صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
تشكل احتفالات المملكة بيوم العلم الأردني التي تصادف في السادس عشر من نيسان في كل عام، وتقام في جميع أنحاء مملكتنا العزيزة، فرصة لتعزيز القيم الوطنية، وإظهار قدسية العلم، وترسيخ قيم الانتماء والولاء، وتعزيز الوحدة الوطنية لدى أبناء الوطن.
ولكن ما هو مهم في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، أن ندرك ونسعى جادين كي تتسق الأفعال التي تلي الاحتفال بيوم العلم مع الاقوال التي صدحت بها حناجر أبناء الوطن في يوم العلم، وأن لا نكتفي برفع الأعلام على المؤسسات والمتاجر والبيوت والمركبات وفي الطرقات.
فليس من الوطنية بشيء أن نرفع العلم فوق المباني والمنشآت، دون أن تتطابق أفعالنا بأقوالنا، وأن لا نكتفي بالشعارات الرنانة، والكلمات البراقة، والقصائد والأشعار، وكم نتمنى أن ينعكس ذلك على الواقع الذي نعيش بكل تفاصيله، وأن نطبقها في معاملاتنا، وأن نحمي الوطن ونصون مقدراته، ونحافظ على أمنه واستقراره، كل من موقعه، وكم نتمنى أن يخلو تقرير ديوان المحاسبة من الملاحظات والمخالفات، التي يندى لها الجبين، من سرقة هنا وهناك، واستثمار لوظيفة، أو اختلاس، أو رشوة، وما يتم ارتكابه من جرائم بحق الوطن والمواطن، ومخالفة للأنظمة والقوانين، وحوادث السير التي تفتك بأرواح الأبرياء.
في يوم العلم، علينا أن ندرك متطلبات الولاء والانتماء، وأن نعرف ما يترتب علينا تجاه الوطن من خلال فهم تلك المتطلبات، وتنمية حب الوطن والولاء والانتماء لدى الأفراد، من أجل الحفاظ عليه، والسعي لتطويره من خلال النهضة بالمجتمع بالعلم والعمل، والتضحية ببذل النفس والمال والوقت والجهد، و الدفاع عنه وعن أمنه وسلامته واستقراره، وصون مقدراته والحفاظ عليها، و الدفاع عن الوطن واجباً وطنياً على كل فرد، سواء بالسلاح أو بالكلمة، ونبذ الفرقة والخلاف، وزيادة التماسك والترابط، وتمتين الجبهة الداخلية.
ولتقوية قيم الولاء والانتماء وتعميقها، وتعزيز متطلباتهما لدى الأفراد، يأتي دور الأسرة، والمؤسسات الدينية، والتعليمية، ومؤسسات المجتمع المحلي، والمؤسسات السياسية، والإعلامية، لغرس هذه القيم وتعميقها، في مراحل عمرية مبكرة ومتابعتها، للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، ووحدته الوطنية، للصمود في وجه التحديات، والتي على رأسها، الخطر المحدق، الذي يشكله الكيان الغاصب، وأطماعه التوسعية.
في يوم العلم نوجه تحية اجلال واكبار لنشامى قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنية، وستبقى رايتنا رمزاً للكرامة، نرفعها بعز وفخار، وفاءً لتاريخنا المجيد، واعتزازاً بمستقبلنا المشرق، تحت ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة، ونسأل الله أن يحفظ هذا الوطن وشعبه وقيادته، عزيزا آمناً مستقراً، وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن.