من غير المعقول ولا المقبول اطلاقا، ان ينسلخ من يجري أي دراسات او أبحاث عن الواقع، الذي يعيشه الملايين من المواطنين، والذين بالكاد يستطيعون تأمين قوت يومهم واحتياجات ابنهائهم، ليطل علينا اليوم صندوق المعونة الوطنية بالتشارك مع البنك الدولي بدراسة لاتحتاج الى الكثير من البحث او التدقيق لكشف بعدها عن الواقع تماما، حيث أظهرت دراستهم ان 68 دينارا شهريا هو خط الفقر للفرد في الأردن.
“خط الفقر والذي هو الحد الفاصل بين دخل أو استهلاك الفقراء عن غير الفقراء. ويعتبر الفرد فقيراً إذا كان استهلاكه يقل عن مستوى الحد الأدنى لقيمة الحاجات الأساسية اللازمة للفرد، ويعرف الحد الأدنى لقيمة حاجات الفرد الأساسية على أنه خط الفقر
ويعرّف خط “الفقر المدقع” بأنه ذلك الخط التقديري الرقمي الذي يقاس بالحد الأدنى من الإنفاق اللازم لتغطية حاجات الفرد في الأسرة من السعرات الحرارية التي يحصل عليها من المواد الغذائية الأساسية وفق النمط الغذائي للمجتمع.
لا اعلم واكاد اجزم ان الكثير مثلي لايعلمون كيف تم احتساب هذه الدراسة، ولنأتي بحسبة بسيطة يعرفها جميع الأردنيين من الطرة الى الدرة ونقول مثالا اسرة مكونة من ثلاثة افرد ولنأخذ حساباتها بالحد الأدنى والذي يعرفه الجميع ولنستخدم هرم ماسلو للاحتياجات الفسيولوجية مثالا ،والذي قسم الحاجات الى التنفس، والطعام، والماء، والجنس، والإخراج، والنوم، والفرد.
وفي حسبة بسيطة ولكن يبدو ان من عمل هذه الدراسة لا ينظر اليها، نأخذ ادنى اجرة للمنزل وهي الحاجة للمأوى والذي لايقل عن 120 دينارا في اقصى البوادي والارياف وليس المدن وتلك تبين انه بحسب دراستهم ان اكثر من نصف دخل ثلاثة فقراء لايدفع ايجار منزل تكاد الرطوبة تأكل جانبيه.
ونأتي لحساب اخر وهو الطعام والذي لايستطيع احد الحصول عليه بأقل من دينارا يوميا وبحسبة بسيطة دينارا لثلاثة افراد بعدد أيام الشهر تصبح الحسبة 90 دينارا وبالتالي بحسب الدراسة انتهى خط الفقر في ايجار منزل ادنى من المتواضع وطعام هو كذلك.
اذا لنسأل اين الحاجة الى التدفئة والتعليم والمياه والكهرباء والتنقل والعلاج واحتياجات التعلم عن بعد وغيره الكثير الكثير الذي تتغاضى عنه هذه الدراسات والتي لا اعرف لمن مقدمة والهدف منها الا انني اجزم انه منفصلة عن الواقع تماما.
على من يريد اجراء أي دراسات ان يتحلى بالدقة فقط، وان يستخدم وحدات منطقية للقياس.