محمود الفطافطة
تصاعدت وتيرة التهديدات سواء بالتصريحات الهجومية أو بالعمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل والذي ينذر بتفاقم الصراع في منطقة الشرق الأوسط عقب قصف إسرائيلي استهدف قنصلية إيران في دمشق مطلع نيسان الجاري، وأدى إلى مقتل 13 بينهم 7 ضباط في الحرس الثوري؛ بينهم قائد العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان العميد محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، فيما وضعت إيران جميع قواتها في حالة تأهب قصوى، واتخذت قرارًا بأن الرد على الهجوم يجب أن يكون مباشرًا.
يأتي ذلك بالتزامن مع أعلان الحرس الثوري الإيراني السبت الاستيلاء على سفينة “مرتبطة” بإسرائيل في الخليج، حيث أفادت وكالتا يو كاي أم تي أو وأمبري البريطانيتان للأمن البحري بوقوع الحادثة على بعد 50 ميلا بحريا قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية، والسفينة “إم.إس.سي أريس” المحتجزة والتي سيتم قطرها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، سفينة حاويات مرتبطة بشركة زودياك والمملوكة من قبل ملياردير إسرائيلي يدعى إيال عوفير.
وفي الأثناء، هدد المتحدث العسكري الإسرائيلي، أن إيران ستتحمل العواقب في حالة تصعيدها للعنف في المنطقة، وقال إن إيران ستتحمل العواقب في حالة اختيارها المزيد من التصعيد بينما إسرائيل في حالة تأهب قصوى ورفعت استعدادها تحسباً من أي هجوم إيراني، وتأتي هذه الحادثة وسط تصاعد التوتر في المنطقة، إذ أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية تحسباً لهجوم إيراني محتمل رداً على قصف جوي شنته إسرائيل سفارة إيران في دمشق وسوّته بالأرض، وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، إن إيران شعرت أنه ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم المميت على بعثتها الدبلوماسية بعد فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ إجراء.
كما ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها الغاشم على قطاع غزة وارتكاب المجازر الشرسة وحرب الابادة الجماعية بحق المدنين العزل في قطاع غزة والتي ذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء فيما لا يزال العدد الهائل من الضحايا تحت الركام وتمنع قوات الاحتلال طواقم الاسعاف من الوصول اليهم.
وتناقلت وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية على لسان محللين ودبلوماسيين أن “الهجوم على قنصلية طهران في سوريا يعني استهداف الأراضي الإيرانية”، لكن دون التطرق إلى الأبعاد القانونية والسياسية لهذه المقولة، فيما يشعر مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالقلق من أن إيران ربما تخطط لضرب أهداف داخل إسرائيل، والذي يعني ردًا انتقاميًا داخل إسرائيل يتوقع أن يركز على أهداف عسكرية أو استخباراتية .
ونفذت إسرائيل العديد من الضربات على أهداف تدعمها إيران في سوريا، واستهدفت في كثير من الأحيان شحنات الأسلحة الموجهة إلى حزب الله، الوكيل الإيراني القوي في لبنان، لكن استهداف القنصلية في حد ذاته يمثل تصعيدا كبيرا، حيث تعتبر السفارات والمقار الدبلوماسية منطقة ذات سيادة للدول التي تمثلها، في الوقت ذاته ذكرت معلومات استخباراتية إلى أن إيران تخطط لهجوم يتضمن إطلاق مجموعة من طائرات (شاهد) المتفجرة بدون طيار، وصواريخ كروز، فيما لا يزال توقيت وهدف الرد الإيراني المتوقع، مبهما ولكن التحليلات تشير إلى أن إيران ستهاجم بنفسها ولن تتحرك من خلال حزب الله، أقرب حليف لها، والذي يشارك في تبادل منتظم لإطلاق النار مع القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب..ولكن سيناريوهات الرد الإيراني على إسرائيل تبقى خارج التواقعات وضمن نطاق كل التوقعات واحتمالات المواجهة تفوق كل التحليلات والتوقعات.