صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
برزت وزارة الشباب الأردنية في المرحلة الأخيرة كأحد الأذرع الوطنية المؤثرة في التوعية والتثقيف، متجاوزةً الدور التقليدي للوزارات الخدمية، لتتحول إلى منصة استراتيجية تسهم بفاعلية في دعم رؤية التحديث السياسي وترسيخ ثقافة المشاركة والانخراط في الشأن العام.
ما يُحسب للوزارة أنها اختارت الميدان لا المكاتب، فذهبت إلى حيث الشباب في محافظاتهم ومجتمعاتهم، وقدمت برامج مدروسة تتقاطع مع أولويات الدولة في تمكين الشباب وإشراكهم الحقيقي في الحياة السياسية والحزبية. المعسكرات، الورشات، والمبادرات التي أُطلقت، لم تكن مجرد فعاليات شكلية، بل حملت مضامين تثقيفية عميقة تستهدف بناء وعي سياسي راسخ لدى الجيل الجديد.
رؤية التحديث السياسي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، تحتاج إلى أدوات ميدانية قادرة على خلق بيئة حاضنة ومنخرطة. وهنا، نجحت وزارة الشباب في أن تكون إحدى أبرز هذه الأدوات، من خلال خطاب وطني معتدل، وأسلوب عمل يلامس عقول الشباب ويستنهض هممهم وتطلعاتهم.
اللافت في تجربة الوزارة أن التفاعل مع الشباب لم يكن عموديًا مفروضًا من جهة رسمية، بل كان تفاعلاً أفقيًا حقيقيًا، حيث وجد الشباب من يسمعهم ويتفاعل معهم ويأخذ أفكارهم على محمل الجد. هذه العلاقة القائمة على الثقة والحوار والمعرفة، هي ما يحتاجه الأردن في هذه المرحلة المفصلية.
من يتابع هذا الحراك يلمس تحوّل الوزارة من مجرد جهة تنفيذية إلى شريك وطني في بناء وعي جماعي شبابي، يُراهن عليه في تعزيز الاستقرار والمشاركة وصياغة مستقبل الحياة السياسية في المملكة.