الصفدي: “تطوير العقبة” تدعم أكبر مشروع طبي إنساني لعلاج مرضى السرطان في العقبة
مشاريع غرب مطار الملك الحسين الدولي الحالية والمستقبلية تعزز تنوع المنتج السياحي والاستثماري وترسخ مكانة العقبة كوجهة رئيسية للمستثمرين
“تطوير العقبة” تشرف على مشاريع استراتيجية كبرى تعزز الاقتصاد الوطني
صدى الشعب – العقبة – رائد صبحي
صرّح الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة، حسين الصفدي، في حديث خاص لـ”صدى الشعب”، أن الشركة تعمل كذراع استثماري لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، لتعزيز مكانة مدينة العقبة كوجهة استثمارية متميزة، من خلال توفير فرص استثمارية واعدة لجذب الاستثمارات ضمن ستة قطاعات رئيسية وهي: السياحة، والصناعات الإبداعية، والنقل واللوجستيات، والصناعة، والتعليم والتدريب المهني، والنمو الأخضر والاستدامة.
وأشار الصفدي إلى أن الشركة لم تغفل دورها في المسؤولية المجتمعية، حيث دعمت أكبر مشروع طبي إنساني يخدم أهالي مدينة العقبة وإقليم الجنوب، من خلال تخصيص قطعة أرض لمركز الحسين للسرطان في العقبة، بالإضافة إلى تزويده بوحدة متكاملة لعلاج مرضى السرطان، ومن المتوقع افتتاح المركز خلال الربع الأول من العام الحالي.
مشاريع غرب المطار: تعزيز التنوع السياحي والاستثماري وترسيخ مكانة العقبة عالميًا
وأكد الصفدي على أن شركة تطوير العقبة تواصل تنفيذ مشاريع استراتيجية وفق الرؤية الملكية السامية، بهدف ترسيخ مكانة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كمركز استثماري عالمي وإقليمي متعدد القطاعات، وذلك من خلال التركيز على نوعية المشاريع وقيمتها المضافة في استقطاب فئات وشرائح جديدة ومختلفة من السياح والزوار، لاسيما مرتادي المعارض الدولية العالمية ومراكز الأعمال على مستوى الشرق الأوسط، والمواقع السياحية المميزة القادرة على جذب كافة فئات السياح والزوار من مختلف دول العالم، وذلك ضمن استراتيجية واضحة المعالم والأهداف التي تستند إلى التوجيهات الملكية السامية ومتابعة سمو ولي العهد لملف العقبة.
مركز العقبة الدولي للمعارض: وجهة استراتيجية للفعاليات والمؤتمرات
وفي التفاصيل، أشار الصفدي إلى استكمال إنشاء مركز العقبة الدولي للمعارض في منطقة غرب مطار الملك الحسين الدولي، والذي نفذته شركة تطوير العقبة باعتبارها الذراع الاستثماري والتطويري لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. يمتد المركز على مساحة 170 ألف متر مربع، وبتكلفة إجمالية 24 مليون دينار، وهو مصمم ليكون وجهة محورية لقطاع سياحة المؤتمرات والمعارض والاجتماعات، حيث استضاف مؤخرًا معرض سوفكس الدولي وعددًا من الفعاليات السياحية والاقتصادية.
وأضاف الصفدي أن هذا المشروع النوعي تم تنفيذه وفق أحدث المواصفات العالمية وخلال فترة قياسية، مما سيمكن العقبة من تنظيم واستضافة الفعاليات والمعارض الدولية، ليشكل محركًا سياحيًا وتنمويًا رئيسيًا يعزز من جاذبية المنطقة ويخلق فرصًا استثمارية جديدة.
وتابع الصفدي بأن المشروع النوعي في العقبة تم بناؤه وفق أحدث المواصفات العالمية وتنفيذه خلال فترة قياسية، حيث سيساهم في فرص تنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة خلال الفترة المقبلة ليكون رافدًا ومحركًا سياحيًا وتنمويًا للمنطقة بأسرها.
وأكد الصفدي أن مركز العقبة الدولي للمعارض يقع في بيئة استثمارية جاذبة مدعومة بحوافز استثمارية متميزة، تشمل إعفاءات جمركية وتخفيضات ضريبية، مما يجعله رافدًا مباشراً لتعزيز قطاعات السياحة، السفر، الفنادق، المطاعم، التجارة والصناعة. كما أن المركز سيسهم في توفير فرص عمل جديدة، وجعل العقبة وجهة إقليمية ودولية رئيسية لاستضافة الفعاليات التجارية والاقتصادية.
مشاريع استراتيجية تعزز البنية التحتية والسياحة النوعية
إلى ذلك، كشف الصفدي عن مجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي تنفذها شركة تطوير العقبة في منطقة غرب مطار الملك الحسين الدولي، والتي تهدف إلى تطوير البنية التحتية والمرافق النوعية في العقبة. ومن أبرز هذه المشاريع: مضمار العقبة الدولي لسباق السيارات، الذي سوف يساهم في وضع المملكة على خريطة الدول المستضيفة للسباقات الدولية مما يعزز أجندة استضافة الفعاليات والنشاطات النوعية ويشكل نقطة جذب رئيسية لهواة رياضات السرعة والزوار من مختلف أنحاء العالم.
كما تم الإعلان عن متحف الطائرات التراثي كأحد المشاريع التي ستنفذها شركة تطوير العقبة، حيث سيتيح للزوار فرصة استكشاف مجموعة من الأصول الجوية العسكرية والمدنية التراثية على مساحة 90 دونمًا، مما يجعله إضافة نوعية لمقومات العقبة السياحية.
وفيما يخص المشاريع المستقبلية، أوضح الصفدي أن شركة تطوير العقبة تعمل حاليًا على تنفيذ مشروع “الممر التكنولوجي للزراعة والغذاء”، والذي يتم التفاوض بشأنه مع عدد من المستثمرين. وأكد أن الشركة ستعلن قريبًا عن تفاصيل هذا المشروع النوعي الذي يهدف إلى دعم الابتكار والاستدامة في قطاعي الزراعة والغذاء، مما يعزز من دور العقبة كمركز استثماري متكامل في المنطقة.
مشاريع المنطقة الجنوبية والقويرة: تعزيز البنية التحتية وتنمية الاقتصاد الوطني
وعن مشاريع المنطقة الصناعية الجنوبية التي شملتها بوصلة التجديد والتطوير بمنظومة الموانئ التي تشرف عليها أيضًا شركة تطوير العقبة، أكد الصفدي على أنه تم التوقيع مع ائتلاف شركات عالمية لتنفيذ تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي المسال بتكلفة تقدر بحوالي 125 مليون دولار، لإنشاء وحدة تغييز شاطئية (ORU) واستبدال باخرة التخزين والتغييز العائمة (FSRU) وذلك من خلال استئجار باخرة تخزين عائمة (FSU)، حيث يعد هذا المشروع عمقًا استراتيجيًا للاقتصاد الوطني الأردني كونه يهدف إلى ضمان استمرارية استيراد الغاز الطبيعي المسال لاستخدامه في توليد الطاقة الكهربائية وتزويد الصناعات، كبديل استراتيجي في حالات انقطاع أي من مصادر التزويد الحالية.
وتابع الصفدي أن المشروع سيسهم أيضًا في تحقيق وفر مالي على تكاليف إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث سيوفر بديلاً أكثر فعالية من حيث الكفاءة الاقتصادية مقارنة بمشروع استيراد الغاز الطبيعي المسال الحالي، خاصة بعد انتهاء فترة اتفاقية استئجار الباخرة العائمة الحالية في عام 2025. وأضاف أن التكاليف التشغيلية للمشروع الجديد ستكون أقل من الكلفة التشغيلية للمشروع الحالي.
وأشار الصفدي إلى أن من أهم المشاريع الاستثمارية الحالية، تتمثل في توقيع اتفاقية لتطوير مدينة القويرة الصناعية على مساحة تزيد عن 1800 دونم، التي تجهز بالبنية التحتية والعمل على تزويدها بالغاز الطبيعي لتقليل كلف الإنتاج وتشجيع إقامة المصانع. وأكد أن هذه الخطوات كان لها أثر كبير في جذب الاستثمارات الخارجية، مما وضع العقبة على الخريطة الاقتصادية الإقليمية.
وأوضح الصفدي أن هذه المشاريع تأتي ضمن محرك الموارد المستدامة في رؤية التحديث الاقتصادي، والتي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للطاقة وخفض تكاليفها، مما ينعكس إيجابًا على بيئة الأعمال ويجذب استثمارات أجنبية جديدة، خاصة أن تكاليف الطاقة كانت أحد أكبر معوقات الاستثمار في الأردن.
وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى زيادة اعتماد الصناعات القائمة في منطقة القويرة، خصوصًا الصناعات الثقيلة والمتوسطة، على الغاز الطبيعي في عمليات الإنتاج. واعتبر الصفدي أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في المدن الصناعية الأردنية بشكل عام، وفي منطقة العقبة بشكل خاص، من خلال تحديثها وتطويرها وفق أعلى المعايير العالمية، مشددًا على أهمية استخدام الغاز الطبيعي كأحد خيارات الطاقة الحيوية التي تساهم في خفض تكاليف الطاقة. وأضاف أن الغاز الطبيعي يعد مصدرًا آمنًا وصديقًا للبيئة، ويؤثر بشكل إيجابي على كلفة أعمال الصيانة، مما يساهم في تحسين بيئة الأعمال ويعزز من جذب الاستثمارات الأجنبية لمنطقة القويرة.
مشروع مرسى زايد: خطوة استراتيجية نحو تعزيز البنية التحتية السياحية وجذب الاستثمارات
وأكد الصفدي على أن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، قام بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع “مرسى زايد” في مدينة العقبة، التي تقوم بتطويرها مجموعة “ماج القابضة” بتكليف من مجموعة موانئ أبوظبي، وبالتعاون مع شركة تطوير العقبة.
وأوضح الصفدي أن المشروع يمتد على مساحة 3.2 مليون متر مربع، ويهدف في مرحلته الأولى إلى تطوير مشروع مرسى زايد ريفيرا الذي يضم أربعة أبراج سكنية، ومنطقة المارينا التي تضم مجمعًا سكنيًا متكاملاً يشمل 1260 وحدة سكنية و117 محل تجزئة، بالإضافة إلى فندق وشقق فندقية بسعة 360 غرفة. كما تضم المرحلة الأولى منطقة السوق القديم بواقع 50 محل تجزئة، وتجديد منارة ميناء العقبة، وناديًا ومرسى لليخوت، ومحطة العقبة للسفن السياحية.
وقال الصفدي إن مشروع “مرسى زايد” ليس مجرد مشروع استثماري، بل هو خطوة استراتيجية تهدف لتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمجتمع المحلي. كما سيسهم في تعزيز البنية التحتية السياحية للمدينة، لتكون وجهة متميزة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم في رفع مساهمة السياحة في دعم الاقتصاد الوطني. علاوة على ذلك، يعد هذا المشروع حافزًا للاستثمارات المستقبلية، حيث يعكس بيئة الأردن الجاذبة للاستثمار والتطوير.
وأضاف الصفدي: “نحن ملتزمون تمامًا بتسريع وجلب الاستثمارات في مدينة العقبة من خلال توفير فرص استثمارية واعدة، وتركيزنا ينصب على تبسيط إجراءات الاستثمار وتعزيز البنية التحتية من أجل ترسيخ مكانة العقبة مركزًا رائدًا للأعمال والابتكار.”






