محمود الفطافطة
تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية، وما يقوم به المتطرفون اليهود من اقتحامات متواصلة للمسجد الأقصى المبارك، وما يمارسونه من استفزازات تنتهك حرمته بحماية مكثفة من قوات الاحتلال وعلى وقع جرائم الكيان الصهيوني بحق المدنيين الأبرياء العزل في غزة، وجلهم من الأطفال والنساء يمثل اتجاهًا خطيرًا، ينذر بالمزيد من التصعيد وارتباطه الوثيق وانعكاسه على التصعيد في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك .
الهجمة الشرسة التي يشنها المتطرفون اليهود والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى وبدعم من جهات يمينية متطرفة والتي تقوم بتنديس حرمة الأقصى وأداء الطقوس والصلوات اليهودية فيه، ومنع رفع الاذان ومنع الصلاة فيه يشكل استفزازًا كبيرًا لمشاعر الفلسطينيين وكل المسلمين، ناهيك عن اعتداءات شرطة الاحتلال وبطريقة وحشية على موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية أثناء قيامهم بعملهم ومصادرة مقتنياتهم وإبعادهم عن المسجد، وبالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية، وذلك يتطلب من الأمتين العربية والإسلامية التحرك بشكل فعلي واتخاذ موقف حازم لوقف اعتداءات الاحتلال الوحشية على غزة، وعلى المقدسات في القدس والتي يحاول الكيان المحتل من خلالها إعادة بعضًا من الاعتبار لهيبته وجيشه المحتل الغاشم الذي يتلقى الإهانة والصفعة تلو الأخرى من المقاومة وبسالتها والصمود الأسطوري للغزييين .
موقف الأردن المشرف بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن المقدسات في القدس ودعم القضية الفلسطينية، حيث يدافع جلالته عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية وأمام المنظمات العالمية وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يعبر تعبيرًا صادقًا ودقيقًا عما يجب أن يكون والأسس والمبادئ التي يجب أن تتحقق .
لا شك بأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف تستند في أساسها إلى اتفاقيات ومعاهدات دولية، ولديها شرعية تاريخية اقتربت من المئة عام، بقي خلالها الموقف الهاشمي، ثابتًا منافحًا لأجل حقوق أهالي المدينة وحماية مقدساتها، وتشكل الوصاية الهاشمية خط الدفاع الأول بمواجهة الاحتلال وغطرسته ومخططاته التهويدية، وحالت دون أن ينفذ مخططاته بتغيير الواقع القائم على الأرض، حيث لم يتوان جلالته لحظة عن دعم القدس ومقدساتها، وبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرتها ودعم أهلها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته، ومخططاته التهويدية .
ولا بد من الإشارة كذلك إلى الجهود الدبلوماسية الأردنية وتحركاتها واتصالاتها وعبر جميع المنابر الإقليمية والدولية، تنفيذًا للتوجيهات الملكية بالدفاع عن القدس ومقدساتها وأهلها، والتصدي لجميع الإجراءات الإسرائيلية التي ترمي إلى تغيير طابع المدينة المقدسة وهويتها.
ويبقى القول، بأن الدفاع عن القُدس والمُقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، وحق مُقدس، والأردن سيبقى الداعم لصمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم، حيث حذر جلالة الملك غير مرة من تجاوز ” الخطوط الحمراء” التي تخص الوصاية الهاشمية عليها واستغلالها لأغراض سياسية .