صدى الشعب – كتبت رانيا ابو عليان
أيا كانون أخبرني متى سيعود لي الأحباب…يا كانوننا البارد طال الشوقُ للغُيَّاب….يا كانون لقد مللنا الانتظار فلا طارق يطرق الباب.
كانون…والبرد القارص…رحيل قصص الصيف الدافئة…والوحدة يرافقها البرد…والليل الطويل وذكرياتٌ تسردها ذاكرتنا أمام المدفأة…في ليلٍ طويل…شديد الطول…تحترق به قلوبنا مع نار المدافئ على ما فقدنا وضيَّعنا…
هناك في كانون لا خروج إلاَّ للضرورة ولا عَمَل إلاَّ للمضطر،..ولا سفر إلاَّ حينَ يجب.
..في كانون لا يبقى لنا سوى حفنة ذكريات ..وأكوامٌ من خيبات…وآلام رحيلِ مَن رحلوا …تلك الآلام التي لا ترحل عنا أبدا..
..في كانون يعم الثلج والبرد كل ما في الكون…وتكتسي الارض بهضابها وجبالها بالصقيع والبرد القارص…فكل شئ بارد إلاَّ القلوب يا كانون..في كانون تزداد نيرانها اشتعالا وألماَ..فَرُحماك هلاَّ برَدتَها كما كل شئ حولنا؟
…في كانون أنا هنا يتجمد حولي كل شئ يا كانون..وأنا أحترق…أحترق يا كانون بكلّ ما فيَّ…أحترق فلا ثلج ولا مطر ولا بَرَد يبرد ما بي من نار…فبَرِد قلبي يا كانون…برِده يا كانون الشتاء والبَرد والمطر…وأمطر قلبي بالراحة والسلام لعلي أستطيع إكمال المسير..