نتيجة الإهتمام الملكي الشديد أصبح الجميع يتوجه نحو التعليم التقني
نسبة التشغيل لخريجي التعليم التقني تصل إلى 95%
صدى الشعب – راكان الخريشا
الدكتورة غيداء أبو رمان هي إحدى الشخصيات الأردنية البارزة التي تميزت بعطائها الكبير في مجالات متعددة، خاصة في القطاعين الأكاديمي والاجتماعي، حصلت على العديد من الجوائز وتم تكريمها من جهات متعددة تقديراً لإسهاماتها في خدمة المجتمع وتعزيز مكانة المرأة في مختلف الميادين.
وقبل ايام كانت الدكتورة ابو رمان في محافظة البلقاء مع موعد تكريم ملكي من قبل سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ومنحها وسام اليوبيل الفضي، ويُعتبر هذا التكريم شهادة على الجهود الكبيرة التي بذلتها في خدمة وطنها، سواء من خلال عملها الأكاديمي أو مساهماتها في تطوير السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تخدم قضايا المواطن الأردني بشكل عام، هذا الوسام يعكس مكانتها الرفيعة وإصرارها على تقديم الأفضل، ويُعد تكريماً مستحقاً لمسيرتها الحافلة بالعطاء والإبداع.
إنجاز عظيم في حياتي
وقالت الأستاذة الدكتورة غيداء أبو رمان، عميد كلية الزرقاء التقنية المتوسطة لـ(صدى الشعب) إن هذا التكريم يُعتبر إنجازاً عظيماً في حياتي ومسيرتي المهنية والأكاديمية وخدمة المجتمع المحلي، خاصةً أن التكريم جاء نتيجة نشاطات قمت بها خلال مسيرة امتدت لعشرين عاماً في خدمة المجتمع المحلي، والمرأة، والشباب، والتعليم، بالإضافة إلى مجموعة من النشاطات والمشاريع الدولية التي تم استقطابها لتفعيل الاستثمار في الأردن وتعزيز التعليم بمختلف المجالات.
حافزاً لي
وأضافت ابو رمان إن هذا التكريم من لدن سيد البلاد حافزا لي لبذل المزيد من العطاء، فيجب أن أعمل وأجتهد أكثر حتى أكون دائماً أهلاً لهذه الثقة التي منحني إياها جلالة سيدنا بتكريمي على الصعيدين الشخصي والعملي، كما منحني حافزاً جديداً وكبيراً للإنجاز والتطوير والتحديث، والعمل بكل ما أملك من طاقة وقدرة لتحقيق المخرجات التي دائماً نسمعها من جلالته في كلماته وإيعازاته وتوجيهاته، مثل دعم الشباب، وإيجاد فرص عمل لهم في سوق العمل، وتفعيل الكثير من الأمور المهمة لمجتمعنا، وتقليل المشكلات الموجودة فيه، وتحفيز الابتكار والريادة والإبداع التي يتحدث عنها سمو ولي العهد باستمرار.
تطور التعليم التقني
وأشارت أبو رمان إلى أن التعليم التقني شهد تزايداً وتطوراً واهتماماً من مختلف أطياف المجتمع بعد رؤية الاهتمام الملكي بهذا القطاع، خاصة بعد حديث سيدنا عن انطلاق الخطة الاستراتيجية للدولة الأردنية والتأكيد على أهمية تفعيل التعليم التقني.
وأضافت أبو رمان إن التعليم التقني يعد من الطرق الهامة لدعم اقتصاد المجتمع الأردني وحل مشكلات البطالة في صفوف الشباب وانخراطهم في سوق العمل الذي يطلب ويركز على المهن، حيث أصبحنا بحاجة ماسة إلى التعليم التقني والمهن الشابة القادرة على العمل في أرض الواقع في مجالات متعددة.
وأوضحت أبو رمان إن التعليم الجامعي التقليدي، مثل درجة البكالوريوس والماجستير، يركز غالباً على التطبيق النظري، بينما يركز التعليم التقني على التطبيق العملي وإيجاد فرص ومهن جديدة، خاصة في ظل التطور التكنولوجي والعلوم، ومع مرور السنوات، ستختفي العديد من المهن التقليدية، لذا أصبح من الضروري الاتجاه نحو التعليم التقني لخلق فرص عمل جديدة تسهم في انخراطهم في اسواق العمل وايجاد ايدي عامله تجيد ما تطلبه الشركات الوطنية والاسواق الخارجية.
ولي العهد
وأكدت أبو رمان إن إهتمام سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله في مجال التعليم التقني، والدعم الكامل لاستقطاب الخبراء والمتخصصين في التعليم المهني والنظرة المستقبلية للمجتمع الأردني، في ظل هذا التعليم أصبحت تثير التنافس بين الشباب للالتحاق به، مع الفرصة المتاحة لهم للعمل المباشر وتأسيس مشاريعهم الخاصة، بالإضافة إلى إمكانية استكمال دراساتهم الجامعية في نفس المجال.
وشددت أبو رمان على أن نتيجة الاهتمام الملكي الشديد، تغيرت النظرة المجتمعية، وأصبح الجميع يتوجه نحو التعليم التقني، لأن الطالب في هذا المجال لديه فرصة للعمل المباشر ويمكنه تأسيس نفسه باكراً، كما أن الفرص متاحة له لإكمال دراسة البكالوريوس في نفس المجال.
وبينت أبو رمان أن الرؤية التي تتبناها الدول المتطورة في مجال التعليم التقني يمكن إسقاطها على الأردن، في الأكاديميات ومؤسسات التعليم التي تطبق هذا التعليم داخل برامجها، مما يعزز الاعتمادات الدولية لعدة كليات تقنية ويطور التعليم التقني ليواكب التوجهات العالمية.
تشغيل الخريجين
ونوهت أبو رمان إلى أن نسبة التشغيل لخريجي التعليم التقني تصل إلى 95% لمن يكمل سنتين من التعليم التطبيقي العملي، ويجد فرصة في سوق العمل مباشرة، وأضافت أن هناك سياسات مستقبلية لرفع الرواتب والحوافز للمشتغلين في هذا المجال، مما يشجع الشباب على الاتجاه نحو التعليم التقني، كما أن بعض برامج البكالوريوس قامت بتحديث خططها الدراسية لتتناسب مع متطلبات التطور في الحياة والعالم.
وأشارت أبو رمان إلى أن إدخال التعليم التقني في كافة برامج التحديث والتطوير أمر واجب وملزم، مع التركيز على الكفاءات والمهارات المطلوبة في سوق العمل المحلي والدولي، وأكدت أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا بتطبيق التعليم المهني والتقني ودعمه ببرامج تدريبية ودورات تأهيلية للطلبة لتزويدهم بالكفاءات العالمية.
وهذا في النهاية يعكس حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على دعم الشخصيات المؤثرة والتي تسهم في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مختلف مناطق المملكة.