ويعتقد البعض أنها السبب وراء مجموعة واسعة من الحالات المرضية طويلة الأمد، منها متلازمة التعب المزمن والتصلب اللويحي (التصلب المتعدد – MS -multiplesclerosis).
إذ يدعي المروجون لوجود هذه المتلازمة أن العديد من الأعراض والحالات المرضية تحدث نتيجة لرد فعل جهاز المناعة ضد الجراثيم ومواد معينة تسربت لمجرى الدم عبر مسامات الأمعاء.
ورغم أن بعض الأمراض والأدوية تسبب بالفعل تسرب الأمعاء، إلا أنه لا توجد حاليا سوى القليل من الدلائل التي تدعم النظرية القائلة بأن مسامات الأمعاء هي السبب المباشر لأي من المشاكل الصحية هذه.
أسباب الأمعاء المتسربة
1- الكحول وبعض الأدوية المسكنة
من المعروف أن الكحول والأسبيرين ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، منها الأيبيوبروفين، تهيج بطانة الأمعاء، إذ قد تدمر السد الموجود بين الخلايا، ما يسمح لبعض المواد بالعبور عبر الفراغات ووصول مجرى الدم.
يتفق أطباء الجهاز الهضمي (اختصاصيو أمراض الأمعاء)، بشكل عام على أن هذه المهيجات عادة لا تؤدي إلى الإصابة بأكثر من أعراض التهابية بسيطة في منطقة معينة من الأمعاء.
مما ﻻ يسبب عادة أعراضاً واضحة، كما وأنه يتحسن مع الوقت إن توقفت عن استخدام تلك الأدوية أو توقفت عن شرب الكحول.
وفي أسوأ الحالات، قد يكون الالتهاب شديداً لدرجة أن يسبب بين الحين والاخر تقرحات في بطانة الأمعاء.
2- بعض الحالات المرضية والعلاجات
قد تسبب الحالات المرضية والأعراض التالية أيضاً تلفًا في السد الموجود بين خلايا بطانة الأمعاء:
أمراض التهاب الأمعاء، منها مرض كرون (Crohn’s Disease).
الأمراض الالتهابية في الأمعاء، منها السالمونيلا وفيروس النورو وداء الجيارديات.
الداء البطني (مرض سيلياك).
العلاجات الكيماوية.
مرض الكلية المزمن.
العلاج الإشعاعي للبطن.
مثبطات المناعة (أدوية تضعف جهاز المناعة).
فيروس العوز المناعي البشري/متلازمة العوز المناعي المكتسب.
التليف الكيسي.
مرض السكري من النوع 1.
مرض تعفن الدم.
العمليات المعقدة.
وبشكل عام، وحتى في هذه الحالات، فإنه ليس من الضروري علاج الأمعاء “المتسربة”، إلا أنه، تحت ظروف معينة، فإن مصابي مرض كرون.
على سبيل المثال، قد يستفيدون من اتباع حمية غنية بالسوائل للتقليل من التهاب الأمعاء، الأمر الذي يخفف من حدة تسرب الأمعاء.
3- نظرية “متلازمة الأمعاء المتسربة”
ويرى الاخصائيون المؤيدون لنظرية “متلازمة الأمعاء المتسربة” أن بطانة الأمعاء قد تصبح متهيجة و”متسربة” نتيجة لمجموعة أوسع من العوامل، مثل:
النمو الزائد للخميرة والبكتيريا في الأمعاء.
الحمية الضعيفة.
والإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
فهم يرون أن جسيمات الطعام غير المهضومة والمواد السامة البكتيرية والجراثيم قد تعبر من خلال جدار الأمعاء “المتسربة” إلى مجرى الدم، ما يثير جهاز المناعة ويسبب الالتهاب المستمر في الجسم بأكمله.
وهذا، بحسب ما يدعون، يرتبط بمجموعة واسعة من المشاكل الصحية، منها:
الحساسية ضد الأطعمة.
الشقيقة.
الإرهاق ومتلازمة التعب المزمن.
الربو.
الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب اللويحي المتعدد.
أمراض جلدية معينة، منها تصلب الجلد والإكزيما.
التوحد.
لكن هناك حاليا دﻻئل بسيطة تشير إلى أن هذه الحالات تنجم بالفعل جراء الاصابة أمعاء “متسربة”.
4- المنتجات المروج لها
هناك “علاجات” مختلفة تمت الإشارة إليها من قبل الأشخاص المروجين لنظرية “متلازمة الأمعاء المتسربة”.
منها كتب الحميات والمكملات الغذائية (التي تحتوي على المعينات الحيوية، على سبيل المثال) والعلاجات العشبية والأطعمة الخالية من الغلوتين وغيرها من الحميات الخاصة، كالحميات قليلة السكر.
ومع ذلك؛ يجب الحذر من العلاجات التي يقدمها الذين يدعون أنها قادرة على شفاء “متلازمة الأمعاء المتسربة”، بسبب قلة الدلائل العلمية التي تشير إلى أنها مفيدة للعديد من الحالات التي يدعون بأنها تساعدها.