2025-05-14 | 11:46 صباحًا
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home كتاب وأراء

حين سقط القناع عن(الإنسانية) .. عشرون عاماً في حُضن الـNGO’s

الأربعاء, 16 أبريل 2025, 22:44

صدى الشعب – كتبت صبا منصور

كنتُ إحداهن..

لمدة عشرين عاماً، ارتديتُ بذلة المنظمات غير الحكومية، جلستُ في ورشات “بناء السلام”، ودوّنتُ ملاحظاتٍ في مؤتمرات “التمكين”،  وزّعتُ منشوراتٍ ملوّنة عن “التسامح”، و”اللاعنف”، و”قبول الآخر”، و”المجتمع المدني القوي”…

بل كنتُ أكثر من موظفة؛ كنتُ أحمل الرسالة .. 


أؤمن أن التغيير يبدأ من “المجتمع المحلي”، وأن الديمقراطية تُزرع في برامج التوعية،  وأن التمويل الخارجي ليس شبهة، بل فرصة.  


هكذا أقنعونا… وهكذا اقتنعت..


لكن في لحظة واحدة، انقلبت الطاولة، حين انهمرت القذائف على الأطفال … حين سُحقت العائلات تحت الأنقاض، حين اغلقت المعابر وأصبح علف الدواب هو الطعام الوحيد المتاح، حين اغتيل المسعف واحترق الصحفي وعُذب الطبيب حتى الموت.  


نظرتُ حولي أبحث عن فرسان العمل الإنساني”.. فلم أجد أحداً.  

منظمات تجاهلت و أخرى اكتفت ببيان باهت يتحدّث عن “الطرفين”، وكأنّ طفلًا قُطّع في غزّة يعادل خوف مستوطن سمع صافرة إنذار!  


مؤسسة أخرى ألغت منشورًا تضامن  بحجّة أنه “غير متوازن سياسيًا”!  


زميلة عزيزة طلبت مني “عدم الانفعال” لأن هذا قد يؤثّر على “صورة المؤسسة”.  


صورة المؤسسة؟!  


أي صورة تبقى لمؤسسة صامتة أمام مذابح موثّقة؟!

حينها، لم أعد موظفة.  


استقالت إنسانيّتي من بروتوكولاتهم،  وانسلخت فطرتي عن تمويلاتهم، وتذكّرت فجأة أن ما كنتُ أظنّه “عملاً إنسانيًا” كان أحيانًا عملًا ناعمًا لتخدير الحسّ،  وغسل العقول،  وإنتاج جيل يظنّ أن العدالة “محايدة”،  وأن القاتل والقتيل يجب أن “يجلسا على الطاولة سويًّا”.  


ليست كل الـNGO’s شيطانية،،، 


لكن كثيراً منها كان حصان طروادة…. 


تسللت من أبواب “التمكين” لتنزع سلاح الوعي،  ومن نوافذ “السلام” لتطبع مع القهر،  ومن شعار “الاختلاف لا يفسد للودّ قضية“، لتقتل كل قضية.


غزة لم تُحرجهم، غزة عرّتهم، لأن الذي لم ينحز للطفل المحروق لا يحق له أن يحدّثني عن “الحقوق“.  


ومن صمت وهو يملك المنصة، ليس محايدًا، بل متواطئ بلغة ناعمة.  


ومن اعتبر أن التضامن موقف سياسي، فقد طعن الإنسانية في ظهرها، ثم كتب تقريرًا عن “أثر القصف على الصحة النفسية للنساء” ليبدو مثقفًا.


 كنت يوماً واحدة منهم…  


لكني حين سمعت صرخة طفل من تحت الركام،  اكتشفت أن قلبي لا يعمل بنظام تمويلي،  ولا فطرتي تُراجعها لجنة أخلاقيات،  ولا إنسانيّتي تنتظر إذنًا من المانح.

اليوم، أكتب هذا لا لأدين أحد،  بل لأعتذر من نفسي،  ومن كل أمّ في غزّة كانت تقاوم وحدها  بينما كنّا نناقش “مفهوم الحياد في النزاعات المسلحة“.

ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

كتاب وأراء

ترامب فهم اللعبة.. (صفقات) لا حروب من غزة إلى كييف

الأربعاء, 14 مايو 2025, 11:35
كتاب وأراء

دولة الرئيس: اعيدوا هذه الدائرة

الأربعاء, 14 مايو 2025, 0:19
كتاب وأراء

الطعنة في الخاصرة الأردنية والنزف في غزة

الثلاثاء, 13 مايو 2025, 11:37
كتاب وأراء

“يد الملك ودمعة غزة”

الإثنين, 12 مايو 2025, 16:50
كتاب وأراء

أسعار الأدوية في الأردن و مقارنة بين مصر و تركيا ؟؟؟

الإثنين, 12 مايو 2025, 15:45
كتاب وأراء

اتفاق إمبراطوريتين آفلة وتالية: بين تحالفات غربية لحفظ الوجه وشراكات شرقية لعهد جديد

الإثنين, 12 مايو 2025, 15:25
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية