صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
الطغيان مهما طالت قوته له نهاية محتومة فهو كما الأرقام القياسية لا بد أن يأتي يوم وتتحطم ، والمشكلة ان بشار الاسد كان طبيبا للعيون لكنة كان أعمى ومصاب بعمى الالوان لم يرى ولم يسمع بصرخات الشعب قبل 13 عام عندما قالوا له ( ارحل ارحل يا بشار) بل على العكس زاد جبروته وطغيانه وأصبح مثال للدولة البوليسية القمعية جلب لشعبه الدمار والقتل والتشريد والكيماوي بمساعدة روسيا وايران وميليشيات حزب الله .
يقولون أن عمى الألوان العضوي يفقد المصاب إمكانية التمييز بين اللونين الأخضر والأحمر في إشارات المرور الضوئية والخطورة هنا ان المصاب لا يعرض حياته هو فقط للخطر وإنما وهذا هو الأسوأ يعرض حياة الآخرين وهو ما حصل مع طبيب العيون بشار يضاف اليه عمى الألوان السياسي الذي تفشى في سلوك حكمه وأعراض ذلك المرض الخبيث هو فقدان بشار ومن حوله في السلطة القدرة على التمييز بين ألوان طيف الواقع السياسي الذي كان يعيشه لا بل تتساوى عنده درجة الألوان إلى درجة تقترب من توحدها في لون واحد وهو لون القتل والدم .
الحكام الفراعنة الطغاة لا يتعلمون من دروس من سبقوهم وغالبيتهم يعانون من صعوبة فهم وتعلم بطيء والهارب بشار لم يأخذ حالة الشعب المتعطش للكرامة والحرية بل مضى في غيه وطغيانه من خلال زمرة الفاسدين حوله ولم يرى ابعد من قصره في دمشق الذي استباحه بالأمس الثوار وان هذه الجموع الشعبية متعطشة للحرية والكرامة وهي لا تحتاج الى بارجات وصواريخ حديثة ولا تحتاج الى مدرعات ومجنزرات نسي بشار وغيرة من زمرة الطغاة الذين يحكمون بالنار والحديد والفساد ان الشعوب الحرة هي من تكتب التاريخ لا ماكينات مطبخ الاعلام الرسمي المزيفة .
لو أن الطاغية امتلك حلماً وعلماً ما طغى وتجبر وبغى واستكبر لذلك لا يتعلم الطاغية من تاريخ أسلافه ومن نهايات أشباهه وكل طاغية في التاريخ كانت نهايته مؤلمة وقاسية لأن الله أراد أن تكون تلك النهاية عبرة لمن يأتي بعده من الطغاة لكنهم لا يعتبرون، لان الطاغية ضعيف العقل محدود الخيال وقصة بشار مثل قصة النمرود احاط المنافقون واللصوص حوله يزينون له القتل والظلم والإثم والطغيان ووصلت الامر بهم الى الوهية الحاكم من اجل مصالحهم وكان الدواء الوحيد للنمرود هو الضرب بالأحذية على رأسه وتلك هي نهاية كل طاغية من امثال بشار وغيره لأنهم تمادوا في ظلم وقتل وتجويع وتشريد العباد هكذا هي الأنظمة الديكتاتورية تتهاوى وتتساقط أمام إرادة الشعوب فى الحرية سقط بشار الاسد وفر هاربا الى روسيا معقل دعمه الارهابي مع اشتعال ثورة الغضب للشعب السوري مثلما فر من قبله كثيرين من الحكام الطغاة .
أجبر الشعب السوري طبيب العيون بشار على الهروب وغادر البلاد غير مأسوف عليه تطارده اللعنات وأدرك فى النهاية أن سيف الثورة سبق العزل بعد أن حكم البلاد هو ووالدة 60 عاما بالنار والحديد ذاق فيها السوريين مرارة القهر والقمع والكبت، وظلوا طوال تلك الفترة يرددون سراً كلمات الشاعر الكبير أبوالقاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر
ثورة الشعب السوري هى درس بليغ لمن يعى من بقية الحكام الطغاة ، فالشعوب قد تغفل وتنام عن الظلم أحياناً لكنها لا تموت أبداً مهما مرت ألسنون وعندما تثور لا يقف فى طريق ثورتها حشود الاستبداد وتفر من أمامها مثل فئران السفينة .