الطاقة الإنتاجية للحقل الريشة تزيد عن 75 مليون قدم مكعب يومياً
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكدت وزارة الطاقة والثروة المعدنية أن الأردن يشهد منذ مطلع عام 2025 تنفيذ حزمة من المشاريع الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز البُنى التحتية للغاز الطبيعي، في إطار برنامج وطني متكامل لدعم إيصال الغاز إلى المدن والتجمعات الصناعية، بما يسهم في توسيع قاعدة استخدامه في مختلف القطاعات، خصوصًا القطاع الصناعي، نظراً لما يحققه من خفض في كلف الطاقة تصل إلى نحو 50 بالمئة مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، وبما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.
وقالت الوزارة، في ردها على استفسارات صدى الشعب، إن العمل على تطوير منظومة الغاز الطبيعي جاء ضمن خطة شاملة لتأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة وبتكلفة منخفضة، موضحة أنه تم بتاريخ 27 تشرين الأول 2024 افتتاح محطة القياس والتخفيض في منطقتي القسطل والهاشمية، حيث بدأ تزويد المصانع في المنطقتين بالغاز الطبيعي مطلع عام 2025، إضافة إلى تنفيذ مشروع إيصال الغاز إلى مدينة القويرة الصناعية.
وأضافت الوزارة أنها تعمل حالياً على تنفيذ مشاريع إيصال الغاز الطبيعي إلى مدينة الموقر الصناعية ومدينة الروضة الصناعية في معان ومنطقة الملك حسين بن طلال التنموية في المفرق، مشيرة إلى أنه سيتم قريباً البدء بتوريد الغاز الطبيعي المنتج من حقل الريشة إلى النظام الكهربائي في المملكة من خلال شركة السمرا لتوليد الكهرباء.
وفي السياق ذاته، لفتت الوزارة إلى أنه يجري حالياً تنفيذ مشاريع للغاز الطبيعي المضغوط (CNG)، حيث تم ترخيص شركة غاز الأردن وافتتاح أول محطة رئيسية (Mother Station) تابعة لها في منطقة الريشة بتاريخ 17 أيار 2024، ضمن خطة تهدف إلى توسيع استخدام الغاز في مختلف أنحاء المملكة.
وبيّنت أنه تم بتاريخ 20 آب 2025 افتتاح أول محطة مستقلة لتعبئة الغاز للحافلات والشاحنات والمركبات التي تعمل على الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) تابعة لشركة تسويق المنتجات البترولية “جوبترول “، وتبلغ قدرة المحطة 1500 لتر، وهي مزوّدة بمضختين تعبئان المركبات بضغط 250 بار، إلى جانب نظام سلامة متقدم يضمن الأمان أثناء عملية التعبئة، كما تم بتاريخ 26 آب 2025 افتتاح مشروع محطة المناصير المتنقلة لتعبئة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) وتشغيل 15 شاحنة تعمل بالغاز الطبيعي.
وحول مساهمة مشاريع الغاز المنتج من حقل الريشة في خفض الاعتماد على الاستيراد وتقليص فاتورة الطاقة، أوضحت الوزارة أن الإنتاج الحالي المستغل من الحقل يتراوح بين 18 و20 مليون قدم مكعب يومياً، فيما تزيد الطاقة الإنتاجية على 75 مليون قدم مكعب يومياً، وتستهدف شركة البترول الوطنية الوصول إلى 500 مليون قدم مكعب يومياً بحلول عام 2030.
خفض كلف الطاقة بالمصانع بنسبة تصل إلى 60% باستخدام الغاز الطبيعي
وأكدت أن الغاز الطبيعي المنتج من الحقل يسهم في خفض كلف الطاقة على المصانع بنسب تصل إلى 60 بالمئة مقارنة بسعر وقود الديزل، و50 بالمئة مقارنة بالغاز البترولي المسال، و30 بالمئة مقارنة بالوقود الثقيل المستخدم حالياً في الصناعات، كما يجري العمل على مشروع إنشاء أنبوب غاز بطول 300 كيلومتر يربط الحقل بخط الغاز العربي
وأشارت الوزارة إلى أنها أطلقت برنامجاً وطنياً لإيصال الغاز الطبيعي للمدن الصناعية في كل من الروضة، والموقر، والزرقاء، والمفرق، والقويرة، إضافة إلى تزويد الغاز للقطاع التجاري والصحي والمنزلي، مبينة أنه يجري حالياً تنفيذ مشروع إيصال الغاز إلى مدينتي عمّان والزرقاء، فيما تم إيصال الغاز فعلياً إلى مدينتي القسطل والهاشمية مع بداية عام 2025.
وفيما يتعلق بانسجام مشاريع الغاز مع الاستراتيجية الشاملة للطاقة والتزامات الأردن في خفض الانبعاثات الكربونية، أكدت الوزارة أن مشاريع البُنى التحتية للغاز الطبيعي تُعد من أولويات الاستراتيجية الوطنية للطاقة، كما تتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة.
وأضافت أن التوسع في استخدام الغاز الطبيعي يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية مقارنة بالوقود الثقيل والديزل، ما يدعم التزامات الأردن تجاه قضايا التغير المناخي والتحول نحو *الطاقة النظيفة.
إنتاج حقل الريشة يتجه إلى 500 مليون قدم مكعب يومياً بحلول 2030
وأوضحت أن مشاريع الغاز الطبيعي تتماشى مع الرؤية الملكية للتحديث الاقتصادي وتوجهات الوزارة في تنويع مشاريعها لتشمل مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع النقل، مشيرة إلى أن المحطات المتنقلة لتعبئة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) ستعمل على توسيع استخدام الغاز الطبيعي في قطاع النقل، وخصوصاً النقل الثقيل، بما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية على المستوى الوطني.
وقالت الوزارة إن الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة تستهدف تنويع مصادر الغاز الطبيعي وعدم الاعتماد على مصدر وحيد، من خلال تأمين أربعة مصادر رئيسية، هي الغاز الطبيعي المصري المورد عبر الأنابيب، والغاز الطبيعي من شرق البحر الأبيض المتوسط عبر الأنابيب، والغاز المنتج محلياً من حقل الريشة الغازي، إضافة إلى الغاز الطبيعي المسال المستورد من خلال ميناء العقبة للغاز الطبيعي المسال الذي يجري حالياً تطويره بإنشاء وحدة تغييز شاطئية وملحقاتها.
وأشارت الوزارة إلى أن شركة البترول الوطنية تعمل على زيادة القدرات الإنتاجية من حقل الريشة من خلال حفر 145 بئراً خلال الفترة 2025–2030، بهدف رفع الإنتاج اليومي تدريجياً ليصل إلى 418 مليون قدم مكعب قياسي يومياً بحلول عام 2029، وليتزايد تدريجياً حتى 800 مليون قدم مكعب يومياً بحلول عام 2035، الأمر الذي سيُسهم في خفض الاعتماد على استيراد الغاز الطبيعي وتعزيز أمن الطاقة في المملكة.






