صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
تعتبر الحملات التوعوية أداة فعالة في تعزيز الفهم المجتمعي للقضايا المتعلقة بالصحة النفسية وتسهم بشكل كبير في تقليل وصمة العار التي تحيط بها، وتعكس هذه الحملات أهمية التصدي للأفكار النمطية والمفاهيم الخاطئة حول الأمراض النفسية.
وتسعى تلك الحملات إلى تعزيز الوعي بأهمية الرعاية النفسية كجزء أساسي من الصحة العامة، ومن خلال تسليط الضوء على تجارب الأفراد ونشر المعرفة العلمية تفتح هذه المبادرات المجال للحوار المجتمعي الإيجابي الذي يساهم في توفير بيئة أكثر دعما وشمولية للأشخاص الذين يعانون من تحديات نفسية.
وقالت الاخصائية النفسية ريم على جعفر خلال مقابلة مع “صدى الشعب ” إن أهمية التوعية بالصحة النفسية تعود إلى تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي. ويحدث ذلك من خلال مشاركة الخبرات الشخصية في محاربة هذه الاضطرابات والأمراض النفسية .
واشارت الدكتورة ريم، إلى أنه غالباً ما تأخذنا المفاهيم الخاطئة “مفهوم الصحة النفسية “إلى أجبار الناس الصمت بشأن معاناتهم، وذلك ينتهي بأصاباتهم بأمراض يصبح من الصعب معالجتها.
وأوضحت الدكتورة ريم على التوعية بالصحة النفسية تساهم في المساعدة في فهم التعقيدات النفسية والتوجه فور الحاجة إلى مقدمي الرعاية النفسية أو الأطباء النفسيين أو المعالجين في الوقت المناسب للعلاج النفسي والسلوكي للحصول على التقييم والتشخيص المناسب لما يعانيه بالوقت الحالي ومتابعة تطور الحالة .
وأكدت أن أهمية الصحة النفسية تنبع من صحة الشخص الشاملة حيث أنها تؤثر بشكل ملموس على صحته الجسدية والعاطفية والنفسية والاجتماعية.
كما أن الصحة النفسية يمكن أن تساعد الشخص على إدارة تحديات الحياة والتعرف على نقاط قوته وتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية ولا ننسى المساهمة بإيجابية في مجتمعه.
وأوضحت بأن العديد من العوامل المؤقتة والدائمة يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية التي قد تهدد أو تحمي العافية العقلية لدى الشخص، مع التأكيد أن كل فرد يعيش ظروفاً معيشية مختلفة عن الآخرين، فإن عوامل الخطر والحماية الخاصة به ستختلف بناء على تجاربه الفريدة ومراحل حياته .
وبينت بأنه يجب التأكيد أن الصحة النفسية لا تعني فقط الخلو من الاضطرابات والأمراض النفسية لكنها عملية معقدة تعمل تدريب الأفراد على مواجهة تجارب وتحديات متنوعة والاماً قد تحتاج إلى نهج اجتماعية وسريرية مختلفة لفهمها، مشيرة إلى أهمية التوعية بالصحة النفسية على نطاق مجتمعي و أسري فهي الركيزة الاساسية التي تنطلق منها محاربة وصمة العار بالتسمية لما يعر به هؤلاء الاشخاص.
وقالت أنه يتضح أن التوعية بالصحة النفسية لیست مجرد ضرورة صحية بل هي ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وداعم إن تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية يتطلب جهوداً مستمرة لنشر المعرفة وكسر الحواجز التي تحول دون الحديث عن هذه القضايا بشفافية.
كما وأشارت إلى انه ومن خلال تعزيز الحوار المجتمعي، ودعم المبادرات التي تسلط الضوء على أهمية الرعاية النفسية، يمكننا توفير بيئة أكثر شمولية وتفهماً للأفراد الذين يواجهون تحديات نفسية .
التوعية ليست مسؤولية فردية فقط، بل هي واجب مجتمعي يحتاج إلى تكاتف الجميع لضمان صحة نفسية أفضل للجميع.