ماجد توبه
تتزايد عمليات حزب الله في الجبهة الشمالية مع العدو الصهيوني شراسة وعمقا في الاهداف والمساحات مع تصاعد تهديدات العدو باقتحام رفح في غزة، اكبر واخر مأوى لاكثر من مليون نازح مدني، بات يتهددهم الموت والجوع والابادة.
كما صعد الحوثي اليمني من تهديداته وعملياته في البحر الاحمر رغم ما يتلقاه من ضربات امريكية بريطانية، وبما يصب بذات هدف حزب الله والمقاومة اللبنانية، وهو اسناد المقاومة في غزة، ومعادلة التصعيد والتهديد الصهيوني بجبهة رفح. وهذه التصعيدات من حزب الله والحوثيين مرشحة للتزايد ورفع سقوف الرد على الصهاينة والامريكيين كلما تصاعدت تهديدات اسرائيل باجتياح رفح.
المقاومتان اللبنانية واليمنية يحاولان، وهما ينجحان بذلك الى حد كبير، تعويض رد المقاومة الفلسطينية في غزة، واعطائها اوراق قوة للتفاوض على وقف اطلاق النار وصفقة الاسرى، في وقت رفع الاحتلال الصهيوني كلفة العدوان والحرب على المقاومة الفلسطينية بايغاله بالاجرام والابادة ضد سكان غزة المدنيين والبنى التحتية التي لم توفر المستشفيات ومدارس الاونروا.
المقاومة الفلسطينية ما تزال قادرة على مواصلة الحرب والتصدي للعدو بكل قوة، وهي ثابتة وصامدة وقادرة على مفاجاة العدو بعملياتها وتصديها البطولي، الا ان المشكل بات متعلقا بالمدنيين، اي اكثر من مليوني غزي ضيّق عليهم الخناق الانساني وسط صمت متواطيء من هذا العالم، حيث القتل العشوائي والمقصود يوميا والحصار الخانق وانقطاع الادوية والغذاء والمياه ونقص التدفئة في ظل البرد الشديد.
هذه الظروف الانسانية القاسية غير المسبوقة في اي حرب هي السلاح الاقوى لدى العدو الصهيوني وليس انجازاته العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية، وبات واضحا ان التهديد الصهيوني بزيادة قساوة هذه الظروف الانسانية للمدنيين، خاصة بالتهديد باقتحام رفح، يندرج ضمن معركة زيادة الضغط على المقاومة للتنازل بشروطها للهدنة وتبادل الاسرى والاستسلام لشروط العدو، ما تصمد المقاومة برفضه ومواجهته بكل ثبات وصبر.
لذلك، فان من الظلم التقليل من اهمية ما تبادر اليه المقاومة اللبنانية واليمنية في هذه المرحلة الحاسمة من الحرب، فتصعيد هذه المقاومة ضد العدو الاسرائيلي والامريكي، والذي بات مفتوحا ومتصاعدا، يمنح المقاومة الفلسطينية اوراق قوة جديدة وكبيرة للثبات واستخدامها بالتفاوض، فالمعادلة التي تقدمها المقاومة بمختلف الساحات هي اما التصعيد بكل الساحات او وقفه بعد وقف العدوان على غزة.
من يستمع للمجرم نتنياهو وهو يتحدث عن المضي بالعدوان واستكمال العملية العسكرية واجتياج رفح قريبا، حتى دون الاهتمام بقضية اسرى العدو، قد يعتقد ان هذا المجرم بات قاب قوسين او ادنى من النصر وكسر شوكة المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة، لكن التمعن اكثر في المشهد واخذ الصورة كاملة تشير الى ان تصريحات نتنياهو وعصابته لا تعدو ان تكون نوعا من الوصول بالازمة الى حافة الهاوية وانها نوع من معركة عض الاصابع مع المقاومة، في محاولة لكسر ارادة الصمود والامل لدى المقاومة والشعب الفلسطيني قبل ان يسلما بالهزيمة، وهذا امر مستبعد ولا يخفى على المقاومة، فالنصر صبر ساعة، والصمود هو الامل الوحيد بانتهاء المعاناة وليس التسليم بالهزيمة