صدى الشعب – كتبت جينا صالح
كنتُ ابحث عن سند. ليس فقط كخدمة رسمية تُسهّل المعاملات، أو تطبيقاً إلكترونيّاً يُوضح ما لي وما عليّ، بل عن شعور أعمق، عن أمان يوازي ما يُضبط في خانة رقمية على شاشة الهاتف..نصحني صديقي الحصيف بتنزيل تطبيق “سند”’نزلته’وبكبسة زر فعّلته!عرفتُ حسابي، معاملاتي، مخالفاتي !
كل شيء! لكنها أرقام فقط، بينما القلب ظلّ يبحث عن سندٍ أكبر؛ عمّن يخفف وطأة الحياة، عن طمأنينةٍ ولو كانت شعوراً لطيف..! إلى أن وجدته….
حبيبي ودُنياي :
الدنيا تمطر، والمساء يثقل وحشةً على صدري. ربما هو الشوق إليك… أحبك وأحتاجك.
أفتش في هاتفي عمّا يخفف هذا الثقل؛ أخبار تكسر القلب، أُسَر محتاجة، سقوف تتساقط، مدافئ مضروبة ‘ووجبات مفقودة… فقر ينهش الكرامة، وثراء ممنهج يملأ جيوب البعض على حسابنا..! آلاف القصص التي يندى لها الجبين، لكن مشهد الطفلة الغزاوية (بعد أكثر من سنتين بعمر الزمن،قرون بعمر الوجع)!يبقى الأثقل؛ تبكي لا من البرد، بل من الخذلان، بعد أن غمر المطر خيمتها، وخذلتها الإنسانية… ولا …سند..
حدّقت في الساعة المعلّقة في الصالة وتذكرت كلامنا ذات لقاء: هذا الوقت سيمضي”. ها هو يمضي يا عزيزي! يمرّ بأعمارنا ويُثقل صدورنا..أشعلتُ سيجارتي، ونفثت الدخان عالياً، كأن في كل نَفَس رجاء بتوقف القلب لحظة… ربما في هذا رحمةً لي، وربما لك..
فجأة ‘دقّت الساعة’وكأنها تُنبهني! فأدركتُ أن السند ليس في الأرقام ولا بالكلام او التطبيقات بل في ثبات القلب رغم الخيبات، وفي قدرة الإنسان على الحب والوقوف أمام الخسارات دون أن ينكسر؛ في قلبٍ يصمد ويحب’رغم الغياب! في الأمل والشوق الذي يؤججه المطر على خيم’و وجوه مبللة، والبرد الذي يغلف الصدور، والدخان الذي يختلط بالهواء كهمس الذكريات، وفي ساعة تمر بلا رحمة! ويكفي أنك فيها ..
عزيزي المقاوم :
أُحيّك في كلّ حين ‘وفي هذا المطر’ أشتاقك’
فتعال نهمس في أذن الحياة: نحن لم ننكسر، وكل خسارة ما دون النفس وثباتها’ قوة…
ومهما ثقلت الأيام! بكرا… إلنا✨
عزيزي الذي يقرأ:
كن سنداً ولو في الغياب، فالحب والدعم لا يعرفان المسافة…✨






