صدى الشعب – كتب أ.د.عبد الله سرور الزعبي
تشير الدراسات العالمية بان الهند لديها حوالي 6.9 مليون طن، وروسيا 12 مليون طن (لم يتم الأخذ بعين الاعتبار المعادن الموجودة في منطقة الدونباس التي استولت عليه من أوكرانيا او في أراضي القطب الشمالي، والتي لم تعلن عنها لأسباب استراتيجية، كما تشير الدراسات الى انها تمتلك 658 مليون طن ل 29 معدن استراتيجي من اصل 35)، وفيتنام تمتلك حوالي 22 مليون طن احتياطي تقديري والمثبت منها حوالي 3.5 مليون طن (لذلك قام وفد تجاري امريكي بزيارتها الشهر الماضي للتفاوض بهذا الشأن وغيرها من الأمور)، وغرينلاند (تشكلت بفعل الحركات الجيوتكتونية التي أدت لانفصالها عن أمريكا الشمالية)، التي تعتبر نقطة ارتكاز جيوسياسية وجيواقتصادية بالغة الأهمية ومركزًا للتنافس بين الدول ولاعباً محوريًا في تشكيل مستقبل الجغرافيا السياسية والاقتصادية للجزء الشمالي من الكرة الارضية، وستكون في مركز الحدث للعقود قادمة) وتمتلك حوالي 40 مليون طن احتياطي تقديري والقابل للاستخراج منها حالياً حوالي 1.5 مليون طن (مما يجعلها الثامنة في العالم في احتياطيات المعادن النادرة)، بالإضافة إلى تواجد اليورانيوم والذهب والنفط والغاز فيها. كانت الصين من كبار المستثمرين فيها الا انه ولأسباب سياسية وقانونية تغيرت الظروف وتم تعطيل مشروع الاستثمارات الصينية عام 2021 لصالح شركات أسترالية وبريطانية ودنماركية).
افريقيا تمتلك حوالي 2 مليون طن من المعادن النادرة لوحدها، وكميات ضخمة من المعادن الاستراتيجية، أكبر منتج ل 7 من أصل 17 من المعادن التي تستخدم في الصناعات عالية الدقة، وتستثمر الصين في معظمها (سبق وان كتبت عنها في مقال بعنوان “فوالق القشرة الأرضية الافريقية: نقمة -فنعمة -فازدهار، منشور في جريدة الغد بتاريخ 25/2 و26/2/ 2023).
كندا (جارة امريكا الشمالية) لديها حوالي 850 ألف طن (يضاف اليها احتياطيات كبيرة من المعادن الاستراتيجية كاليورانيوم والكوبالت والذهب والنحاس والجرافيت والنيكل والليثيوم وغيرها).
اما دول أمريكا الجنوبية مثل المكسيك (الجارة الجنوبية لأمريكا) تعتبر أكبر منتج للفضة في العالم والثالثة في النيكل والرابعة في الزنك والخامسة في احتياطيات الرصاص والسادسة في النحاس ومن أكبر منتجي التيتانيوم.
يضاف الى قائمة دول أمريكا اللاتينية، الارجنتين والتي تعد من أكبر الدول في انتاج الليثيوم.
اما اوكرانيا والتي يدور عليها صراع غير مسبوق في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية فتعتبر من أكبر الدول في توفر المعادن مثل التيتانيوم (تقدر 7℅ من الاحتياطيات العالمية) والغاليوم (الخامسة في الاحتياطيات العالمية) والزركونيوم والمنغنيز والليثيوم والحديد والمنغنيز والفحم وغيرها من المعادن (بعض الخبراء قدر قيمة الثروات المعدنية في أوكرانيا من 3 -11.5 تريليون دولار، حسب المنتدى الاقتصادي العالمي، بما فيها النفط والغاز، الا انه من الممكن قد تم المبالغة في احتياطاتها، معظمها تقع تحت السيطرة الروسية اليوم).
تشير التقارير الجيولوجية بان هناك عدد اخر من دول في وسط اسيا تمتلك عدد من المعادن الاستراتيجية والنادرة، مثل اليورانيوم الموجود في كازاخستان (تنتج 40℅ من الإنتاج العالمي، تنتج 350,000 طن من النحاس، وحوالي ً150,000طن من الزنك و50 مليون اونصة من الفضة وحوالي 2 مليون طن من الكروم، وحوالي 2 مليون طن من المنغنيز سنوياً) والليثيوم المتوفر في طاجيكستان وكازاخستان والنحاس واليورانيوم في أوزبكستان وكذلك قيرغيزستان التي تمتلك كميات كبيرة من الكروم والفضة وغيرها من الدول وبكميات اقل.
أوروبا، التي هي في أمس الحاجة للمعادن الاستراتيجية والنادرة، فهي تمتلك كميات محدودة منها، مثل النيوديميوم في النرويج والسويد والليثيوم في البرتغال وإسبانيا والكوبالت في فنلندا وأيرلندا، والتيتانيوم في السويد وفنلندا، والموليبدينوم في النرويج والسويد، والذهب في بولندا والسويد، كما تمتلك كوسوفو كميات من المعادن مثل الزنك والنيكل والفضة والذهب والرصاص وفحم الاجينت، يضاف اليها بعض الدول الأوروبية التي تتواجد فيها بعض المعادن وبكميات محدودة.
اما أفغانستان، فتعتبر من الدول الغنية بالموارد المعدنية مثل الليثيوم (حوالي 1.7 مليون طن) والنحاس (حوالي 11 مليون طن) والحديد (تقدر الاحتياطيات 2.2 مليار طن) وغيرها مثل الذهب والكروم والزنك والموليبدينوم والتنجستن والفضة والمنغنيز والزئبق بالإضافة الى الفحم. الا ان هذه الثروات غير مستغلة حتى الان بالشكل المناسب (مما يجعلها هدف للصين للتقارب معها، بعد فشل احتلالها من قبل الاتحاد السوفيتي في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي والولايات المتحدة الامريكية في هذا القرن.
اما تركيا فهي من الدول غنية بمعادن الكروم والبورون والذهب والليثيوم والفضة والزنك والحديد وغيرها.
كما وتعتبر إيران من الدول الغنية في معادن النحاس، والحديد، والذهب والفضة والزنك والرصاص والالمنيوم والكروم وتمتلك عدداً من المعادن النادرة (لم تعلن عنها) وتستخدم في الصناعات العسكرية وخاصة في الصواريخ والطائرات المسيرة (وهي من الدول المتقدمة في صناعتها).
اما دول جنوب اسيا فتحتوي على العديد من المعادن الاستراتيجية والنادرة مثل الهند (الليثيوم والتيتانيوم والنحاس والكروم والذهب) وباكستان تمتلك الكروم والذهب والنحاس والفضة والكوبالت والمنغنيز واليورانيوم والتيتانيوم والليثيوم (امريكا تتفاوض معها الان لغايات للاستثمار فيها، الا انها تواجه صعوبة في ذلك كونها جزء من مشروع الحزام والطريق الصيني، وهناك استثمارات صينية كبيرة فيها، لا يمكن لها الاستغناء عنها. اما ميانمار التي تعد الدولة الثالثة في الإنتاج العالمي للمعادن النادرة (خاصةً تلك المستخدمة في المغناطيسات القوية مثل النيوديميوم، الديسرومسيوم وغيرها) ويقدر انتاجها 38 ألف طن سنوياً يذهب لصالح الصين للمحافظة على السيطرة العالمية. يضاف الى ذلك عدد اخر من دول الإقليم مثل سريلانكا المنتجة للجرافيت والتيتانيوم ونيبال وغيرها من الدول واحتياطيات اقل.
كما تشير الدراسات الى ان عدداً من الدول العربية تمتلك بعض الاحتياطيات من المعادن الاستراتيجية والنادرة، مثل السعودية (اليورانيوم والزنك والذهب والفضة والتنتالوم، لا نتحدث هنا عن الثروة النفطية) والمغرب (الزنك والنحاس، وهي من اغنى الدول في الفوسفات) ومصر (الذهب والنحاس، لا نتحدث عن السيليكون والفوسفات والغاز) والسودان (اليورانيوم والذهب، الحديد، الكروم، الزنك، الليثيوم وغيرها) وموريتانيا (الحديد، الذهب، النحاس، الليثيوم وغيرها) والجزائر (تشير تقديرات مكتب البحوث الجيولوجية بانها تحتوي على ما يقارب ال 20℅ من المعادن النادرة في العالم، وهذا بحاجة الى تأكيدات جيولوجية رسمية).
في الجزء الثالث سنتحدث عن الاحتياجات العالمية للمعادن النادرة.
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية السابق