صدى الشعب – بحضور سمو الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، راعي المؤتمر متعدد الأقاليم التحضيري للقمة العالمية للإعاقة 2025.، اختمتت أعمال المؤتمر اليوم الخميس.
وأشار امين عام المجلس الاعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور مهند العزة، خلال كلمته في الجلسة الاختتامية لأعمال المؤتمر، أن المؤتمر يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في سبيل دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحقيق تغييرات إيجابية ملموسة في حياتهم، وساهم في تبادل الخبرات التي تسهم في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم الكامل في المجتمع.
بدورها ذكرت الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية الدكتورة هيفاء أبو غزالة، إن المجموعة العربية عقدت اجتماعها صباح اليوم، وبعد مشاورات هامة مع الجهات المنظمة للقمة، طرحت الدول العربية عدد من الإلتزامات الهامة، لمواصلة جهودها لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، موضحة ضرورة التأكيد على تنحية الصراعات والسياسات عن وصول الدعم الإنساني والاجتماعي لجميع الاشخاص وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تزداد اعدادهم على مدار الساعة خلال فترة النزاعات.
وقالت ابو غزالة، إن جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء أكدوا على مواصلة تنفيذ مبادرة العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل دوري، والتطلع إلى عقدها في إطار من التعاون العربي الدولي، وبما يعزز الاستفادة منها دولياً، وأن جامعة الدول العربية ستعرض الإلتزامات العربية اللازمة خلال أعمال القمة للتشاور حول إمكانية تنفيذ هذا المقترح.
وأشارت إلى ضرورة مواصلة الجهود لتنفيذ التصنيف العربي للأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى الوطني وبوصفه أول تصنيف يأخذ في الاعتبار اعتماداً على التصنيف الطبي، الأبعاد الاجتماعية والمجتمعية والبيئية المحيطة بالشخص ذو الإعاقة، ووصولاً إلى قواعد بيانات مدققة تمكن من رسم السياسات الناجحة التي تحقق المصلحة الفضلي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأوضحت أبو غزالة انهم خلال الاجتماع قدموا العديد من الإلتزامات، تتعلق بالتعليم والحماية الاجتماعية المتكاملة والصحة، وعددا من الأمور التي تمس حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ،مشيرة أن الدول الأعضاء وجامعة الدول العربية والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل لدول مجلس التعاون بدول الخليج العربية، ستضع إلتزاماتها تفصيلياً أمام القمة.
من جهتها قالت رئيس المديرين الخاص بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة والتكافل الاجتماعي – الوزارة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية الألمانية دكتورة آنيت تبارة، إن أهم نتائج المؤتمر هي أنه لم يتناول فقط المشاكل والتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة ، بل اتخذ خطوة حاسمة إلى الأمام وتطوير حلول وأهداف ملموسة تشير إلى الطريق نحو مستقبل شامل.
وأشارت أن إدماج الاشخاص ذوي الاعاقه هو أكثر من مجرد التزام سياسي، وانه حق من حقوق الإنسان، و يجب ان تتاح لهم الفرصة للتطور وفقًا لقدراتهم واهتماماتهم، وأن ينظر لهم باعتبارهم جزءًا من مجتمع يزدهر بالتنوع والدعم المتبادل.
وأكدت تبارة، أنه يتعين على الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية أن تعمل معاً لتحقيق مجتمع شامل،يشرك الأشخاص ذوي الإعاقة في عمليات صنع القرار، وذلك بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
من جانبه قال المدير التنفيذي بالوكالة للتحالف الدولي للإعاقة خوسيه فيرا، إننا في التحالف نسعى أن يصبح عالمنا شاملاً للجميع، وان يحصل الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم كاملة، موضحا أن الاسباب كثيرة للعمل على تغيير حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتناول المؤتمر على مدار يومين متتالين، خلال جلسات حوارية شارك فيها أكثر من ٣٠٠ ممثل وممثلة عن منظمات دولية وجهاتٍ حكومية عربية وإقليمية ودولية، ومؤسسات مجتمع مدني وأكاديميين وخبراء ونشطاء في قضايا حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، سبل تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصاديًا، ودور الحكومات والمجتمعات المحلية في توفير فرص العمل والخدمات اللازمة، و بحث موضوع الحماية الاجتماعية والتأكيد على أهميتها وتقديم التزامات لتعزيزها .
وفي موضع التعليم الدامج والعيش المستقل، ناقش المشاركون سبل تحسين جودة التعليم الدامج وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلبة، والتركيز على حق الأشخاص ذوي الإعاقة في العيش المستقل، وتوفير الخدمات اللازمة لتحقيق ذلك.
و تباحث المشاركون حول موضوع المرأة ذات الإعاقة، والتحديات التي تواجهها، وأهمية تعزيز حقوقها، وسبل حماية الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الكوارث الطبيعية والأزمات.
وعُقدت على هامش المؤتمر جلسات جانبية ناقشت دور القطاع الخاص في تقديم التزامات للقمة العالمية وضمان الحقوق في السياحة الدامجة، وموضوع التمييز المبني على النوع الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة ، والصحة الجنسية والإنجابية، وحق تكوين أسرة، والمشاركة في الحياة العامة وعمليات صنع القرار، وكيف يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة التأثير على المشهد السياسي وصنع القرار بالكامل، وكيفية إشراك الشباب ذوي الإعاقة بشكل فعّال في عملية التشاور وتقديم الالتزامات للقمة المقبلة، وكيف يمكن لمنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في الدول العربية تعزيز الالتزام من خلال آليات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وعرض المشاركون في ختام المؤتمر، أبرز التوافقات على الالتزامات التي يمكن تقديمها في القمة العالمية للإعاقة 2025، بهدف تعزيز مكانة الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين حياتهم.