طاهر خالد لـ” صدى الشعب”: 450 مليون دينار حجم انتاج قطاع الصناعات الخشبية *السوق الخليجي: هدف استراتيجي وخطط طموحة للتوسع *60 مليون دينار صادرات القطاع في 2023: إنجاز يستحق الإشادة والطموح نحو المزيد *تحديات جسيمة تواجه القطاع: العمالة الماهرة والدعم الحكومي والرقابة على الأسواق *مطالبات عاجلة بفرض الحماية الجمركية على المنتجات المستوردة: حماية للصناعة الوطنية وتعزيز للتنافسية *غرفة الصناعة تجمع 80 مليون دينار لدعم قطاع غزة *رؤية مستقبلية للقطاع: تحديث وتطوير وتعزيز للاقتصاد الوطني *دعوة صريحة للحكومة والمؤسسات: دعم القطاع لتحقيق رؤية التحديث الاقتصادي
صدى الشعب – عبد الكريم توفيق
في حوار حصري مع صحيفة “صدى الشعب” ووكالة “صدى الشعب” الاخبارية، أزاح ممثل قطاع الصناعات الخشبية والأثاث في غرفة صناعة الأردن طاهر خالد، الستار عن تفاصيل غير مسبوقة تعكس إمكانيات قطاع الصناعات الخشبية الحيوي، الذي يُعتبر ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.
450 مليون دينار حجم إنتاج القطاع: إنجازات تعكس التحدي والطموح
استهل طاهر خالد حديثه بالكشف عن حجم الإنجاز الذي حققه القطاع، حيث بلغ 450 مليون دينار. وأوضح أن هذا الرقم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة لجهود مضنية واستثمارات كبيرة تم ضخها في تطوير البنية التحتية للقطاع، وتحديث خطوط الإنتاج، وتبني أحدث التقنيات العالمية في مجال تصنيع الأثاث، قائلاً “نحن نفتخر بأن قطاعنا يضم حوالي 2000 منشأة، توفر فرص عمل لـ8500 عامل، 90% منهم أردنيون، مما يسهم بشكل مباشر في تقليل معدلات البطالة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي”.
السوق الخليجي: هدف استراتيجي وخطط طموحة للتوسع
وأشار طاهر خالد إلى أن السوق الخليجي يُعد من أهم الأسواق المستهدفة للقطاع، نظراً للطلب المتزايد على المنتجات المحلية عالية الجودة، وقال: “منتجاتنا من الأثاث لا تقل جودة ولا تصميماً عن المنتجات المستوردة، بل إنها تتميز بالطابع الأردني الأصيل الذي يجمع بين الأصالة والحداثة”.
وأكد أن هناك خططًا استراتيجية لتعزيز التواجد في الأسواق الخليجية من خلال المشاركة في المعارض الدولية وتنظيم حملات تسويقية مكثفة.
60 مليون دينار صادرات القطاع في 2023: إنجاز يستحق الإشادة والطموح نحو المزيد
وتحدث طاهر خالد عن أداء القطاع في مجال الصادرات، حيث بلغ حجم الصادرات 60 مليون دينار خلال العام الماضي، مؤكدًا أن الطموح لا يزال أكبر لتحقيق حجم صادرات أعلى خلال العام الحالي، وقال: “نسعى جاهدين لزيادة هذا الرقم بشكل ملحوظ، وذلك من خلال تعزيز التعاون مع جميع شركات الأثاث في المملكة، وتبني استراتيجيات تسويقية مبتكرة، وفتح أسواق جديدة في أوروبا وآسيا وأفريقيا”، مشيراً أن التنسيق المستمر مع غرفة الصناعة يُعد عاملاً حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف.
ولم يُخفِ طاهر خالد التحديات التي تواجه القطاع، حيث أشار إلى نقص العمالة الوافدة الماهرة في مجال تصنيع الأثاث، وهو ما يشكل عقبة أمام التوسع وتحسين جودة المنتجات، وقال: “نحن بحاجة إلى عمالة تمتلك الخبرة والمهارة، ونأمل من الجهات المعنية تسهيل استقدام هذه الكفاءات”، في حين انتقد نقص الدعم الحكومي للمشاركة في المعارض الدولية، والتي تُعد نافذة هامة للترويج للمنتجات المحلية وفتح أسواق جديدة في الخارج.
وأكد طاهر خالد على ضرورة فرض الحكومة بشكل عاجل الرقابة على الصفحات الوهمية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعرض منتجات للصناعات الخشبية والأثاث دون رقابة على عملها، وقال: “من المؤسف أن نرى انتشار صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لمنتجات مشبوهة ومقلدة للصناعات المحلية، مما يضر بسمعة الصناعة الوطنية وخداع المستهلكين”، داعيا وزارة الصناعة إلى التحرك السريع لفرض الرقابة وحماية السوق المحلية من هذه الصفحات الوهمية.
مطالبات عاجلة بفرض الحماية الجمركية على المنتجات المستوردة: حماية للصناعة الوطنية وتعزيز للتنافسية
وطالب طاهر خالد الحكومة بفرض الحماية الجمركية على المنتجات الخشبية والأثاث المستوردة التي تغزو الأسواق المحلية وتهدد بقاء المنشآت الوطنية.
وأوضح أن صادرات القطاع تأثرت بشكل كبير في الأعوام الماضية، نتيجة لغياب الحماية الجمركية التي باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على القطاع والعاملين فيه، وقال: “إن فرض الحماية الجمركية ليس ترفًا، بل هو ضرورة ملحة للحفاظ على الصناعة الوطنية وتعزيز قدرتها التنافسية في وجه المنتجات المستوردة، التي غالبًا ما تكون ذات جودة أقل وسعر منافس نتيجة لدعم حكوماتها”.
غرفة الصناعة تجمع 80 مليون دينار لدعم غزة وبين طاهر خالد أن مبادرة “الوفاء وسداد الدين”، التي أطلقتها الغرفة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تمكنت من جمع تبرعات بقيمة 80 مليون دينار، تشمل مساعدات عينية ونقدية لدعم الأشقاء في غزة. وأكد أن هذه الجهود تمت بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية وكافة الهيئات الخيرية الدولية لضمان وصول المساعدات إلى الأشقاء بغزة في أسرع وقت ممكن، وقال: “نحن نؤمن بأن الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة واجب وطني وإنساني، وغرفة الصناعة ستظل داعمة لهم بكل الإمكانيات”.
رؤية مستقبلية للقطاع: تحديث وتطوير وتعزيز للاقتصاد الوطني
واستشرافًا للمستقبل، تحدث طاهر خالد عن رؤية شاملة لتطوير قطاع الصناعات الخشبية والأثاث، تتضمن تحديث خطوط الإنتاج، وتبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتدريب الكوادر الوطنية لرفع مستوى الكفاءة والإبداع، وأن هذه الخطوات ستسهم في تحسين جودة المنتجات وزيادة القدرة التنافسية في الأسواق المحلية والدولية.
دعوة صريحة للحكومة والمؤسسات: دعم القطاع لتحقيق رؤية التحديث الاقتصادي
وفي ختام حديثه لـ”صدى الشعب”، وجه طاهر خالد رسالة مباشرة للحكومة والمؤسسات ذات الصلة، داعيًا إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم للقطاع ليتمكن من تحقيق رؤيته الطموحة التي هدفها تخفيف أعداد البطالة والقضاء عليها، وقال: “إن قطاع الصناعات الخشبية ليس مجرد صناعة، بل هو جزء من الهوية الوطنية ورافد أساسي للاقتصاد، فدعم القطاع يعني دعم الاقتصاد الوطني، وتقليل البطالة، وتعزيز مكانة الأردن على الخارطة الاقتصادية العالمية”، مؤكداً أن مشاركة القطاع في المعارض الدولية وتقديم التسهيلات اللازمة سيجعل المنتجات الأردنية سفيرًا للتميز والجودة في كل أنحاء العالم.