صدى الشعب – كتب: د. عايش النوايسة/ خبير ومستشار تربوي
تُعدُّ الشراكة المجتمعية ركيزةً أساسيةً لتحقيق تعلم فعّال لدى الطلبة كما أنها ركيزة أساسية في تطوير العملية التعليمية وتحسين مخرجاتها، لما تقوم به من دور فاعل في تعزيز الشراكة بين المدارس والمجتمع المحلي. وتسهم هذه المجالس من خلال اجتماعاتها الدورية في تشخيص التحديات التربوية، ووضع الخطط لمعالجتها، ومتابعة تنفيذ البرامج والمبادرات الداعمة للانضباط المدرسي والانتماء التعليمي. كما تعزّز المجالس التربوية التواصل مع أولياء الأمور، وترسّخ مفهوم المسؤولية المشتركة في دعم الطلبة وتحسين البيئة المدرسية، بما ينعكس إيجابًا على جودة التعليم واستدامة تطويره، ويؤكد تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية والمجتمع لتحقيق مستقبل تعليمي أفضل.
إنّ نهج التقدير والتكريم الذي تتبعه وزارة التربية والتعليم منذ إنشاء المجالس التربوية، من خلال إطلاق مسابقة سنوية على مستوى الأقاليم الثلاثة (الوسط، الشمال، الجنوب)، يُعدّ خطوة نوعية تعزز ميدان الشراكة المجتمعية بين المدارس والمجتمع المحلي، ضمن إطار تنظيمي واضح تمثله المجالس التربوية التي تشرف عليها الوزارة عبر أقسام تطوير المدرسة في مديريات الإشراف والتدريب.
ولا شكّ أن هذا التوجه ترك انعكاسات إيجابية ملموسة على مستوى التنافس البنّاء بين المديريات، وصولًا إلى تقديم خدمات نوعية شملت الجوانب التربوية والتطويرية، إضافة إلى تنظيم ودعم التبرعات المدرسية، بما يسهم في تحسين البيئة التعليمية ضمن إطار تنافسي منظم وهادف.
كما أن هذا الإطار المؤسسي المنظم أسهم في تعزيز طبيعة العلاقة والشراكة بين وزارة التربية والتعليم والمجتمع المحلي، ورسّخ مفهوم المجالس التربوية بوصفها نموذجًا فاعلًا للتكامل والتعاون، وهو ما ينعكس إيجابًا على بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والثقة بين المؤسسات التربوية، وعلى رأسها المدرسة، وبين المجتمع المحلي.
ويُسهم هذا النهج في تعزيز أشكال الدعم المختلفة، سواء التربوي أو المادي، لإيجاد حلول عملية للتحديات المدرسية، بما يقود في المحصلة إلى ترسيخ المسؤولية المجتمعية تجاه التعليم، خاصة وأن المجتمع هو الحاضنة الأساسية لعمليات التعلم، وهو من أنشأ المدرسة وفوّضها بمهمة تعليم الطلبة وتنمية قدراتهم.
وعليه، فإن هذا النمط من العمل التشاركي والتنافسي يعزز العلاقة الإيجابية المستدامة بين المدرسة والمجتمع، ويستحق الإشادة، إذ تُشكر وزارة التربية والتعليم، ممثلة بوزيرها وإداراتها المختلفة، على تبنّي هذا النهج القائم على التعاون والتنافس البنّاء بين المجالس التربوية على مستوى الأقاليم الثلاثة في الأردن، بما يسهم في تحقيق تعلم نوعي للطلبة وينعكس مباشرة على جودة عمليتي التعليم والتعلّم.




