صدى الشعب -عرين مشاعلة.
تحت رعاية رئيس لجنة بلدية أربد الكبرى عماد العزام نظم مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة اليوم الثلاثاء،وبالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني ووزارة الشباب، فعالية اتخاذ القرار الجماعي ضمن مشروع “ترابط الشباب”، بهدف اختيار والتصويت على القضايا المجتمعية ذات الأولوية التي تعكس احتياجات المجتمع المحلي، وذلك بمشاركة واسعة من ممثلين عن الوزارات والدوائر والمؤسسات الرسمية، وغرف الصناعة والتجارة، وممثلين عن القطاع الخاص، والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، والهيئات الشبابية، والناشطين الشباب.
وقال العزام في كلمته إن مشروع “ترابط الشباب” يعد نموذجاً متقدماً في تمكين الشباب وإشراكهم بصورة منهجية في تحديد الأولويات وتحليل القضايا المحلية وصياغة مقترحات قابلة للتطبيق، مشيراً إلى أن فعالية اتخاذ القرار الجماعي جاءت لاختيار أكثر خمس قضايا ذات أولوية عبر التصويت التشاركي والتركيز على القضايا الأكثر إلحاحاً وتأثيراً، وتعزز دور الشباب شركاء فاعلين في منظومة الحوكمة المحلية.
وأوضح أن هذا اللقاء يجسد حالة متقدمة من العمل التشاركي والمسؤولية المشتركة، ويعكس الدور المحوري للمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب الشباب، في دعم مسارات التنمية المحلية وبناء نماذج تعاون مؤسسية مستدامة.
وبيّن العزام أن هذه الفعالية تنسجم مع محاور استراتيجية وزارة الإدارة المحلية، التي تركز على تعزيز الحوكمة المحلية، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية، وتمكين الشباب من الإسهام الفاعل في صنع القرار المحلي.
كما أعرب عن فخر بلدية إربد الكبرى بالشراكة الاستراتيجية مع مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن التعاون السابق مع المركز أثمر عن تنفيذ دراسة متخصصة لتحديد أولويات واحتياجات المواطنين وقياس توجهاتهم تجاه القضايا والخدمات البلدية.
وفي ختام كلمته، أكد العزام التزام بلدية إربد الكبرى ووزارة الإدارة المحلية بدعم وتمكين الشباب والمجتمعات المحلية، والاستعداد لاستقبال ومتابعة أي توصية أو مبادرة تسهم في تعزيز الحوكمة المحلية وتطوير الخدمات، وبما يخدم المصلحة العامة.
من جهته، قال عامر أبو دلو، المدير العام لمركز نحن ننهض للتنمية المستدامة، إن برنامج “ترابط الشباب” ينطلق من إيمان راسخ بأهمية تمكين الشباب والشابات، وتوسيع مساحة مشاركتهم في صنع القرار المحلي، من خلال بناء قدراتهم على تحليل القضايا المجتمعية والتفاعل المباشر مع أصحاب المصلحة وصناع القرار.
وأوضح أن عمل المشروع ينسجم مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة المدنية والسياسية، ويتقاطع مع منظومة التحديث الشامل بمساراتها الثلاث: التحديث السياسي، والتحديث الاقتصادي، والتحديث الإداري، إضافة إلى انسجامه مع الاستراتيجية الوطنية للشباب للأعوام 2023–2026، والاستراتيجية الوطنية الثانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وأجندة الشباب والسلم والأمن.
وأشار أبو دلو إلى أن فعالية اتخاذ القرار الجماعي تمثل مرحلة محورية في البرنامج، وتأتي تتويجا لمسار تدريبي شارك فيه الشباب، حيث وفرت مساحة تفاعلية جمعتهم مع أصحاب المصلحة وصناع القرار في حوار مباشر وتشاركي، جسد نموذجا عمليا لتطبيق نهج اتخاذ القرار الجماعي في العمل التنموي المحلي.
واستعرض أبو دلو القضايا المجتمعية التي عمل عليها الشباب ضمن البرنامج، والتي عكست أولويات نابعة من احتياجات المجتمع المحلي، وشملت قلة توفر المساحات الآمنة والمجتمعية، وضعف إشراك الشباب في تحديد الاحتياجات التنموية، وافتقارهم إلى المهارات اللازمة لدخول سوق العمل، إلى جانب عزوف الشباب عن المشاركة في المجالس المنتخبة، وتراجع الارتباط بالهوية والثقافة الوطنية، وغياب أدوات قياس الأداء والحوكمة في البلديات، فضلا عن تصاعد خطاب الكراهية في الفضاء الرقمي وضعف فرص التشبيك بين الشباب وسوق العمل.
وأضاف أن الشباب عملوا خلال الفترة الماضية على تصميم هذه القضايا استنادا إلى التحديات القائمة ونتائج الدراسات الميدانية، قبل إشراكهم في عملية تصويت تشاركية وشفافة لاختيار خمس قضايا ذات أولوية من أصل ثماني قضايا، سيتم دعمها وتمويلها تمهيدا لتحويلها إلى مشاريع مجتمعية قابلة للتنفيذ.
كما أوضح أن القضايا الخمس الفائزة ستعمل على معالجة التحديات ذات الأولوية، مؤكدا أن المركز سيقدم الدعم اللازم لها من خلال الإسناد الفني والمتابعة وبناء القدرات، بما يسهم في تحويل الأفكار إلى تدخلات عملية وتعزيز أثرها المجتمعي.
وأكد أبو دلو أن البرنامج ينفذ بالشراكة مع وزارة الشباب وبالتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، مشيرا إلى أن الشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني تشكل رافعة أساسية لنجاح البرنامج لما توفره من دعم نوعي يعزز ثقافة المشاركة وبناء نماذج تعاون مؤسسية مستدامة.
واختتم أبو دلو بالتأكيد على التزام مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة بمواصلة العمل مع الشباب والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، بما يعزز نهج الحوكمة التشاركية ويرسخ دور الشباب شركاء فاعلين في تحديد الأولويات وصنع القرار المحلي.










