صدى الشعب – خالد خازر الخريشا
في تصريح جديد يكشف حقيقة المشروع التوسعي الإسرائيلي عاد بنيامين نتنياهو ليحلم بـ”إسرائيل الكبرى” متجاوزًا كل الخطوط الحمراء ومطلقًا إيحاءات عن أطماع تمتد نحو جزء من الأردن في استفزاز فجّ يعكس عقلية استعمارية ما زالت تتغذى على أوهام القوة وتجهل حقائق التاريخ والجغرافيا لكن ما لا يدركه نتنياهو أن الأردن ليس ساحة مفتوحة للمقامرة بل صخرة صلبة تتحطم عليها كل ألمخططات وقلعة حصينة لها قيادة تعرف كيف تحمي الأرض والعرض وشعب موحد يقف صفًا واحدًا خلف جيشه وقيادته.
نتنياهو الذي يحاول تصدير أزماته الداخلية وإخماد غضب الشارع الإسرائيلي عبر إثارة الخطاب القومي المتطرف ينسى أن الأردن كان وما زال حجر العثرة أمام المشروع الصهيوني منذ بداياته وأن كل محاولات طمس الهوية وتغيير الجغرافيا اصطدمت بإرادة الهاشميين وشجاعة الأردنيين هذا البلد الذي وقف شامخًا في وجه مؤامرات أكبر وأشد ، لن ينحني أمام وهم سياسي يسوقه زعيم مأزوم يبحث عن انتصار وهمي على حساب استقرار المنطقة وأمنها .
الأردن اليوم ليس مجرد دولة مجاورة لفلسطين المحتلة بل هو قلب الأمن الإقليمي ورمانة الميزان في الشرق الأوسط وأي مساس به يعني إشعال فتيل مواجهة واسعة لن تنطفئ بسهولة وعلى نتنياهو أن يعي أن اللعب بورقة “إسرائيل الكبرى” ليس إلا إشعال نار ستحرق أصابع من أشعلها أولًا، وأن أوهامه التوسعية ستجد أمامها سورًا من الصمود عنوانه : هنا الأردن … وهنا تتحطم الأطماع .
نعم لقد تجاوز نتنياهو حدود الخطاب السياسي المألوف، ليكشف بوضوح عن مشروعه الأيديولوجي القائم على فكرة “إسرائيل الكبرى”، وهو المشروع الذي طالما راود عقول قادة اليمين الصهيوني منذ قيام الكيان عام 1948، لكنه هذه المرة خرج من نطاق التنظير إلى العلن، ملوحًا بخرائط وهمية تتجاوز حدود فلسطين التاريخية لتلتهم أجزاء من دول عربية وفي مقدمتها الأردن لم يتردد نتنياهو في وصف هذا التصور بأنه “مهمة تاريخية وروحية “، مستدعيًا المرويات التوراتية لتبرير أطماع توسعية تصطدم بالقانون الدولي وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
في تصريحه الجديد يكشف نتنياهو حقيقة المشروع التوسعي الإسرائيلي وعاد ليحلم بـ”إسرائيل الكبرى” متجاوزًا كل الخطوط الحمراء ومطلقًا إيحاءات عن أطماع تمتد نحو جزء من الأردن في استفزاز فجّ يعكس عقلية استعمارية ما زالت تتغذى على أوهام القوة وتجهل حقائق التاريخ والجغرافيا لكن ما لا يدركه نتنياهو أن الأردن ليس ساحة مفتوحة للمقامرة بل صخرة صلبة تتحطم عليها كل المخططات وقلعة حصينة لها قيادة تعرف كيف تحمي الأرض والعرض وشعب موحد يقف صفًا واحدًا خلف جيشه وقيادته .
التاريخ يشهد أن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة كان سدًا منيعًا أمام كل محاولات العبث بالمنطقة وأنه لم يتردد في الدفاع عن فلسطين والمقدسات في أحلك الظروف وأنه يمتلك من أوراق القوة الإقليمية ما يجعل أي تهديد تجاهه مقامرة خاسرة ومن يقرأ مواقف الملك عبدالله الثاني يدرك أن السيادة الأردنية خط أحمر وأنه لا مساومة على تراب الوطن وأن الرد على أي تهديد سيكون بحجم الخطر وأكثر .
منذ زمن ليس ببعيد قالها وصفي التل وحابس المجالي :
تخسى يا كوبان ما انت ولف الي ولفي شاري الموت لابس عسكري
ونحن اليوم نجدد المقولة ونقول تخسى يا نتنياهو وزمرتك من اليمين المتطرف اطماعكم وخرائطكم ومخططاتكم تتحطم على صخرة الأردن .





