صدى الشعب – عرين مشاعلة.
تواصل فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني وبإسناد من الأجهزة الفنية والهندسية المختصة جهودها المتواصلة لليوم السادس على التوالي، في محاولة الوصول إلى الشاب عيسى الطعمات، المحاصر داخل بئر ترابي عميق في منطقة الخامسة بمحافظة العقبةوسط ظروف جيولوجية بالغة التعقيد.
وأكدت مصادر ميدانية لـ”صدى الشعب” أن المسافة المتبقية للوصول إلى موقع الشاب المحاصر تُقدّر بنحو 10 أمتار فقط، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تواصل العمل وفق خطة دقيقة قد تفضي إلى استكمال العملية خلال الساعات القادمة في حال لم تسجّل انهيارات أو تطورات طارئة داخل نقطة الحفر.
وبيّنت المصادر أن البئر الذي سقط فيه الشاب يتجاوز عمقه 60 متراً،د وتم تنفيذه سابقًا بطريقة غير هندسية، دون مراعاة معايير السلامة، ما تسبب بحدوث انهيارات متكررة داخل المسار، وفرض تحديات كبيرة على تقدم الفرق خلال عمليات الحفر اليدوي والتدعيم المتدرج.
وفي مواجهة هذه التحديات، استعانت الفرق بآليات وتقنيات متقدمة، شملت استخدام مادة “الفوم” الهندسية لتثبيت التربة ومنع الانهيارات، واستقدام آلية شفط متطورة من سلطة موانئ العقبة، تعمل حالياً على إزالة الرمال المتراكمة وتقليل الضغط داخل المسار الضيق المؤدي إلى موقع الشاب.
ووفق التقديرات الميدانية تجاوزت ساعات العمل الفعلي منذ لحظة تلقي البلاغ مساء يوم الاثنين 120 ساعة متواصلة تخللها تنفيذ عمليات دقيقة في ظروف شاقة، وسط درجات حرارة مرتفعة وتضاريس رملية غير مستقرة.
وأثنت المصادر على التزام كوادر الدفاع المدني التي تواصل العمل بتنسيق محكم واحترافية عالية، إلى جانب الكوادر المساندة من الجهات الرسمية، مؤكدة أن العملية تسير وفق أقصى درجات الحذر الفني حرصًا على سلامة الشاب وفرق الإنقاذ على حد سواء.
وفي محيط موقع الحادث، تترقب عائلة الشاب الطعمات نتائج الجهود المتواصلة، وسط تضامن شعبي واسع، ومشهد إنساني مؤثر يجسّد حجم التعاطف المجتمعي، حيث يتجمع العشرات من أبناء المنطقة في انتظار لحظة إنقاذ طال أمدها.
وتعد هذه العملية واحدة من أعقد المهام الإنسانية التي تشهدها المملكة منذ سنوات، من حيث الطبيعة الجيولوجية للحادث وعمق البئر، ومدى خطورة الظروف المحيطة به فيما تؤكد الجهات المعنية أن جميع الإمكانات والموارد مسخّرة لإنجاز المهمة بأعلى درجات الكفاءة وبدقة.
