الحجاوي: تقلبات الطقس ترفع الإصابات التنفسية ولا رصد لمتحورات جديدة لكورونا
صدى الشعب – سارة سامي
قال رئيس جمعية الصحة العامة الأردنية واستشاري الأمراض الوبائية الدكتور بسام الحجاوي، إن الأردن دخل فعليًا فصل الشتاء منذ الشهر الماضي، الأمر الذي يرفع من توقعات انتشار الفيروسات المسببة للأمراض التنفسية، والتي تصيب الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، باعتبارها أمراضًا موسمية تظهر سنويًا في مثل هذا الوقت.
وأوضح الحجاوي خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن الفيروسات المنتشرة خلال الموسم الشتوي تشمل أمراض الإنفلونزا والزكام والرشح العادي، إضافة إلى فيروسات أخرى قد تكون أكثر أهمية من حيث قدرتها على إصابة الجهاز التنفسي العلوي، وقد تمتد لتصل إلى الجهاز التنفسي السفلي والتسبب بالتهاب رئوي وما يرافقه من أعراض ومضاعفات أشد.
وأشار إلى أن ظهور نسخ متحورة من الفيروسات التنفسية سواء فيروسات الإنفلونزا أو تلك التي أدت إلى مرض كورونا كوفيد-19 والذي عرف في عام 2019 يُعد أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا، لكون الفيروسات تتحور بمرور الوقت لضمان بقائها، مشيراً إلى أنه رغم بقاء فيروس كورونا ضمن أقل معدلات الانتشار، فإن أحدًا لم يؤكد انتهاءه بالكامل.
وأضاف أن الموسم الشتوي الحالي يتطلب توقع عودة الفيروسات المعتادة التي ظهرت في المواسم السابقة، مبينًا أن الموسم الماضي شهد تأخرًا في بداية انتشار الأمراض التنفسية نتيجة التغيرات المناخية، بما في ذلك تأخر هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى موجات حارة نهارًا وبرودة ليلية خلال الأسابيع الماضية، ما أدى إلى صعوبة تكيف الناس مع تقلبات الطقس، وبالتالي تسجيل إصابات بجهازهم التنفسي.
وقال إن الجهات الصحية ذات العلاقة، وفي مقدمتها وزارة الصحة، رصدت خلال الفترة الماضية بعض الحالات التنفسية، وتبين وجود عودة متواضعة لإصابات كورونا، من دون تسجيل أي متحورات جديدة، سواء في الأردن أو الإقليم أو العالم، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية التي تواصل رصد الأمراض بشكل مستمر.
وبيّن أن بعض المرضى بدأوا يشكون أعراضًا بسيطة إلى متوسطة، وتم مراجعتهم للمراكز الصحية والمستشفيات، وثبت وجود إصابات بكورونا، غير أن المتحورات الجديدة لم تُرصد حتى الآن.
وأكد أن هذا لا يعني الجزم بعدم ظهور متحورات خلال هذا الموسم، إذ يمكن أن تعلن منظمة الصحة العالمية ذلك في حال تسجيل معدلات انتشار مرتفعة في تجمّع ما أو محافظة أو بلد، ما يدفعها إلى إجراء فحوص جينية للتأكد من حدوث أي طفرات.
وأوضح أن بعض الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي لا تمتلك ميولًا وبائية ولا تتحول إلى أوبئة أو جوائح، فيما توجد فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا من النوعين (A) و(B) أو فيروس كورونا، والتي قد تؤدي تحوراتها إلى انتشار واسع، خصوصًا إذا ترافقت مع طفرة تزيد قدرتها على الانتشار أو تُضعف فعالية المطاعيم.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أكدت سابقًا إمكانية حدوث وباء جديد، من دون تحديد موعده، لكون الأمر مرتبطًا بعوامل مناخية وبيئية، إضافة إلى احتمالية انتقال الفيروسات بين الإنسان والحيوان واندماج الجينومات، ما يؤدي إلى مضاعفات أكبر.
الكمامة ليست الزامية وانما للوقاية
وحول الإجراءات الوقائية، شدد على أهمية الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل دوري، خاصة بعد الطعام واستخدام الحمام والتواجد في الأماكن المغلقة أو الاجتماعات.
كما أكد ضرورة تهوية الأماكن المغلقة، وارتداء الكمامة عند مخالطة أشخاص يعانون من أعراض تنفسية، حمايةً للذات وللآخرين، باعتبار أن الفيروسات تنتقل عبر الأنف والفم.
وأفاد بأن المختبرات الحكومية والخاصة ونظام الرصد في المستشفيات والمراكز الصحية بدأت تسجل حالات إصابة، معظمها من كورونا ذات أعراض خفيفة إلى متوسطة، دون رصد أي بؤر أو تجمعات أو ارتفاع في معدلات الانتشار عن الحد الطبيعي.
وبيّن أن الموسم الماضي شهد استمرارًا محدودًا لبعض فيروسات الجهاز التنفسي حتى خلال الصيف، بينما بقي فيروس كورونا متواجدًا طيلة العام دون ارتباط بموسم محدد، أما الفيروس التنفسي المخلوي الذي يصيب الأطفال دون سن الثالثة فلم تُسجل له إصابات هذا الموسم حتى الآن، رغم التوقعات برصدها لاحقًا.
وأضاف أن تسجيل إصابات الإنفلونزا ما يزال محدودًا، غير أنه من المتوقع ارتفاعها، سواء من النوع (A) أو (B)، وذلك وفق ما توضحه تقارير الرصد الأسبوعية الصادرة عن وزارة الصحة.
وأكد أهمية التوعية وتوزيع النشرات الصحية، خاصة مع دخول فصل الشتاء، داعيًا إلى الالتزام بالمطاعيم التي تحمي من المضاعفات والوفيات، ومشيرًا إلى عدم وجود أي مؤشرات علمية حتى الآن على طفرات جديدة في الفيروسات المنتشرة على مستوى الأردن أو 22 دولة عربية ضمن إقليم شرق المتوسط أو على مستوى العالم.
وحثّ على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، مؤكدًا أن الانتشار الكبير للفيروسات يرفع احتمالية ظهور سلالات جديدة ويصعّب السيطرة عليها، ما يستدعي كسر حلقة العدوى والحد من الانتشار.
وقال إن المناعة المجتمعية تحتاج إلى تعزيز بعد فترة ابتعاد الناس عن مطاعيم كورونا والإنفلونزا، آملًا أن يشهد الشتاء الحالي مستويات حماية جيدة.
وقال إن المدارس والجامعات تعد مؤشرًا مهمًا على نشاط الفيروسات، إذ تعطي نسب الغياب من الصفوف صورة مبكرة عن بدء انتشار المرض في منطقة أو محافظة ما.
