محمود الفطافطة
يحذر الأردن باستمرار من تداعيات استمرار العدوان الغاشم على قطاع غزة والانتهاكات والمجازر التي أدت في اليوم 130 من جرائم حرب والابادة إلى ارتقاء قرابة 30 ألف شهيد واصابات بين الآلاف والعدد الهائل الذين ما يزالوا تحت الركام ، وكذلك يحذر الأردن وباستمراء من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرا من كافة الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم.
جلالة الملك، أكد في تصريحات صحفية مشتركة عقب القمة التي عقدت، الاثنين، في البيت الأبيض، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم جراء هذه الحرب على غزة والتي تعد واحدة من أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث ويجب أن تنتهي وأنه لا يمكن أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر، ويشدد على ضرورة مضاعفة المساعدات الإنسانية والإغاثية وضمان إيصالها إلى القطاع، للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية هناك، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
ولا شك في أن عدم اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وصريحاً بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، هو فشل في تنفيذ القانون الدولي، توظفه إسرائيل غطاء للاستمرار في قتل الفلسطينيين وتدمير غزة، واستمرار إجراءاتها اللاقانونية واللاإنسانية في الضفة الغربية بالرغم من قرار محكمة العدل الدولية بقبول نظر الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا، واعلانها فرض “تدابير مؤقتة” على إسرائيل لمنع الإبادة جماعية، بينما يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر واستهداف المدنيين في مختلف أرجاء القطاع.
ولا بد من الاشارة بمكان إلى أن سلطات الكيان الصهيوني تتحدى المجتمع الدولي حين ترفض حل الدولتين، وتستمر في تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، وسط صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع الإسرائيلية البشعة في غزة والتي تعد وصمة عار على جبين الإنسانية، مثلما تتوالى التحذيرات من أن الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية بحق المدنين العزل في قطاع غزة تدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع، وتعري الأجندة المتطرفة التي يتبناها علناً وزراء عاملون في الحكومة الإسرائيلية.
وحث جلالته على العمل بشكل طارئ وعاجل لضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة، كما ونوه جلالة الملك إلى أن القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة ولا بد استمرار تلقي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي، وحيث أن أية وكالة أممية لا تستطيع أن تقوم بالعمل الذي تقوم به “الأونروا” لإغاثة سكان غزة في هذه الكارثة الإنسانية، فعملها حيوي أيضا في مواقع أخرى بخاصة الأردن، التي تقدم خدماتها لنحو 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في المملكة.
وبيقى التأكيد بان المجتمع الدولي يواجه تحديا أمنيا وقانونيا إنسانيا، وأن الفشل في مواجهة هذا التحدي بما ينهي العدوان ويلبي حقوق الشعب الفلسطيني في الأمن والحرية والدولة سيكون له تداعيات خطيرة ليس على الأمن في المنطقة ولكن على صدقية النظام العالمي، وتبقى “غزة تعيد تشكيل المقاربات الأمنية الدولية”.