صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
إن موقف المملكة الأردنية الهاشمية، من جميع القضايا العالمية والإقليمية، والعربية واضح وصريح، حيث تُعرف الدبلوماسية الأردنية بأنها وازنة ومتزنة، وذات ثقل، تنادي بتطبيق المواثيق والاتفاقيات والقرارات الدولية، فقد أدانت المملكة الاعتداء الإسرائيلي على ايران، الذي يُعد خرقا للقانون الدولي، واعتداء على سيادتها، ودعت إلى وقف التصعيد، ولم تدعو لإلحاق الضرر بدولة إسلامية صديقة، وليس لها مصلحة في ذلك، ولا تحمل مشاعر الحقد والشماتة تجاهها.
وجاءت دعوة جلالة الملك عبدالله الثاني، لضرورة التحرك الفوري والعاجل، لوقف التصعيد الخطير الدائر في المنطقة، مؤكدا أن الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع، ولن يسمح بتهديد أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه، لتؤكد موقف المملكة الرسمي، ومع ذلك، لا تزال المملكة تتعرض لحملات التشويه الإعلامية والسياسية، التي تهدف إلى زعزعة الوعي الوطني، والتشكيك بمواقفها.
فالجهد الأردني ينادي باحتواء هذا الصراع ووقف هذا العدوان، ليس لأنه قضية أردنية، بل لأنه قضية إقليمية وعالمية تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والأردن جزء منها، فالواقع الجغرافي والمجال الجوي الأردني يجعلها في قلب الصراع، فالمملكة ليس لها مصلحة بهذا الصراع وهذه المواجهة المفتوحة، ولكنها معنية من ناحية التأثيرات التي ستنعكس عليها، وهي تسعى للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.
وكما هو معلوم، لم يكن الصراع الإسرائيلي الإيراني وليد اللحظة، ويضرب العداء بين الطرفين بجذوره منذ عقود من الزمن، وامتد عبر التاريخ بهجمات سرية من البر والبحر، والجو، وعبر الفضاء الإلكتروني.
وبين فترة وأخرى، تتجدد المواجهة العسكرية بين قوتين ترى كل منهما في الأخرى تهديدا لها، فقد بدأت المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران قبل عدة سنوات، عندما نفذت إسرائيل سلسلة هجمات في سوريا ولبنان والعراق، لمنع إيران من تزويد حلفائها بأسلحة متطورة، وهاجمت السفن التي تنقل النفط والأسلحة الإيرانية، عبر البحرين المتوسط والأحمر، واغتيال علماء نوويين، وضباط ومسؤولين عسكريين، وغيرها من الأحداث.
إن ما يعنينا في هذا المقام اولاً وأخيرا هو أمن المملكة، التي وجدت نفسها أمام تحدٍ أمني إقليمي معقد نظرا لموقعها الجغرافي الحساس، وتجاورها مع مناطق النزاع المباشر، لذلك بدأت الحكومة الأردنية باتخاذ احتياطات أمنية وعسكرية تهدف إلى تعزيز قدرات الردع ورفع الجاهزية على مختلف المستويات، لحماية أمن المملكة القومي وضمان سلامة المواطنين، إضافة إلى التعامل الحذر مع تداعيات الصراع المتسارع بين إسرائيل وايران.
فما تقوم به طائرات سلاح الجو الملكي، وفق درجة عالية من الجاهزية، يهدف لحماية سماء المملكة، والحفاظ على أمنها وسلامة الوطن والمواطنين، ندعو الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ وطننا الأردن أرضاً وشعباً وقيادة، آمنا مطمئناً.