صدى الشعب – مرَّ يوم الشجرة غريبا متسللاً، دون أن يرشح تقرير إخباري عن احتفال يرينا، كالعادة، كيف زرع المسؤول ومرافقوه الشجرة وهم بكامل هندامهم وربطات أعناقهم الهفهافة من غير أن تتحنّى أو تتعطر أياديهم بالتراب. زرعوا أشجاراً ربما ستموت بعد أيام قليلة؛ لأننا سننسى أين زرعناها.
وما يؤلم أكثر، أن مثل هذه الاحتفالات تنتهي عادة لحظة مغادرة هذا المسؤول.
بصراحة مللنا أن نحتفل بيوم الشجرة بهذه الطريقة الاستعراضية غير المجدية، ولو أن تقريراً أعيد علينا من سنوات سابقة لما انتبهنا، فكلها متشابهة. فكم من فسائل أشجار بقيت لتموت في أكياسها السوداء جوار حفرها، دون أن تزرع. فارحمونا من هذا التصنع المكرور الممجوج!.
نحن بدأنا الاحتفال بيوم الشجرة قبل 83 سنة. وبهذه المناسبة سنسأل: أين ما زرعناها طيلة تلك الاحتفالات والسنوات الطويلة؟ نحن كل عام نحتفل دون أن يزداد غطاؤنا الشجري، بل يضمحل بفعل مجازر التقطيع، كي تعمر مواقد الكبار بحطب السنديان والملول والقيقب؟!، فأين الغابات التي من المفترض أنها تألقت منذ ذلك التاريخ وصار لها ظلال وارفة؟!، فقد مضت عقود ونحن نحتفل ولا شيء غير نحتفل.
نريد أن نعيد النظر بسياساتنا التشجيرية، ولهذا قد يكون اقتراح تتشكل هيئة وطنية عليا للشجرة مناسباً، ليكون عملنا للشجرة طول فصل كامل، وليس يوماً بائساً يمر دون أن يشعر به أحد!.
من جهة أخرى سنقول ماذا أعددنا للشجرة ولغطائنا النباتي المتلاشي ليواكب هذا التمدد الأخطبوطي للإسمنت، وغاباته الصماء، فماذا لو فرض، على كل مستثمر أن يغرس شجرة حرجية أو مثمرة في أراضينا الجرداء، عوضاً عن كل متر مربع يغرسه من إسمنت في ترابنا على الأقل.
بدلاً من الزراعة الاحتفالية، أطالب المسؤولين بأخذ جولة خاطفة في غابات عجلون ودبين وزي، كي يروا كيف فعلت المناشير النهمة والشرهة بأشجار عمرها مئات السنين فجزت بلحظات، وتركت مكانها بعضاً من النشارة. احموا ثروتنا الشجرية، قبل أن تمثلوا علينا بغرس فسيلة ستموت من قلة العناية والحماية!.
كتب. رمزي الغزوي