خبيرة تربوية : يجب إبعاد الطلبة عن التوتر ومراقبتهم وليس الضغط عليهم .
على الأهل احتواء الطالب واشعاره بالثقة وأنه قادر على النجاح
صدى الشعب _ أسيل جمال الطراونة
رغم أن امتحان التوجيهي يعتبر من مرحلة مصيرية وأساسية وفاصلة في حياة الطالب لأن النجاح في هذه المرحلة يحدد مستقبل الطالب الاكاديمي والمهني إلا أن البعض وبالذات الأهالي لا يدركون أهمية الناحية النفسية للطالب التي تبعده عن التوتر والضغط الذي يمارس من حوله من المجتمع والأصدقاء والاقارب وغيرهم . يعترف الطالب ایمن حطاب ان الجميع يمارس ضغوطه على الطالب مجرد أن يبدأ بفصل الدراسة للتوجيهي ، حيث تتغير المعاملة من الأهل ومن الاصدقاء والمعلمين لأن التوجيهي يعتبر مرحلة انتقالية للطالب نحو الجامعة أو اي اتجاه مهني آخر منوها ان بعض الأهالي لا يدركون ذلك، إذ عليهم ان يراعوا نفسية الطالب ويؤكدوا له ان هذه المرحلة ليست نهاية المطاف وقال رغم ذلك فإن الطالب عليه الاجتهاد والسعي والدراسة وتقديم كل ما عليه والتوفيق من الله تعالى.
تقول السيدة تمام الموسى أنها تعمل على تهيئة الأجواء النفسية لابنها الذي سيؤدي امتحانات التوجيهي هذا العام ، من المهم جدا ان تدرك أهمية وتأثير تعامل الأهل مع الطالب وبالذات من الناحية النفسية، وقد تكون سبباً في نجاحه أو فشله ومن المهم جداً التعامل الصحيح مع الطالب للحفاظ على نفسية الطالب النفسية والصحية والمعنوية .
كما توضح أن عدم النجاح لا يدل على الفشل أو نهاية الحياة فمن الممكن اعادة الدراسة والنجاح فكم من قصة نجاح كانت من طلاب وطالبات لم يحالفهم الحظ في مرحلة الثانوية العامة لم يفقدوا الأمل اعادوا الدراسة فاصبحوا من اهم القصص الناجحة والملهمة .
وقالت الدكتورة ضياء عبد الرؤوف الأحمد مشرفة ارشاد نفسي في قسم الإرشاد التربوي / مديرية التربية والتعليم للواء بني كنانه لصدى الشعب، إن الصحة النفسية من أهم العوامل التي تساعد على تقدم التحصيل العلمي لطلبة المرحلة الثانوية وهي التي توفر لهم الإستقرار النفسي والعقلي والجسدي ليكونوا فاعلين في المجتمع وقادرين على الإنتاج، ولكي يتحقق ذلك لابد من توفر بيئة أسرية آمنه تدعم التطور والنمو المعرفي والنفسي والاجتماعي والتي تزيد من وعي الطلبة وإدراكهم للحياة من خلال القواعد التربوية الصحيحة التي تعطي فرصة تأكيد الذات والتوافق مع النفس ومع الآخرين. ومن هنا لابد من تفهم الأهل أن النجاح والفشل هما جزء من رحلة التعلم، وأنه من المهم تقديم الدعم النفسي والتشجيع بغض النظر عن النتيجة النهائية، وخلق بيئة إيجابية داعمة في المنزل وهذا من خلال تفهم مستويات التوتر لدى الطلبة وتزويدهم بفرص الاسترخاءوالتخلص من التوتر.
وتؤكد الدكتورة الأحمد أهمية تعامل الطالب مع مرحلة الثانوية العامة بشكل صحيح إذ يجب على الطلاب معرفة قدراتهم الذاتية والعقلية التي تساعدهم على اختيار المجال المهني والأكاديمي بمساعدة المختصين بذلك من خلال إقامة الندوات للتعريف بنظام الجامعة والكلية الأمر الذي يجعلهم يتكيفون مع الأجواء الجامعية المستقبلية لهم ، وتعزيز برامج الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي مما يمنحهم المزيد من العناية بالصحة النفسية.
وشددت على أهمية الاعتماد على مقوماتهم الصحية النفسية السليمة بوصفها أحد معايير قبول الطلبة في المدارس الثانوية التي تتطلب تمتع الطلبة بصحة نفسية .. كما يجب إعداد الطلبة نفسياً واجتماعياً للتفاعل مع البيئة الاجتماعية الجامعية الجديدة، وفق ما تقول الدكتورة الأحمد ، وهذا يجعل أمر تكيفه مع هذه البيئة أكثر تقبلا، وذلك من خلال برامج الدعم النفسي والاجتماعي الذي يقدمها المرشدين التربويين في مدارسهم. وتقول الأحمد ” من المهم جدا إدراك ومعرفة أهمية هذه المرحلة لكن بطريقة صحيحة بدون الضغط على الطلاب.”
وتتابع .. صحيح أن التوجيهي مرحلة حاسمة ومصيرية ولا أحد يقلل من أهمية هذه المرحلة، لكن أيضاً يجب أن ينظر اليها أنها مرحلة عادية كأي مرحلة دراسية من الصفوف السابقة تتطلب جهدا أكثر بدون ضغط على النفس، وفق ما ترى الأحمد. وتؤكد أن وظيفة الأهل في هذه المرحلة هي مراقبة الابن وليس الضغط عليه، فيما على الطالب أن يواظب على الدراسة والاعتماد على نفسه والاجتهاد والسعي للأفضل.
وللأهل دور كبير في هذه المرحلة إذ عليهم احتواء الطالب واشعاره بالثقة بنفسه ، وأنه قادر على النجاح، وهذا يؤثر عليه بشكل ايجابي ومن المهم جدا الشعور مع الطالب ومراعاة مشاعره في هذه المرحلة باحتوائه وتقدير مجهوده وتخفيف التوتر عنه وليس الضغط عليه وتحميله عبنا كبيرا من طاقته. وتقول أنه من المهم جدا البعد عن التوتر والعصبية وأن يكونوا الأهل مصدر الراحة لا ولادهم، فاذا وجد الطالب من الأهل الراحة والامان والهدوء والاستقرار سينتقل هذا الشعور للطالب وينعكس ايجابيا على الطالب وايضا البعد عن المقارنات من الشائع في مجتمعنا مقارنة الأهل مع الاقارب والاصدقاء وهذه من أكثر الاسباب التي تدفع الطالب الى عدم النجاح لانه سيشعر بالضجر والمقارنة لكن يجب تشجيع الطالب ومقارنته مع نفسه في الصفوف السابقة .
إن المعاملة الصحيحة للطلاب من قبل اهاليهم تكون بالتوازن لا التقليل من أهمية هذه المرحلة ولا تكبيرها ، كما يجب على الأهل معرفة قدرات ابنائهم والتعامل معهم وعدم تقييديهم والضغط عليهم بمعدل معين أو رقم معين.
إن دعم الأهل لطالب التوجيهي وتقديم الدعم له وتوفير البيئة المناسبة للدراسة له دور كبيروحاسم في نجاح الطالب.