خيري : القرارات الدولية لم تشفع للشعب الفلسطيني على حق العودة للاجئين الفلسطينيين
دول العالم انشأت الوطن القومي لليهود في فلسطين على انقاض الشعب الفلسطيني
أسرى محررون يروون قصصاً عن التعذيب في سجون الاحتلال
صدى الشعب – فايز الشاقلدي
على مدار 77 عاماً عاش الشعب الفلسطيني يوم الخامس عشر من مايو/ أيار كل عام ذكرى النكبة الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه إلى الشتات، إلى أن جاءت الحرب الشعواء، التي أنطلقت يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لتعيد إلى الواجهة والأذهان أحداث النكبة الفلسطينية بوجهها الانساني الأليم، اذ باتت تنافس النكبة في بشاعة المشهد نظراً لاختلاف الظروف، ما أدى إلى توثيق الأحداث بشكل لم يكن موجوداً ابان النكبة.
بدوره استذكر السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري، ذكرى النكبة عبر “صدى الشعب”، منوها أنه وفي الرابع عشر من شهر أيار عام 1948 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين، وفي اليوم التالي وتحديدا في الخامس عشر من ذات الشهر، تم الاعلان عن اقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين المحتلة عام 1948.
وقال خيري، إن عصابات الإجرام الصهيونية، مثل الهجاناة والارغون وشتيرن، ارتكبت افظع الجرائم الدموية بحق ابناء الشعب الفلسطيني، وقامت بقتل وتهجير مئات الآلاف من ابناء شعبنا الى خارج حدود فلسطين، وارتكاب عشرات المذابح والمجازر، حيث استقروا في الدول العربية المجاورة لفلسطين، حاملين معهم مفاتيح بيوتهم التي هجروا منها بقوة السلاح الصهيوني، على امل العودة اليها والى ارضهم ووطنهم وممتلكاتهم،وما يزالون ينتظرون تحقيق ذلك الحلم.
وأكد، أن عصابات الإجرام والإرهاب الصهيونية دمرت عام النكبة أكثر من 520 مدينة وقرية فلسطينية، وهجرت اصحابها الشرعيين واستولت عليها لصالح المستوطنين والمستعمرين القادمين من شتى بقاع الارض.
وأوضح، أن النكبة لم تتوقف ولم تنته وما تزال مستمرة حتى الآن، وما جرى في العام 1948 وما تلاه، يتكرر اليوم في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث الابادة الجماعية والتدمير والخراب، وقتل كل اسباب الحياة لاجبار الشعب الفلسطيني على الهجرة والتشريد مرة اخرى .
وأشار خيري غلى أنه لم تنفع القرارات الدولية ولم تشفع للشعب الفلسطيني، خاصة القرار 194، الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم المحتل، لكن بفضل الدعم الاميركي والغربي اللامحدود، ضربت اسرائيل بعرض هذا القرار وجميع القرارات الاخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، حيث صدر عن مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة اكثر من سبعمائة قرار دولي لصالح فلسطين، لم ينفذ منها حرفا واحدا ولا كلمة واحدة.
وقال، إن “إسرائيل” ظلت ومنذ ما يقارب الثمانين عاماً، فوق القانون وخارج اطار المحاسبة والعقاب، بفضل الرعاية والحماية الامريكية والغربية ،وظل شعبنا يواجه الموت والمعاناة والعذاب والتهجير والتشريد وسلب الاراضي وهدم البيوت ،والافتقار الى ادنى متطلبات الحياة والعيش الكريم بسبب الاحتلال الذي تكرر في العام 1967 واستمكل اغتصاب كامل فلسطين، بحسب السفير .
وأكد، أن أسباب النكبة وانهائها مسؤولية دولية ،لان بريطانيا ومعها العديد من دول العالم، انشأت الوطن القومي لليهود في فلسطين على انقاض الشعب الفلسطيني ،وقامت بحماية ورعاية الاحتلال،وشعبنا اليوم احوج ما يكون الى الحماية الدولية والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على التراب الوطني الفلسطيني.
وأشار، إلى أن الشعب الفلسطيني سوف يبقى صامدا وثابتا في وطنه وعلى ارضه، رغم كل الممارسات والاجراءات الارهابية والاجرامية التي يقوم بها الاحتلال في فلسطين المحتلة،وسوف يفشل بصموده وثباته كل مخططات الاحتلال الهادفة الى الاستيلاء على ارضه واقتلاعه منها.
وأكد أن شعبنا يتمسك بالسلام كخيار استراتيجي، لاقامة دولتنا المستقلة واستعادة حقوقنا كاملة ،وفي مقدمتها حق العودة والتعويض ،ورفض كل الممارسات والسياسات الاسرائيلية التي تهدف الى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، والغاء دور الاونروا الشاهد الحي على النكبة وعنوان اللجوء الفلسطيني.
وسوف تبقى فلسطين القضية المركزية والاولى للامتين العربية والاسلامية ،وسينتهي الاحتلال بفضل صمود ونضال شعبنا وتمسكه بحقوقه وثوابته واهدافه الوطنية المشروعة،التي اقرتها الشرعية الدولية والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية المختلفة.
أسرى محررون يحيون ذكرى النكبة: الشعب الفلسطيني أصلب وأكثر تمسكاً بهويته
وأجمع عدد من الأسرى المحررين على أنّه ورغم النكبة المستمرة، إلّا أنّ الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بات أصلب وأكثر تمسكاً بهويته الوطنية وأرضه وحقه بالعودة إليها الذي لا يسقط بالتقادم، معبرين بأن اليوم نشدّ على أيادي المقاومة، ونقف معكم صفاً واحداً في ذكرى النكبة، مطالبين وإياكم بضرورة تمسكنا بخيار الصمود والمقاومة تحت لواء وحدتنا العروبية، ووحدتنا هي سبيلنا الأهم نحو الحرية والاستقلال.

وقال الأسير المحرر أحمد عريقات، أنه وبعد مرور 77 عاماً على النكبة ما زالت إفرازات وتحديات المنظومة الاستعمارية الصهيونية وآلة القمع الفاشية التي تنفذ من خلالها أفظع سياسات القتل والإقصاء الممنهج بحق شعبنا الصامد في كل مكان نشهدها إلى الآن دون حسيب .
وأكد عريقات، أن من تداعيات النكبه الفلسطينية، الأسر في السجون الصهيونية التي يعاني منها آلاف الأسرى من أطفال وشباب وفتيات والشيوخ من شتى أصناف العذاب فقط لأنهم يطالبون بالحرية..والمحتل يتفنن بتعذيب الأسرى وخلق معاناة ليسى فقط للأسير بل وعائلته كاملة في التضييق عليهم بمنعهم من الزيارة.
وأشار عريقات إلى أن النكبة لم تنتهي بمجزرة دير ياسين وعشرات المجازر الأخرى، ولن تتوقف عند العدوان الصهيوني الأخير على أبناء الشعب الفلسطيني الصامد في غزة الأبية، بل إن النكبة مستمرة ومتصاعدة ما دام نظام الفصل العنصري الاستعماري يمارس بصورة يومية تطبيق وتنفيذ سياساته العنصرية بالقتل والإقصاء والملاحقة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا هدف له سوى الحرية والانعتاق من هذا الاحتلال، من تنكيل بالأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم من الحياه، متعمدين الضرب والإهانة ومنع الزيارة وقلة الطعام والماء والدواء .
ووفقا للأسير المحرر الذي رفض ذكر أسمه، فإن كل شرطي إسرائيلي، هو ايتمار بن غفير جديد، في إشارة لوزير الأمن القومي المتطرف؛ لأنهم جميعاً يفعلون ما يريدون وهم يعرفون أنهم لن يحاسبوا، حيث كان خبراء تغذية يقررون ما سيحصل عليه كل أسير من طعام حتى يتراجع وزنه ويموت تدريجياً. .
أمل العودة
يقول الحاج رائد فايز، مستذكراً النكبة أن “آخر شعلة تموت في الإنسان هي الأمل، سيأتي يوم ويعترف الإسرائيلي بالظلم الذي ارتكبه بحق الفلسطينيين، ويؤكد “أنا لن أتنازل عن حلمي في الرجوع إلى أرضي وزرعت هذا الحلم في أولادي، بيتهم وأرضهم في فلسطين غير قابلتين للبيع .

ويضيف الحاج رائد، أن الإسرائيليين حتى اليوم يتاجرون بعظام اليهود في المذابح النازية التي دامت خمسة أعوام “فما بالك نحن الفلسطينيين الذي عانينا أكثر من سبعة وسبعون عاماً وهم مسؤولون مباشرة عن عذابنا”.
جذور النكبة.. من ولادة المشروع الصهيوني إلى الثورة
ظهرت الحركة الصهيونية أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا، مستندة إلى أفكار مؤسسها ثيودور هرتزل، الذي رأى في إقامة وطن قومي لليهود حلاً لما وصفه بمعاداة السامية والاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا.
وفي عام 1917، منحت بريطانيا- التي كانت تسيطر لاحقاً على فلسطين بعد انهيار الدولة العثمانية- الحركة الصهيونية دعماً سياسياً عبر “وعد بلفور”، الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما فتح الباب أمام موجات هجرة واسعة لليهود إلى الأراضي الفلسطينية.
ومع تصاعد الهجرة والاستيطان، شهدت فلسطين توترات دموية ومواجهات عنيفة بين الفلسطينيين واليهود خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، تزامناً مع سياسات بريطانية شجعت على التمكين اليهودي، وأدت في عام 1936 إلى اندلاع الثورة العربية الكبرى، وهي انتفاضة واسعة النطاق ضد الاحتلال البريطاني والهجرة اليهودية.
وقد خلفت هذه الانتفاضة آلاف القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين، وانتهت عام 1939 بقمع عنيف ووعود بريطانية لم تتحقق.
التقسيم وبداية الكارثة
أعلنت بريطانيا في عام 1947، نيتها إنهاء انتدابها على فلسطين، وطرحت الأمم المتحدة خطة لتقسيم البلاد إلى دولتين: يهودية وعربية، مع وضع القدس تحت إشراف دولي حيث منح القرار (181) نحو 55% من الأراضي لليهود، رغم أن نسبتهم السكانية كانت.

مع تصاعد العنف بعد صدور قرار التقسيم، بدأت الميليشيات الصهيونية بشن هجمات منظمة على القرى الفلسطينية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
في المقابل، حاولت جماعات فلسطينية وعربية الدفاع عن المناطق المستهدفة، لكن الدعم العسكري والتمويل كان محدوداً مقارنة بالإمكانات التي امتلكتها القوات الصهيونية..
في 14 أيار 1948، ومع انتهاء الانتداب البريطاني، أعلن قادة الحركة الصهيونية قيام دولة (إسرائيل)، وفي اليوم التالي اندلعت حرب واسعة بين الجيوش العربية، من مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان والسعودية، والقوات الإسرائيلية، لكنها انتهت بهزيمة الجيوش العربية وتوسع “إسرائيل” إلى ما هو أبعد من حدود قرار التقسيم.
بعد النكبة.. الشتات وتكريس الاحتلال
انتهت الحرب في يناير 1949 بتوقيع اتفاقيات هدنة بين “إسرائيل” وكل من مصر ولبنان والأردن وسوريان وبموجب هذه الاتفاقات، سيطرت “إسرائيل” على معظم الأراضي الفلسطينية، بينما بقيت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني وقطاع غزة تحت الإدارة المصرية.
وقُسمت القدس، بين الجانبين الأردني والإسرائيلي، رغم وقف القتال، لم يُوقّع أي اتفاق “سلام دائم”، وظلت التوترات قائمة، ما قاد إلى مزيد من الحروب والصراعات في العقود التالية، وفي ديسمبر 1948، أصدرت الأمم المتحدة القرار 194، الذي نصّ على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم أو الحصول على تعويض، وهو قرار لا تزال سلطات الاحتلال ترفض تطبيقه، معتبرة أن عودة اللاجئين تهدد تركيبتها الديمغرافية.
5 مليون لاجئ
يعيش اليوم، نحو خمسة ملايين فلسطيني كلاجئين مسجلين لدى وكالة الأونروا، منهم أكثر من 1.5 مليون في مخيمات ببلدان الجوار كالأردن ولبنان وسوريا، إلى جانب غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تعتبرها الأمم المتحدة أرضاً محتلة.

تُعدّ النكبة الفلسطينية، إحدى أكثر المآسي الإنسانية والسياسية تعقيداً في التاريخ الحديث، إذ لم تقتصر آثارها على تهجير شعب من أرضه، بل أنتجت واقعاً سياسياً قائماً على الاحتلال واللجوء والانقسام، ولا يزال يطبع حياة الفلسطينيين جيلاً بعد جيل.
غياب الإسناد العربي
حرص الاحتلال “الإسرائيلي” على التشبّث برواية، أنه ليس مسؤولاً عن وقوع النكبة عام 1948، سواءً من ناحية إنكار ارتكاب مجازر ومذابح بحق الشعب الفلسطيني على امتداد خارطة فلسطين، أو من ناحية تحمُّل مسؤولية تهجير الشعب الفلسطيني من مدنه وقراه وبلداته.
ويعيد سبب تهجيره بعيداً عنه إلى عوامل ذاتية وعربية، واستفاد الاحتلال على مدى عقود قليلة، أعقبت نكبة 48، من غياب التوثيق وغياب إعلام جدي وموضوعي في تلك الفترة، وكذلك من تبعثُر الشعب الفلسطيني على الطرف المضاد وضعفه وعدم تماسكه، وغياب الإسناد العربي الذي يُفترض أن يكون داعماً له في دحض ادعاءات الطرف المعتدي..
نفوذ الاحتلال حول العالم والدعم شبه المطلق من الدول الغربية على جانبي المحيط الأطلسي، وتبني هذا المعسكر رواية الاحتلال والعمل على تموضُعها في العقل والضمير الجمعي الشعبي الغربي، مكّن ذلك أكاذيب هذه الرواية من أن تسود وتعشعش بشكل مطلق لفترة ممتدة طوال خمسينيّات القرن الماضي وستينيّاته، حتى إن صورة الاحتلال في المخيال الغربي كانت أنه هو الضحية أمام طوفان عداء عربي وإرهاب فلسطيني مستحكم.
وقد تجد في بعض الكتب الأكاديمية الجامعية في الدول الغربية، أن اللاجئين والمهجّرين هم الإسرائيليون، وأن دولة إسرائيل هي تحت الاحتلال، وحرص الغرب الداعم لدولة الاحتلال على الحيلولة دون حضور الرواية الفلسطينية أو إعطائِها الفرصة لتجابه الطرف الآخر.
الحضور المُعتبر للسردية الفلسطينية في نهاية عقود القرن الماضي وبداية القرن الحالي، بدأ لعوامل عديدة ذاتية وإقليمية ودولية، وكذلك لاستمرار السلوك الإجرامي لدولة الاحتلال الذي واكبه تطور وانفتاح الإعلام، وبالرغم من ذلك، ظلَّ الغالب الأوروبي والرأي العام العالمي بقدرٍ واضحٍ غائبين عن الحقائق المُثبتة وعن تفاصيل النكبة وممارسات الاحتلال فيما بعدها.
ومن أهم أسباب ذلك، تماسُك القوى الغربية في دوام دعم دولة الاحتلال وتفوُّقها، والعمل على توظيف الأدوات النافذة لدى الغرب الأوروبي والولايات المتحدة ومن يدور في فلكهما؛ كي تسود رواية دولة الاحتلال أمام العالم.
لكنّ إصرار الشعب الفلسطيني، طوال العقود الماضية، على أن تبقى قضيته حية وبأحرفها الأولى وعدم طمسها وتغييبها وإنهائها، تحقّقَ رغم شراسة الاحتلال وعظم المؤامرة الدولية والتحديات الجسيمة والتضحيات، وساهمت ديمومة القضية والحضور القوي للمطالبة بالحقوق في تحقيق اختراقات بالتدريج في حضور الرواية الفلسطينية في الضمير العالمي..
الإعلام المفتوح وسياسة تعاظم الفعل
حالة الوعي عند الشعب الفلسطيني بحقيقة المؤامرة ومخطط التهجير، ومعه يأتي التمسّك بالحقوق والعمل على استرجاعها بكل الوسائل التي شرعتها القوانين الدولية، وتماسكه شعبياً حول خيار مقاومة المحتل، وهذا الحد الأدنى مما كفلته له القوانين كافة، ومعه يأتي وعي الدول العربية بمسلسل التهجير ورفضه، كل ذلك قد أسقط خيار التهجير والترحيل القسري وصعّب مهمته، ولم يعد مشهد الـ 48 سهل المنال.
في الجانب الوطني الفلسطيني أيضاً، تعاظم الفعل الفلسطيني في شتى المجالات، ومع تطوُّر حضور الفلسطينيين حيت كانوا في العالم، كان لذلك الأثر في تصعيب مهمة تحرُّك دولة الاحتلال في إنفاذ مخططاتها.
ولا نغفل ما يمكن اعتباره ضعفاً في المواقف العربية بشكل جمعي وقُطري إلى حدٍّ ما، مع وجود آلة تطبيع مع دولة الاحتلال ما زالت صامدة، وعدم تحرك المجهود الشعبي بما يكافئ حجم التضحيات والكوارث في غزة، إلا أن عوامل عديدة موازية واكبت الصمود الفلسطيني حيدت هذا الأداء على الصعيد العربي وبرزت كعناصر تفوق أمام آلة الحرب الإسرائيلية التي تمعن قتلًا في الشعب الفلسطيني.
ومع الإعلام المفتوح وتكنولوجيا المعلومات وتحوُّل العالم كما يقال (لقرية صغيرة) ومجتمع واحد، انفتح على نفسه، لم تعد أدوات التأثير والتحكم حكراً على الدول والجهات الرسمية، أو أن يستطيع طرفٌ أن يتحكمَ في تفاصيلِ المشهد العالمي بشكل شاملٍ.
ومع تكشُّف الحقائق وتطوُّر الوعي العالمي، تحول هذا إلى فعل مضاد للمخطط التآمري على الشعب الفلسطيني، وتمظهر ذلك بأشكال تضامنية متماسكة وقوية التأثير وضاغطة، كان آخرها احتجاجات الجامعات في أميركا وأوروبا التي لحقت عشرات آلاف المظاهرات التي عمَّت شوارع عواصم ومدن العالم طوال الأشهر الماضية ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهنا تأتي مصداقية مقولة يرددها الباحثون والسياسيون منذ زمن: (لو كان الإعلام المفتوح موجودًا إبان نكبة 48 لكان يمكن ألا تقع).







