صدى الشعب – كتبت آلاء سلهب التميمي
العلم ليس ترفاً فكرياً أو خياراً جانبياً، بل هو أساس الحضارة ومفتاح النهضة.
والإسلام منذ بزوغ فجره رفع من شأن العلم، فكانت أولى كلمات الوحي الخالد: «اقرأ»، لتدلنا على أن المعرفة هي الطريق الأقصر إلى الإيمان الحق، والبناء الراسخ، والمستقبل المشرق.
وقد أكّد القرآن الكريم على قيمة العلم وأهله، فقال تعالى: «وقل رب زدني علماً»، فجعل طلب العلم عبادة مستمرة لا تحدّها مرحلة ولا يقيّدها زمن. وقال سبحانه: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، فكان الجواب بديهياً: لا يمكن أن يتساوى الجهل مع العلم، ولا الظلام مع النور.
إن الأمة التي تُعلي من شأن العلم والمعرفة هي أمة تصنع مستقبلها بثقة، وتواجه تحدياتها برؤية، وتبني أجيالها على أساس متين من العقل والإيمان.
والعلم لا يقتصر على الكتب والمدارس وحدها، بل يشمل كل سعي نحو المعرفة، وكل اجتهاد يضيف للحياة قيمة، وللمجتمع رفعة، وللأمة كرامة.
واليوم، ونحن نعيش عصر التغيرات السريعة والتحديات المتلاحقة، يزداد إلحاح الحاجة إلى غرس قيمة العلم في نفوس أبنائنا وبناتنا، حتى لا نقف عند حدود التلقي، بل نكون شركاء في صناعة المعرفة والإبداع والإسهام الحضاري.
فالعلم في الإسلام رسالة حياة، وسراج طريق، وضمانة لمستقبل آمن كريم.
ومن هنا، فإن الاستثمار الحقيقي للأوطان ليس في ثرواتها المادية فحسب، بل في عقول أبنائها وما يملكون من معرفة.
فالعلم نور يرفع صاحبه درجات، ويمنح الأمة مكانتها بين الأمم، ويجعلها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والضعف إلى قوة، والجهل إلى حضارة.






