتي تعني السيطرة عليها، تاريخياً، انتصاراً كبيراً قد يحسم بقية المعارك في المواقع الأخرى.
مناشدات دولية “بوقف فوري” للعنف ومبادرات إقليمية لنزع فتيل الأزمة
وتتوالى المبادرات الساعية لإنهاء الأزمة في السودان والمناشدات لوقف القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، فبعد بدء الاشتباكات عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئًا لبحث الأزمة داعيًا أطراف النزاع لوقف القتال فورًا ، فيما دعت القاهرة إلى تغليب الحوار لحل الخلافات بينما رفض مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي أي تدخل خارجي في الأزمة السودانية يؤدي إلى تعقد الأوضاع وقررت هيئة تنمية شرق أفريقيا “إيكاد” إرسال رؤساء كينيا وجيبوتي وجنوب السودان للتوسط بين أطراف النزاع.
ودعا أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي ونظيره البريطاني جيمس كليفرلي إلى “وقف فوري” للعنف في السودان.
ما هي قوات الدعم السريع التي تخوض مواجهات مسلحة مع الجيش السوداني؟
الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي” هو قائد قوات الدعم السريع، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم.
انبثقت القوات مما يُسمى مليشيا الجنجويد المسلحة، التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور، واستخدمها نظام الرئيس المعزول عمر البشير الحاكم حينئذ لمساعدة الجيش على إخماد تمرد.
ونمت القوات بمرور الوقت، واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية.
وتواجه تلك القوات اتهامات بارتكاب انتهاكات في دارفور وضد المشاركين في احتجاجات سبتمبر أيلول 2013، التي راح ضحيتها العشرات في الخرطوم، وكذلك خلال فض اعتصام محتجين قرب القيادة العامة للجيش بالعاصمة في حزيران 2019، وهو ما تنفيه قياداتها.
بدءًا من 2015، شرعت قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني في إرسال قوات للاشتراك في الحرب في اليمن.
وفي كانون الثاني 2017، أجاز البرلمان قانون قوات “الدعم السريع” لتنتقل تبعيتها من جهاز الأمن والمخابرات إلى الجيش وقائده حينها البشير.
في نيسان 2019، شاركت قوات الدعم السريع في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقّع حميدتي اتفاقًا لتقاسم السلطة جعله نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.