صدى الشعب – محمد قطيشات
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، مشروع قرار يطالب بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأسباب إنسانية، بعد أن أيد أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة 153 دولة، ومعارضة 10 دول، فيما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
ويشير مشروع القرار، المقدم من 21 دولة عربية، إلى رسالة الأمين العام إلى رئيس مجلس الأمن في 6 كانون الأول بموجب المادة 99 من مـيثاق الأمم المتحدة .
وعلى الرغم من أن قراراتها ليست ملزمة قانونًا، على عكس قرارات مجلس الأمن الدولي، إلا أنها تعكس الرأي العالمي، ويمكن أن يؤثر ثقلها السياسي المهم الكبير على قرارات الدول الأعضاء ويؤدي إلى وصم بعض الممارسات، مثلما حدث مع الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كما يمكن أن تسفر هذه القرارات عن إجراءات دولية تؤثر على الأوضاع على الأرض.
ويطالب القرار، المقدم من 21 دولة عربية والمدعوم من عدد كبير من الدول الأعضاء، بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. ويكرر مطالبة الجمعية العامة لجميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي- بما في ذلك القانون الدولي الإنساني- خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين.
كما ويطالب القرار بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وبضمان وصول المساعدات الإنسانية، ويشير إلى رسالة الأمين العام إلى رئيس مجلس الأمن في 6 كانون الأول بموجب المادة 99 من مـيثاق الأمم المتحدة.
القرار المعنون “حماية المدنيين والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية” يعرب عن قلق الجمعية العامة بشأن “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة ومعاناة السكان المدنيين”، ويشدد على وجوب حماية المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا للقانون الدولي الإنساني .
الجمعية العامة، التي يبلغ عدد أعضائها 193، هي أكبر وأهم جهاز للتداول والتشاور في الأمم المتحدة، وتُعتمد قراراتها بأغلبية أصوات الأعضاء المشاركين في التصويت.
وكان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير دينيس فرنسيس، استأنف عقد الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة حول “الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة”.
بدوره، شدد رئيس الجمعية فرنسيس على الضرورة الملحة لوضع حد لمعاناة المدنيين الأبرياء، مجددا المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية .
واستعرض مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أسامة عبد الخالق، الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة العربية، مشروع القرار الذي يعرب عن قلق الجمعية العامة بشأن “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة ومعاناة السكان المدنيين”، ويشدد على وجوب حماية المدنيين وفقا للقانون الدولي الإنساني .
وقال، إن المجموعة العربية تناشد كافة الدول دعم مشروع القرار الذي تم طرحه أمام الجمعية العامة، “تطبيقا للكيل بمكيال واحد وحفاظا على القيم الإنسانية”.
وأضاف، أن المجموعة تدعو كافة الوفود للتصويت ضد أي تعديلات مقدمة على هذا المشروع، “التي لم يتم التشاور بشأنها مع الدول الراعية للقرار، وذلك حرصًا بشكل أساسي على الحفاظ على نصه المتوازن والمباشر، والذي تمت صياغته لتتطابق بنوده مع بنود مشروع القرار الذي طُرِح على مجلس الأمن، تحقيقا لأولوية لا تعلوها أولوية، لهدف واضح وصريح: وقف إطلاق النار الإنساني”.
وقال عبد الخالق “أخاطب ضمائركم جميعا، وأناشدكم مساندة مشروع القرار، لوقف نزيف الدماء، كل الدماء”.
وأكد أن اعتماد ثم تنفيذ مشروع القرار، وفي قلبه المطالبة بوقف إطلاق النار، “هو وحده الكفيل بإنقاذ أرواح الأبرياء”.
وقبل انعقاد اجتماع الجمعية العامة، قدمت الولايات المتحدة والنمسا تعديلين على مشروع القرار، إلا أن التعديلين لم يحظيا بأغلبية ثلثي الأعضاء، وبالتالي لم يعتمدا.
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، للصحفيين إثر صدور القرار: “اليوم كان يوماً تاريخياً من حيث الرسالة القوية التي بعثت بها الجمعية العامّة. من واجبنا الجماعي أن نمضي على هذا الطريق إلى أن نرى نهاية لهذا العدوان على شعبنا”.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية، بمطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، وحثت الدول التي صوتت لصالح القرار على إلزام إسرائيل بتنفيذه.
وشكر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، الدول التي صوتت لصالح القرار، بما يؤكد وقوف العالم بغالبيته الساحقة لجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأكد أن تصويت 153 دولة لصالح القرار، يعني أن العالم يؤكد رفضه للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وإحداث نكبة جديدة، مشددا أن على حكومة الاحتلال أن تلتقط نتائج التصويت وأن يتعامل معها بجدية.
وطالب أبو ردينة، الغالبية الساحقة من دول العالم التي صوتت لصالح القرار بإلزام إسرائيل بتنفيذه .
وجدد التأكيد على أن التصويت لصالح القرار بهذه الغالبية الكبيرة يؤكد للدول الـ10 التي صوتت ضده، أن العالم يرفض سياسة الكيل بمكيالين، وطالبهم بإعادة النظر في موقفهم الذي يتعارض مع الإجماع الدولي الرافض للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتواصل بحق الفلسطينيين.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان الأربعاء، إن حماس ترحب بمطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة وتحث المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على إسرائيل للالتزام بالقرار .
وعلى صعيد آخر، كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فشل في تبني مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” لعرقلة مشروع القرار.
وقال نائب مندوبة أميركا في الأمم المتحدة، روبرت وود، إن مشروع القرار منفصل عن الواقع ولن يكون له أي تأثير على الأرض.
وبحث مجلس الأمن مشروع القرار الذي تقدمت به بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة والذي ويدعو إلى اتخاذ قرار عاجل بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة.
وحصل مشروع القرار على دعم 13 عضوًا بالمجلس وامتناع عضو واحد عن التصويت، هو بريطانيا، بينما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض.
ولا بد من الاشارة إلى مجلس الأمن مكلف بصون السلم والأمن بين الدول، ففي حين أن الأجهزة الأخرى في الأمم المتحدة يمكنها فقط تقديم “توصيات” إلى الدول الأعضاء، فإن مجلس الأمن لديه سلطة اتخاذ قرارات ملزمة وافقت الدول الأعضاء على تنفيذها بموجب أحكام المادة 25 من الميثاق. يسمى القرار الصادر عن مجلس الأمن باسم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ما الفرق بين الامم المتحدة و الولايات المتحدة؟
الولايات المتحدة الأميركية، هي عضو في ميثاق الأمم المتحدة وواحدة من خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتستضيف الولايات المتحدة مقر الأمم المتحدة، الذي يضم مكان الاجتماع المعتاد للجمعية العامة في مدينة نيويورك، في الساحل الشمالي الشرقي للبلاد.
وكان وجه غوتيريش رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل لها منذ عقود.
لكن الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أكدت معارضتها وقف النار.
وعلى صعيد متصل، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب الحرب على غزة، كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إجراء تغيير على حكومته اليمينية المتطرفة .
وأشار بايدن خلال حفل لجمع التبرعات لحملته الانتخابية إلى أن إسرائيل بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي “بقصفها العشوائي على غزة” الذي أودى بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين.
وقال “لقد بدؤوا يفقدون هذا الدعم”، مشيرًا إلى أن “سلامة الشعب اليهودي على المحك حرفيا”.
كما أشار الرئيس الأميركي إلى أن نتنياهو يحتاج “إلى تغيير حكومته المتشددة” لإيجاد “حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي “أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل وهي لا تريد حل الدولتين”.
وذكر، أنه أمضى ساعات في التحدث مع القطريين والمصريين لتأمين إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز في غزة لدى المقاومة الفلسطينية.
ومن المقرر، أن يجتمع بايدن في البيت الأبيض مع أفراد عائلات أميركيين (يحملون الجنسية الإسرائيلية أيضا) محتجزين في غزة.
وكان الرئيس الأميركي الذي يتعرض لانتقادات بسبب دعمه للهجوم الإسرائيلي، قال خلال احتفال بالبيت الأبيض بمناسبة عيد حانوكا اليهودي، إن التزامه تجاه إسرائيل “راسخ”.
وتابع “لو لم تكن هناك إسرائيل، لما كان هناك يهودي آمن في العالم”، وألمح إلى علاقته المعقدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إنه في “موقف صعب”.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين، إن إسرائيل ليست استثناء من السياسة الأميركية التي تنص على أن أي دولة تتلقى أسلحة أميركية يجب أن تمتثل لقوانين الحروب.
هدنة لـ7 أيام
ومنذ اندلاع الحرب، لم تتوقف المعارك سوى لفترة سبعة أيام تخللها تبادل أسرى ومعتقلين، والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
يذكر، أن وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة أعلنت في وقت سابق أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء المواجهة في القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي ارتفع إلى 18 ألفا و412 قتيلا، بينما بلغ عدد المصابين أكثر من 50 ألف مصاب.