صدى الشعب – خاص
صدر حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع / عمان – الأردن ، كتاب جيوستراتيجية الأزمة السورية (الفرص والتحديات للفواعل الدولية) من تأليف سعادة الدكتور حميد نعيم الغزي أمين عام رئاسة الوزراء العراقية؛ حيث تناول الباحث في هذا الكتاب عن جذور الأزمة السورية.
فكتب من خلال مقدمة الكتاب “تُعد الأزمة السورية تطورا مفصليا مهما يتوقف عليه مستقبل توازنات القوى الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط، كشفت عن تغيرات عميقة في بنية النظام الدولي، فلم تعد الولايات المتحدة قادرة على الانفراد في إدارة شؤون المنطقة والتحكم في ترتيباتها بعد تطور الدور الروسي وتدخله المباشر في الأزمة السورية مدفوعا بالتوجهات السياسية الجديدة للرئيس (بوتن) لإعادة وجودها في المناطق التي شكلت لها مناطق نفوذ خلال مرحلة الحرب الباردة.
ومن جهة أخرى دخلت منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية بشكل خاص مع إحتلال العراق عام 2003 من قبل الولايات المتحدة حالة من عدم التوازن الاستراتيجي الذي خلفه سقوط النظام في بغداد وتواجد القوات الأمريكية بشكل كبير وهو ما جعل الدول الإقليمية على إختلاف عوامل قوتها تتحرك وفقا لمشاريع متعددة غير متطابقة غالبا، وهو ما خلق حالة من الصراع انعكست على مجمل أوضاع المنطقة.
ومع تصاعد أحداث الربيع العربي وجدت القوى الدولية والإقليمية إن الثورات العربية ستنتج تغييرات جيوستراتيجية قد تعيد ترتيبات أوضاع المنطقة، فاندفعت بسياسات تهدف لحماية مصالحها ونفوذها في المنطقة.
وبذلك تحولت الثورة في سوريا إلى صراع جيوستراتيجي وكشفت عن عودة ملامح طابع الصراع الجيوستراتيجي للعلاقات الدولية، بعد اختفائها بعد انتهاء الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفياتي وانفراط عقد الكتلة الشرقية، وأظهرت إن قوى إقليمية ودولية، وفي مقدمتها إيران وروسيا والصين، ما زالت تعمد في سياساتها الخارجية وستراتيجياتها القومية إلى استخدام هذا النمط الصراعي لاستكمال مجالات القوة والنفوذ لديها، أو على الأقل تغيير معادلة القوى الراهنة وتثبيت نفسها قوة امر واقع في النظام الدولي وتوازاناته.