صدى الشعب- كتب عبدالرحمن البلاونه
بعد سنوات عجاف عاشتها نقابة الصحفيين الأردنيين، قيض الله لها رجال يثقون بقدرتهم على استعادتها وتنشيطها، وجاء العام الذي طال انتظاره ليُغاث فيه الناس ويَعصِرون، وأشرقت شمس النقابة من جديد، بعد أن أفلت لسنوات طوال، وأظلمت ردهتها وقاعاتها.
وكان الخامس والعشرون من نيسان الماضي يوم تاريخي، تسلم فيه أمانة المسؤولية، مجلس منسجم متزن ومتجانس، جاء ليعمل بروح الفريق الواحد والعمل الجماعي، يحمل في قلبه الحب الكبير للوطن وللمهنة النبيلة وللزملاء، وفي عقله الأفكار النيرة البناءة التي يستطيع من خلالها وضع النقابة في القمة.
ليست مبالغة ولا مداهنة، وما هي إلا جملة من الحقائق المثبتة، يشهد لها “القاصي والداني”، فقرارات المجلس الجديد التي تم اتخاذها قبل مرور أقل شهرين من استلامه مهامه، قرارات جريئة، واضحة وساطعة كسطوع الشمس، ودليل على سعيه للتغيير والتجديد وتقديم الأفضل وإعادتها للمسار الصحيح.
فقد عمل المجلس على إحياء النقابة، وعمل على إعادة تشكيل اللجان الدائمة والمساندة، للنقابة، وشكل لجنة لإدارة فرع النقابة في محافظة الزرقاء، وبحث مجموعة من الملفات المتعلقة بالتأمين الصحي والتدريب والعضوية، والزملاء المؤازرين، وأحال عدداً منها إلى اللجان المختصة لاستكمال الإجراءات اللازمة، واتخذ قرارات كانت مجرد أحلام.
وفي اطار التواصل مع مؤسسات الدولة، قامت النقابة ببناء علاقات إيجابية وبناءة، وتم بحث افاق التعاون بين النقابة وعدد من الجامعات، كما تم بحث التعاون المشترك مع قناة المملكة، واستعرض نقيب الصحفيين ومدير عام المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري، عددًا من الأفكار المطروحة من قبل النقابة في سعيها لتوفير أراضٍ ومساكن لمنتسبيها، وطرح مجلس النَّقابة خلال الاجتماع بوزير تطوير القطاع العام، ووزير الأشغال العامة والإسكان، وأمين عمان، جملة من القضايا الإدارية والوظيفية، التي تتعلَّق بالعاملين في المؤسَّسات الإعلاميَّة، وتحسين واقع بيئة العمل، وخدمة الجسم الصحفي، لتكون المظلة الآمنة التي يستظل بها الصحفيين على امتداد الوطن.
وعملت النقابة على فتح باب الحوار مع المواقع الالكترونية للتشاور والاستماع إلى مطالبها، كما اطلقت هويتها البصرية الجديدة ومنصاتها الرقمية المحدثة، بالتزامن مع احتفالات المملكة بعيد الاستقلال الـ79، في خطوة تحمل أبعادًا ودلالات وطنية عميقة.
وفي إطار سعي المجلس لحماية المهنة وصيانة هيبتها، قرر ملاحقة كل من ينتحل صفة صحفي أو اعلامي، دون سند قانوني من النقابة والجهات ذات العلاقة.
ويتطلع المجلس الحالي إلى بناء مستقبل مشرق، يهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع أعضاء الهيئة العامة والجسم الصحفي والإعلامي، من خلال الانفتاح والشفافية في تعامله معهم، والانفتاح على وسائل الإعلام، وتسهيل انسياب المعلومات، كوسيلة لمحاربة الإشاعات، وتعزيز ثقة الأردنيين بمؤسساتهم ووطنهم، وترسيخ بيئة إعلامية تقوم على الشفافية والمصداقية.
أجمل الأمنيات بالتوفيق والنجاح للمجلس الموقر الذي يسعى لتقديم كل ما فيه خير للوطن وللمهنة وللزملاء، وسدد الله على طريق الخير خطاه.
