كتب – راكان الخريشا
حين احترقت غابات اللاذقية، وامتدت ألسنة اللهب لتبتلع الأرض والبيوت، لم يكن الصمت خيارًا… فهبّ الأردن الوطن الذي لا يغلق أبوابه في وجه نداء، ولا يتأخر عن واجب، وبأمر مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، تحرّكت الفزعة الأردنية رجال الدفاع المدني، صوب الأرض الشقيقة، لا يحملون فقط معدات الإطفاء، بل يحملون روحًا هاشميةً أردنية لا تعرف المستحيل.
هناك، حيث اشتدت النيران وعلا الدخان، كانت خطوات النشامى تثبت أن في الأردن رجالًا لا يتراجعون، أحدهم وسط الجحيم، صرخ من قلبه “لا انسحاب إحنا آخر من يترك الميدان”، لم تكن مجرد كلمات، بل عقيدة متجذّرة في صدور لا ترتجف، وسواعد لا تلين.
ساعات طويلة من العمل المضني، وجهود بطولية، ومهارات ميدانية صنعت الفارق رجال الدفاع المدني الأردني لم يُطفئوا حريقًا فحسب، بل زرعوا في أرض اللاذقية وردة أخوّة لن تذبل، وكتبوا للتاريخ سطورًا لا تُمحى.
أهالي اللاذقية لم ينسوا مشهد المركبات الأردنية تخترق الدخان، ولا الأيدي التي امتدت تُنقذ وتُطمئن قالوها بصوت واحد “هذا هو الأردن إذا استغثنا، جاءنا بأبطاله”.
لم تكن المساهمة الأردنية طارئة، بل أصيلة، منسوجة بخيوط المجد الهاشمي الأردني الذي لا يترك الجار في وجه النار لقد جسّد الأردن بقيادته الحكيمة وأبطاله النشامى أسمى معاني العروبة والمروءة، خمدت النيران، لكن اشتعل المجد وظل الأردن شامخًا، رايته ترفرف في اللاذقية، تحملها أيادٍ لا تعرف إلا العطاء.
هذا هو الدفاع المدني الأردني… نارٌ يُخمدها، وكرامةٌ لا تنطفئ.





