البطوش : التنمر مشكلة معقدة مجتمعيًا ودور الأهل حاسم لحماية أطفالهم
الذيب: ظاهرة تؤثر سلبا على نفسية الطالب وتحصيله الدراسي
صدى الشعب – اسيل جمال الطراونة
ظاهرة التنمر المدرسي خطيرة وتعاني منها ” المجتمعات لا سيما في اواخر مرحلة الطفولة والذي يفسره البعض بانه دليل على القوة والشجاعة ولكنه من القضايا الخطيرة التي ” لها اثار مدمرة على الفرد والمجتمع، ويجب معرفة أسبابه وانواعه وطريقة تعامل الأهل الصحيحة مع المتنمر والمتنمر عليه وطريقة تعامل المدارس مع الاطفال لتجنب هذه الظاهرة.
تقول الدكتورة حنين البطوش ” استشارية نفسية أسرية وتربوية لـ (صدى الشعب) إن ظاهرة التنمر تشكل تحديا كبيرًا للمجتمعات، ولكن يمكن التغلب عليها من خلال الجهود المشتركة والعمل المستمر، وينبغي، على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في مكافحة هذه الظاهرة، وأن يساهم في بناء مجتمع خال من العنف والتمييز.
وأضافت، أن التنمر، آفة تفتك بنسيج المجتمع، وتترك آثارًا بالغة السوء على ضحاياها، وتقوض أسس العلاقات الإنسانية ” وهو سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء الآخرين جسديًا أو نفسيا أو اجتماعيا، ويحدث في مختلف الأوساط سواء كانت المدرسة أو العمل أو حتى عبر الإنترنت، ويستند إلى علاقة قوة غير متوازنة بين المتنمر والضحية.
ويتخذ التنمر أشكالا متنوعة من السلوكيات، منها التنمر الجسدي والذي يتضمن إيذاء الضحية جسديًا، مثل الضرب والدفع والسرقة والتنمر اللفظي، الذي يشمل استخدام الكلمات الجارحة والسباب والتهديدات الشتائم السخرية الإهانات والتنمر الاجتماعي الذي يتمثل في عزل الضحية عن الآخرين وتهميشه و انتشار الشائعات عنه والتنمر الإلكتروني، الذي يتم عبر الإنترنت، ويتضمن نشر الإشاعات والصور المسيئة والتحرش عبر الرسائل والتعليقات التهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وحول أسباب التنمر قالت إن عوامله متداخلة ومتشابكة وتتمثل منها شخصية المتتمر العدوانية والرغبة في السيطرة الحاجة إلى الشعور بالقوة، مشاكل نفسية واجتماعية فيما تتمثل العوامل الاجتماعية والضغوط الاجتماعية والتأثر بالبيئة المحيطة، وجود نماذج للعنف في الأسرة أو المجتمع، تتمثل العوامل المدرسية بالمناخ المدرسي غير الصحي وغياب الرقابة، وعدم وجود برامج توعية والعوامل التكنولوجية. انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، سهولة نشر المعلومات الخاطئة والشائعات.
واشارت أن التنمر قد يترك آثارا عميقة ومدمرة على الضحايا منها مشاكل نفسية، مثل الاكتتاب والقلق واضطرابات الأكل والنوم وانعدام الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية، وانخفاض احترام الذات وصعوبات في التعلم، ويؤثر التنمر سلبا على تركيز الصحية وقدرته على التعلم مشاكل صحية قد يعاني الضحايا من مشاكل صحية جسدية مثل الصداع وآلام المعدة
واشارت البطوش الطرق الوقاية من التنمر ينبغي اتباع نهج شامل يعتمد على الجهود المشتركة من قبل الأسرة والمدرسة والمجتمع مكافحة التمر تتطلب تضافر جهود الجميع، فالتتمر ليس مجرد سلوك فردي بل هو مشكلة مجتمعية تتطلب حلولا شاملة، وينبغي أن يعمل الجميع على بناء مجتمع خال من العنف والتحقير حيث يشعر الجميع بالأمان والاحترام، ومن أهم هذه الجهود التوعية وتنظيم برامج توعية في المدارس والمجتمعات حول ماهية التثمر و آثاره السلبية، وتعليم الأطفال كيفية التعرف على التنمر والتصدي له وبناء بيئة آمنة بناء بيئة مدرسية ومنزلية أمنة ومحترمة، حيث يشعر جميع الأفراد بالقبول والانتماء، وتعزيز مهارات التواصل وتعليم الأطفال مهارات التواصل الفعال وحل المشكلات والتفكير النقدي، ودعم الضحايا، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا وتشجيعهم على التحدث عن تجاربهم، ومعاقبة المتتمرين من خلال تطبيق عقوبات صارمة على المتتمرين وإشراكهم في برامج إصلاح السلوك.
واوضحت البطوش أن التنمر مشكلة معقدة تتطلب تعاونا مجتمعيا. والأهل يلعبون دورا حيويا في حماية أطفالهم ودعمهم، وينبغي التأكيد على أن التعامل مع مشكلة التنمر يتطلب صبرا وحكمة، وأن الأهل يجب أن يكونوا داعمين لأطفالهم في كل خطوة من خطوات هذه العملية.
بناء الثقة بالنفس
وقالت إنه ينبغي على الأهل أن يشجعوا أطفالهم على تحقيق أهدافهم، وأن يحتفلوا بنجاحاتهم الصغيرة والكبيرة وتعزيز المهارات الاجتماعية: يجب على الأهل مساعدة أطفالهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، مثل التواصل بفعالية، وحل المشكلات والتعاون مع الآخرين، والتعاون مع المدرسة، والاتصال بالمدرسة فينبغي على الأهل التواصل مع مدرسة الطفل وإبلاغهم عن المشكلة، والعمل معهم لوضع خطة للتعامل معها، وحضور الاجتماعات.
وتابعت الدكتورة البطوش عن دور المرشد النفسي في المدرسة بعد حجر الزاوية في مكافحة ظاهرة التنمر، فهو الشخص المتخصص الذي يقدم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب ويعمل على إيجاد بيئة مدرسية آمنة صحية ومحترمة، فيعتبر المرشد النفسي خط الدفاع الأول ضد ظاهرة التنمر في المدارس وهو يساهم في بناء أجيال قادرة على التعامل مع التحديات المختلفة بطريقة إيجابية وبناءة، مبينة أهمية وجود المرشد النفسي في المدرسة
التعاون مع الأهل
تلعب التنشئة الأسرية دورا حاسما في بناء شخصية الطفل وتزويده بالأدوات اللازمة المواجهة تحديات الحياة، بما في ذلك التنمر عندما يتمتع الطفل بأسرة داعمة ومحبة، فإنه يكون أكثر قدرة على بناء ثقة بنفسه العالية وتطوير مهارات اجتماعية قوية مما يجعله اقل عرضة للتنمر وأكثر قدرة على التعامل معه بفعالية.
واشارت إلى أهمية التنشئة الأسرية الصحية في بناء الثقة بالنفس عندما يشعر الطفل بأن والديه يتقان به ويقدرونه فإنه يطور شعورًا قويا بالثقة بنفسه هذه اللغة تساعده على مقاومة الضغوط الاجتماعية والتنمر وتجعله أكثر قدرة على الدفاع عن نفسه تطوير المهارات الاجتماعية من خلال التفاعل الإيجابي مع أفراد الأسرة يتعلم الطفل كيفية التواصل بفعالية، وحل المشكلات والتعاون مع الآخرين هذه المهارات تساعده على بناء علاقات صحية مع أقرانه وتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى التنمر.
وتقول الدكتورة زين أحمد الذيب اخصائية نفسية، أن التنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. وقد يأخذ التثمر أشكالا متعددة كنشر الإشاعات أو التهديد أو مهاجمة الطفل المنتمر عليه بدنيا أو او لفظيا، أو عزل طفل ما يقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ واشكال التنمر كثيرة منها يدني مثل الضرب أو اللكم أو الركل أو سرقة وإتلاف الأغراض. لفظي مثل الشتائم والتحقير والسخرية وإطلاق الألقاب والتهديد اجتماعي مثل تجاهل أو إعمال الطفل بطريقة متعددة، أو استبعاده أو نشر شائعات تخصه نفسي مثل النظرات السيئة والتربص التلاعب واشعار الطفل بأن التنمر من نسج خياله.
واضافت الذيب أن دور المدارس في توعية الاطفال بالآثار السلبية المتنمر ودور أساسي وكبير من خلال التحدث مع الطفل عن التنمر وذكر أمثلة أو مواقف حقيقية، وكذلك عرض فيديوهات توعوية عن آثار التنمر السلبية ومخاطرها على الصحة النفسية والجسدية في المدارس اثناء الحصص او اوقات الفراغ . تشجيع الطفل على إبلاغ المعلمين في المدرسة وآبائهم عند التعرض للتنمر تخصيص وقت للحوار مع الطفل عن المشاكل التي قد تحدث في المدرسة وكيفية التعامل معه وأيضا وجود مرشدة تربوية في المدرسة يساعد ويشجع الطالب على التحدث اليها دون خوف.
وأشارت الدكتورة زين الذيب إلى أن من الطرق التي يجب أن يتبعها المعلمون في حال وجود حالة تتمر في المدرسة الاستجابة الفورية عن طريق فصل الأطفال عن بعضهم والتأكد من أن الجميع في أمان والطلب من معلم آخر المساعدة إذا لزم الأمر الالتزام بالهدوء واطمئنان الأطفال أن الأمر تحت السيطرة والتصرف يحزم دون عدوانية أو إيذاء المعتدي.
وتابعت أن للأهل دور مهم في توعية وتثقيف ابنائهم والتعامل معهم بالطريقة الصحيحة في يجب على الأهل اخذ الامر على محمل الجد حال تعرضهم للتنمر، وشكر الطفل والتعبير له عن تقديره لأنه تحدث اليهم، طمئنة الطفل بأن هذا الأمر ليس خطأه، وأظهار التعاطف مع الطفل مساعدته في الدفاع عن نفسه، وسؤال الطفل ما الذي يمكن عمله حتى يشعر بالأمان. والأهم زرع شعور الثقة عند الطفل واشعاره انه محبوب وواثق من نفسه واحتواءه والاستماع اليه ومساعدته حتى يشعر بالأمان والثقة من جديد من المهم جدا معرفة المار التنمر المدرسي وخطورته، وأن تعمل جميعا على محاولة التقليل من هذه الظاهرة، لما لها من خطورة كبيرة وعلينا أن تعزز القيم الإيجابية لدى الأطفال مثل التسامح والاحترام والتعاون ومن أجل خلق بيئة تعليمة صحية سليمة.