قال تقرير صادر عن الحملة “سلامتك النفسية في إنترنت آمن”، انه مع استمرار تصاعد التهديدات والهجمات الإلكترونية عبر الإنترنت، أصبح من الضروري نشر الوعي في المجتمعات حول خطورة هذه الجرائم وتأثيرها على نفسية الناجيات وضحايا الجرائم الإلكترونية.
وأضاف التقرير، الذي أطلقه برنامج السلامة الرقمية “سلامات”، يمكن أن يعانوا من صدمات نفسية تؤدي إلى الاكتئاب والعزلة، وأحيانا إلى أذية النفس أو الانتحار.
وقالت منسقة البرنامج في الأردن لينا المومني ان الحملة ستتضمن التعريف ببعض الانتهاكات الرقمية مثل التحرش والتنمر الإلكتروني وتأثيرها على الصحة النفسية، مبينة انه سيتم خلال الحملة توضيح خطوات التبليغ عن الانتهاكات بالتفصيل، على وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية الحذر منها.
وأوضحت أن انتشار هذا النوع من الأخبار والمعلومات بشكل كبير، يؤثر سلبيا على الصحة النفسية، ولهذا يجب توعية الناس أن يكونوا أكثر حرصا على اختيار مصادر الأخبار.
ومن ضمن فعاليات الحملة نظم “سلامات”، الخميس الماضي، مؤتمراً إقليمياً إلكترونياً ناقش مختلف أشكال العنف الإلكتروني ضد المرأة خاصة في سياق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتأثير هذا العنف على صحة المرأة وسلامتها النفسية.
الاختصاصية النفسية في معهد تضامن النساء “تضامن” الدكتورة ملك السعودي تحدثت في المؤتمر عن الأعراض المصاحبة لحالات الانتهاكات الرقمية، والجرائم الإلكترونية، وأهمها اضطرابات القلق، التوتر.
وقالت “إن الدراسات الحديثة ربطت الإكتئاب باضطرابات النوم والقلق والأكل، كما لوحظ عند الحالات التي تم استقبالها خبية الأمل، وخاصة من الإناث، التي تكون ضحية شخص قريب وثقت به أو صديقة، فهو ليس من الضروري ان يكون المعتدي من الذكور، وهي مرتبطة بحالات الانتحار للأسف، وترتبط بمرحلة ما بعد المراهقة إلى دخول الجامعة، وهي مرحلة حساسة عند الإناث أو الذكور”.
وأضافت قالت السعودي” أكثر ما كان يلفت نظرنا استغلال الذكور لبعض، وكان من الملفت أن يطلب الذكر المساعدة عندما كان يتم ابتزازه بصور أو فيديوهات. الثقافة المجتمعية تمنعهم من التبليغ ودخول المحاكم للأسف، لهذا نضطر أحيانا للابتعاد عن الجانب القانوني ونعالج الموضوع اجتماعيا ونفسيا”.
اختصاصية علم النفس بـ”سلامات” فرح شاش بينت ان برنامج السلامة الرقمية الإقليمي يتعامل مع تزايد حالات الانتهاك الرقمي برفع مستوى الوعي حول العنف الإلكتروني وتأثيره، وزيادة وعي النساء والفتيات والشباب بالخيارات والطرق المتاحة لهم لضمان سلامتهم وخصوصيتهم عبر الإنترنت بالإضافة إلى تقديم موارد وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي عبر الإنترنت والتوجيه لآليات متخصصة بالمجال.
وأشارت شاش إلى تحديات تواجه الفريق في التعامل مع ضحايا وناجيين من العنف الإلكتروني، منها أن المشاعر لا تتأذى عبر الإنترنت وأنها ليست مشكلة حقيقية، رغم أن عالم الإنترنت حقيقي وحياتنا الواقعية متكاملة ومكملة تماما مع الاتصال الإنترنت.
إلى جانب أن مقدمي الخدمة لا يعتقدون أنها هذه مشكلة خطيرة.