هلالات لـ(صدى الشعب): نحتاج إلى عام على الأقل لتعافي قطاع السياحة بشكل كامل

القطاع السياحي الأردني بين التعافي والتحديات بعد وقف إطلاق النار على غزة

خبير سياحي لـ(صدى الشعب ):عودة الطيران منخفض التكاليف تساهم في تحريك السوق السياحي الأردني

صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة

يقول الخبير السياحي أحمد الصمادي أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن ينعكس إيجابًا على أداء القطاع السياحي في الأردن، متوقعًا تحسنًا ملحوظًا في الأشهر المقبلة.
وقال الصماديسنلاحظ قدوم أفواج سياحية من مختلف بلدان العالم، ونتوقع أيضًا دخول أسواق جديدة مثل روسيا”، مضيفًا أن فترة الحرب شهدت انخفاضًا حادًا في أعداد السياح، لكن مع إعلان اتفاقية السلام بدأت الحركة السياحية بالنمو مجددًا.

السياحة المحلية بين ارتفاع الكلف وتأثر المشاعر

وأشار الصمادي إلى أن الطلب المحلي على السياحة تأثر بعدة عوامل، أبرزها ارتفاع الكلف مقارنة بالمحيط العربي، إضافة إلى تأثر مشاعر المواطن الأردني بالأوضاع في غزة.
ورغم ذلك، نوه إلى أن برنامج “أردننا جنة” الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار أسهم في تنشيط السياحة الداخلية، ومكّن أصحاب الدخل المحدود من زيارة العديد من المواقع داخل المملكة، مثل أم قيس، عجلون، قلعة الكرك، الشوبك، البترا، وادي رم، والعقبة.

عودة الطيران منخفض التكاليف وفتح أسواق جديدة

وبين الصمادي أن عودة الطيران منخفض التكاليف لعبت دورًا في زيادة أعداد السياح الوافدين، رغم أن الأعداد الحالية لا تزال أقل من المعدل الطبيعي. كما أشار إلى وجود توجه لفتح أسواق جديدة في إفريقيا، خاصة في مجال السياحة الدينية، مؤكدًا أن وزارة السياحة تواصل تطوير المواقع المقدسة مثل المغطس، مكاور، كنيسة سيدة الجبل، ومار إلياس في عجلون.

تحديات مستمرة وتأثير سياسي مباشر

من جانبه، قال الخبير السياحي عوني قعوار إن القطاع السياحي لم يلمس حتى الآن تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا بعد الحرب، مشيرًا إلى أن الموسم الحالي ما يزال ضعيفًا.
وأضاف نأمل أن يكون الموسم القادم، بدءًا من آذار 2026، أفضل حالًا، موضحًا أن الحرب أدت إلى إلغاءات واسعة وتراجع حاد في حركة السياحة، وكانت مدينة البترا الأكثر تضررًا، حيث أُغلقت أكثر من 35 منشأة فندقية بسبب نقص السيولة والإلغاءات المتكررة، إلى جانب إغلاق العديد من مكاتب السياحة وارتفاع معدلات البطالة.

وأكد قعوار أن السياحة المحلية لا تشكل بديلًا عن الأجنبية، لأنها لا تدر عملات صعبة ولا تسهم في زيادة الدخل القومي أو خلق فرص عمل حقيقية.
وأوضح أن الاستقرار السياسي هو العامل الأكثر تأثيرًا على القطاع، فكلما ساد السلام في المنطقة زادت أعداد السياح، أما الاضطرابات كالحرب على العراق والربيع العربي والحرب الأخيرة على غزة فكانت دائمًا تؤدي إلى تراجع حاد في الأداء السياحي.
وختم بالإشارة إلى أن استئناف عمل شركات الطيران منخفضة الكلفة منذ مطلع تشرين الأول يمثل خطوة إيجابية نحو عودة النشاط السياحي تدريجيًا.

وقال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات في حديثه لـ”صدى الشعب” إن وضع القطاع السياحي في الأردن ما يزال غير واضح بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، نظرًا لأن الهدوء لم يمضِ عليه سوى أيام قليلة.
وأوضح أن التعافي الفعلي للقطاع من المتوقع أن يبدأ مع الموسم السياحي المقبل في شهري آذار ونيسان من عام 2026، مضيفًا أن السياحة الأوروبية والأمريكية كانت شبه متوقفة خلال فترة الحرب، بينما شهدت السياحة العربية والخليجية، خاصة في العقبة والبحر الميت وعمان، نشاطًا نسبيًا، إلا أن ذلك لم ينعكس على البترا التي كانت الأقل حظًا”.

وأضاف هلالات أن الطلب المحلي على السياحة الداخلية كان محدودًا، واقتصر بشكل أساسي على وجهات مثل العقبة ووادي رم وعجلون خلال عطلات نهاية الأسبوع، ما لم يسهم بشكل ملموس في دعم الفنادق والمطاعم.
وأشار إلى أن “برنامج أردننا جنة” بدأ مؤخرًا في توجيه اهتمام أكبر نحو البترا، بفضل جهود الوزير الحالي، ما ساعد في تحريك السياحة المحلية ولو بشكل جزئي.

وتابع قائلًاالقطاع السياحي مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالوضع السياسي، والأحداث الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك التوترات مع إيران وسقوط الصواريخ في الأجواء الأردنية، أثّرت على قرار شركات السياحة العالمية، التي ما زالت تتعامل بحذر مع المنطقة
وأضاف أن إعادة إدراج الأردن على خريطة السياحة العالمية كوجهة آمنة تحتاج إلى عام أو أكثر من الاستقرار النسبي، لتعود المؤشرات إلى مستويات عامي 2019 و2023، اللذين يُعدّان المقياس الحقيقي لأداء القطاع.

ودعا هلالات الحكومة إلى إطلاق حملات ترويجية وتسويقية قوية في الأسواق الأوروبية والأمريكية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لإبراز صورة الأردن الآمن والمستقر وجذب السياح من جديد.

وفيما يتعلق بعودة الطيران منخفض التكاليف، أكد هلالات أن تشغيل الرحلات سيبدأ تدريجيًا خلال 25 من الشهر الحالي ، ما سيُسهم في تحريك السوق السياحي، وإن كان التعافي الكامل سيحتاج إلى مزيد من الوقت.
وختم بالقول نأمل أن يكون العام القادم بداية حقيقية لعودة الحياة إلى القطاع السياحي الأردني، خاصة في المناطق التي تعتمد على السياحة الأوروبية مثل البترا، وادي رم، ومادبا.