صدى الشعب – ليندا المواجدة
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد في تصريح لـ صدى الشعب إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة تأتي في سياق محاولة لتصوير نفسه في خانة ملوك الدولة اليهودية التاريخيين مثل جدعون بن ياش وديفيد بن غوريون، وهي محاولات لتبرير الفشل في إدارة الصراع في غزة والهروب من واقع محدودية القدرة على الحسم العسكري والسياسي.
وأضاف أبوزيد أن نتنياهو خرج من المألوف في تصريحاته للقناة 14 المقربة من أقصى اليمين مساء الثلاثاء، على شاشة “i24” العبرية، حيث أكد ارتباطه بـ رؤية إسرائيل الكبرى، مستحضراً التراث التلمودي والتوراتي في رسم صورة لنفسه كمخلص جديد للشعب اليهودي، مع توصيف الحرب على غزة بأنها صراع “النور ضد الظلام” وحرب ضد “العماليق” كما وردت في النصوص الدينية، مستغلاً التاريخ لتبرير سياساته التوسعية.
وأشار أبوزيد إلى أن خطاب نتنياهو يعكس سياسة استعمارية توسعية شرعيتها مستمدة من الدعم السياسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اعتبر إسرائيل دولة صغيرة في محيط جغرافي واسع، مما يسمح لإسرائيل بتوسيع نفوذها بالأساليب العسكرية والسياسية، ويعيد تفسير فشل نتنياهو في غزة كأداة للاستثمار الإعلامي والانتخابي قبيل الانتخابات القادمة في 2026.
وحول الإشارة الأردنية في حديث نتنياهو، أكد أبوزيد أن العقدة الأردنية لا تزال تشغل بال رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث أفشلت الدبلوماسية الأردنية محاولات ضرب الاستقرار في جنوب سوريا، وحققت اختراقات دبلوماسية لدى الدول الغربية بشأن القضية الفلسطينية، بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسحب دعم اليمين الألماني التقليدي لإسرائيل. وأضاف أن هذه التطورات تفسر الاندفاعة الإعلامية لنتنياهو في الإشارة إلى الأردن ودول إقليمية ضمن ما وصفه أبوزيد بـ “مخطط تلمودي توسعي” يسعى لإعادة أمجاد صهيونية خشية تأثير ما يعرف بـ “لعنة العقد الثامن” على اليمين الراديكالي الإسرائيلي.
واختتم أبوزيد تحليله بالقول إن تصريحات نتنياهو ليست مجرد خطاب سياسي داخلي، بل محاولة لتعزيز صورته الانتخابية والسياسية على حساب الواقع العسكري والسياسي في غزة والضفة الغربية، واستخدام التاريخ والدين كأدوات لتبرير سياسة توسعية تواجه معوقات إقليمية ودولية متنامية






