تحولات رقمية تعيد تشكيل مستقبل الطالب الجامعي
صدى الشعب _ أسيـل جمال الطـراونة
أكد رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان الدكتور وجيه عويس أن مستقبل الطلبة الجامعيين بات مرتبطًا بشكل مباشر بقدرتهم على مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، خاصة بعد الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي ودخولها في مختلف مجالات الحياة.
وأوضح عويس أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية ومن مجالات العمل كافة، الأمر الذي يتطلب من الشباب امتلاك المهارات اللازمة للتعامل معها بكفاءة.
أهمية الإلمام بالمهارات الرقمية
وبين عويس أن على الطلبة تطوير قدراتهم في استخدام الحاسوب والبرمجيات الحديثة، مؤكدًا أن المعرفة الرقمية لم تعد خيارًا، بل أصبحت شرطًا أساسيًا للاستفادة من الفرص التعليمية والمهنية.
وأشار إلى أن التكنولوجيا اليوم متاحة ومتوفرة، والمعلومات موجودة في الفضاء الإلكتروني، لذلك فإن المسؤولية تقع على الطالب في توظيفها بشكل إيجابي لخدمة دراسته ومستقبله.
نصائح لجنة التربية لطلبة الجامعات
وشدد عويس على ضرورة امتلاك الطلبة الاستعداد والرغبة الحقيقية للانخراط في عالم التقنية، إضافة إلى تنمية مهاراتهم الرقمية منذ السنوات الأولى للدراسة الجامعية.
وأكد أن التكنولوجيا “سهلة المنال”، وأن امتلاك المبادئ الأساسية في التعامل معها يجعل باقي المهارات أكثر يسراً.
فجوة بين الجامعات وسوق العمل: الأسباب والحلول
وفيما يتعلق بالفجوة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل، أوضح عويس أن هذه المشكلة ممتدة منذ سنوات، لافتًا إلى أن مقولة “مواءمة مخرجات التعليم لسوق العمل انتهت منذ زمن”، وذلك بسبب تخريج أعداد كبيرة من الطلبة تفوق حاجة السوق المحلي.
وأشار إلى أن المجتمع الأردني لا يزال يتجه نحو تخصصات راكدة مثل الطب، وطب الأسنان، والهندسة، والصيدلة، رغم التحذيرات المتكررة من ارتفاع نسب البطالة فيها.
وبين أن الشغف المجتمعي بالحصول على شهادات عليا يُعد أمرًا إيجابيًا بحد ذاته، إلا أنه لا يتناسب مع محدودية فرص العمل، في ظل الظروف الاقتصادية المحلية والإقليمية، إضافة إلى ضعف الاستثمارات القادرة على خلق فرص تشغيل جديدة.
وكشف عويس أن عدد طلبة الطب في الأردن وخارجها بلغ نحو 40 ألف طالب، وهو رقم كبير أدى إلى وجود بطالة واضحة في هذا القطاع، مشيرًا إلى وجود نحو 15 ألف مهندس بلا عمل.
وبين عويس أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والتي كان من شأنها تحسين عملية توجيه الطلبة، لم تُطبق في أهم بنودها، وخاصة ما يتعلق بآلية القبول في التخصصات الحساسة كـالطب والهندسة.
وأوضح أن الاستراتيجية كانت تنص على اعتماد سنة تحضيرية تُحدد قدرة الطالب ورغبته قبل دخوله هذه التخصصات، مؤكدًا أن معدل الثانوية العامة وحده لا يُعد مؤشرًا لقياس القدرة الحقيقية.
إعادة توجيه الطلبة نحو تخصصات جديدة
وختم عويس بأن الحل يكمن في إقناع المجتمع بالتوجه نحو تخصصات أكثر طلبًا في سوق العمل، مثل تخصصات المال والإدارة، والبرامج التقنية المرتبطة بالحاسوب والذكاء الاصطناعي.
وأكد أن هذه المجالات أصبحت تتيح فرصًا واسعة داخل الأردن وخارجه، شرط أن يمتلك الطالب المهارات والمعرفة اللازمة.






