صدى الشعب – كتب فوزي حسونة
منذ فترة اختفت ومشاغل الحياة لم تتيح لنا الاستفسار، لكننا كنا نعرف أنها دائما مغموسة بعملها، ومبادراتها الرائعة، ونطمئن عليها بما كانت تخطه من “بوستات” على حسابها في فيس بوك.
رحلت آمنة بعد أن تعودنا على اطلالتها المشرقة، كانت طيبة القلب، عاشقة لعملها، شغوفة برسالتها الإعلامية، ووالدها الراحل كان قدوتها، لا يفارق لسانها، تذكره في كل أحاديثها.
كان آخر اتصال هاتفي جمعني بها، بداية العام، عندما كانت وسيطة حاولت إقناعي بأن أتسلم مسؤولية المركز الاعلامي لأحد الأندية المحلية الجماهيرية، ويومها احترمت وجهة نظري، رغم رغبتها بأن أقبل تلك المهمة.
كان لها مواقف عديدة تستحق التقدير، حيث ابتكرت جملة من المبادرات، كان من ضمنها مبادرة للحد من شغب الملاعب، وكانت تحظى بثقة جميع المسؤولين الرياضيين، فهي لا تبحث عن مكاسب خاصة، بقدر ما كانت تتطلع لترك أثر، وكأنها كانت تدرك مسبقا، أن رحيلها ليس ببعيد.
آمنة الطبيشي، الإعلامية النشيطة والقديرة التي تنقلت في عملها بين القنوات الفضائية أكثر من مرة، كانت دوما تلقى الاحترام والتقدير من كل زملائها وزميلاتها، لمعرفتهم الأكيدة بأنها نقية، لا تعرف للحقد والحسد مكانا، كانت خفيفة الظل، لبقة الحديث، راقية الحضور .. وروحها مغروسة بوالدتها.
رحمك الله يا آمنة، الأخت، والصديقة .. وجعل مثواك الجنة، إنا لله وإنا اليه راجعون.