صدى الشعب|_أسـيـل جمـال الطـراونة
أكد الدكتور قصي الرشدان، أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، في تصريح خاص لـ”صدى الشعب”، أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في دعم القضايا الإنسانية والمجتمعية، من خلال تسليط الضوء على معاناة الأفراد والمجتمعات، ونقل صوت الفئات المهمشة، وتحفيز الرأي العام وصناع القرار لاتخاذ مواقف مساندة وعادلة.
وأضاف أن الإعلام لا يكتفي بعرض القضايا، بل يسهم في بناء سرديات تعزز القيم الإنسانية، وتدعم مفاهيم التضامن الاجتماعي والتكافل، مما يجعله ركيزة أساسية في إحداث التغيير.
وفي حديثه عن كيفية مساهمة الإعلام في نشر الوعي المجتمعي، أوضح الرشدان أن الإعلام يصبح أداة فاعلة عندما يعتمد على التغطية المستمرة
لقضايا الإنسانية، ويستخدم منصات متعددة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، مشيرًا إلى أن قوة الإعلام تكمن في توظيف رسائل مؤثرة تربط بين القضايا المطروحة وحياة الناس اليومية، وهو ما يزيد من التفاعل، ويدفع الجمهور للانخراط والمشاركة في القضايا العامة.
وعن الفرق بين التغطية الإعلامية للقضايا الإنسانية وتلك الخاصة بالأحداث السياسية أو الاقتصادية، قال الرشدان إن التغطيات الإنسانية تتميز بتركيزها على الجانب العاطفي والوجداني للحدث، وتسعى إلى مخاطبة الضمير العام باستخدام أساليب إنسانية تبعد عن التحليل العقلي والمصالح الضيقة، في حين أن التغطيات السياسية أو الاقتصادية غالبًا ما تكون تحليلية وعقلانية وتخاطب فئات محددة من المجتمع، مستهدفة مصلحتها ومواقفها.
واختتم الرشدان حديثه بالتأكيد على أن الإعلام يؤثر بشكل كبير في تشكيل الرأي العام، من خلال اختيار الزوايا التي تُعرض بها القضايا، وتكرار الرسائل،وتقديم نماذج إنسانية ملهمة تُثير التعاطف وتدفع باتجاه التغيير.
واعتبر أن هذا التأثير لا يقتصر فقط على زيادة التفاعل، بل يمتد ليصل إلى تحفيز المجتمع على تبني مواقف داعمة والمشاركة في المبادرات
المجتمعية والإنسانية، ما يجعل من الإعلام شريكًا رئيسيًا في صناعة الوعي وبناء مجتمعات أكثر عدالة وإنصافًا.